المشكلة ليست في الرغبة نفسها في نهاية الحرب ، كلنا متفقون في ذلك ، ولكن كيف وعلى ماذا تنتهي ؟؟ هل يمكن ان يقبل حميدتي بخروج آمن له ولأسرته مقابل وقفها ؟؟ لن يفعل ذلك ، فهذا الأمر يحتاج لشجاعة هو لا يمتلكها ..
وإذا اعلن الجيش من طرف واحد وقف العمليات ضد المليشيا مقابل تسليم انفسهم مع العفو عنهم ، هل ستستجيب المليشيا؟؟ بالطبع لا لن تستجيب ، ستزيد من وتيرة التخريب والإستهداف وتعتبر ان ذلك مؤشر ضعف للقوات المسلحة .
لضيق هذه الخيارات أعتقد أن رافعي شعار وقف الحرب هم يدعمون المليشيا بشكل او بآخر لانهم لا يمتلكون تصورا لتنزيل هذا الشعار ، الجيش أمامه خيار واحد وهو إنهاء التمرد وهو خيار لا بد من إستكماله مهما كانت كلفته ، فالحرب هي صراع الإرادات .. وهي الطريق نحو السلام ، ولا يمكن أن تعود الدولة للوضع القديم ، فالمليشيا بما تمتلكه من مال وحلفاء وشراكات أفسدت الحياة السياسية بالكامل ، وختمت سكرتها بمحاولة الإنقلاب على الدولة ، وهذا الأمر لا يجب التصالح معه مهما كان رأيك في قيادة الدولة فيجب ان يكون موقفك من الدولة ومؤسساتها طاغيا ومقدما على كل إنتماءاتك السياسية والإثنية والعاطفية .