متابعات: كواليس
١. اليوم الثالث للمعركة بدأ متصلاً بما قبله إذ ابتدأ التحضير لمعركة القيادة الفاصلة بين الطرفين ، استفادت فيه قوات الدعم السريع من موقعها في حي المطار الذي تحيطه بدروع بشرية كثيفة من سكان الحي ، ومن وجودها في رئاسة مبني جهاز المخابرات الملاصق لمبني القيادة ،ومن موقعها داخل القيادة في الجانب الشرقى للقيادة ، ومن التعزيزات التى وصلت إليها ،إذ اشارت معلومات الرصد الميداني الي تواصل دخول متحركات إسناد الدعم السريع الى الخرطوم عبر المزارع و حي السلمه البقاله، ومن جهة شرق النيل تصاحبها عربات كبيرة محملة بالذخيرة .. فيما بدأت القوات المسلحة بتحريك مدرعاتها الثقيلة بعد إعادة (اللواء نصر الدين) قائدا للمدرعات، علماً ان له رمزية كبيرة في صراع قادة قوات المسلحة مع الدعم السريع .. مقاطع الفديو المصورة أظهرت استعدادا نفسياً عالياً للمعركة من الطرفين والتي بدأت في الساعات الأولى للصباح بصورة شرسة استخدمت فيها كل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وعاش سكان الاحياء المجاورة للرياض في الخرطوم ٢ وبري والرياض والكويت والعمارات فى رعب شديد بدأت خيوطه في الهدوء عند الساعه العاشرة صباحاً، بمحافظة القوات المسلحة على مواقعها ، وعجز قوات الدعم السريع عن الاقتحام، وسط دمار كبير في المباني في أرض المعركة .. ولاتزال المعركة مستمرة دون نهاية واضحة، ودون أن يتسنى تأكيد ادعاء كل طرف من الأطراف .
٢. بات واضحا أن المشكله الأساسيه في تأمين المواقع وليس السيطرة عليها إذ لا تزال مداخل العاصمة وطرقاتها الرئيسية مفتوحة تجوب فيها قوات الطرفين ، ويستطيع كل طرف امداد وتشوين قواته، واستعواض الفاقد مما يطيل من امد المعركة.
٣. بشكل عام خلت الخرطوم اليوم من المعارك، ونعمت اغلب أطرافها بالهدوء النسبي ، ماعدا محيط القيادة والمطار، وضاحية جبرة التى دارت فيها معركة قصيرة قبيل الأفطار اسفرت عن سيطرة قوات المدرعات على موقع تابع للدعم السريع بمبني منظمة الطلاب الوافدين سابقاً .. فيما سمعت اصوات مضادات الطائرات في شمبات وحي النصر بشرق النيل إثر مرور مقاتلات تابعة للقوات المسلحة فوق موقعين لقوات الدعم السريع.
٤. بحسب تسلسل المعارك فإن نقاط ضعف الدعم السريع تتمثل في الحاجة الي امداد متواصل من : وقود – ذخيرة – تموين الجنود .. وفي ظل استيلاء القوات المسلحة على اهم المعسكرات المفصليه لخصمها تتعثر حركة الإمداد، ولا تستطيع المركبات العودة للمعسكرات لاعادة الامداد والتموين .. فاصبحت تتحرك دون تخطيط، بل اصبحت تستنزف مواردها ، وهذا سيعجل بتوقف مركباتها قريبا .. كما ان غياب المستشفيات والرعاية الصحية يحرم جرحي قوات الدعم السريع من العلاج مما يرفع من مستوى الضغط النفسي.. بينما لاتزال نقاط ضعف القوات المسلحة تتمثل في بطء تحريك القوات والعجز عن ملاحقة الحركة السريعة لقوات الدعم السريع، والضعف الملحوظ في الجانب الإعلامي .
٥. تميز اليوم الثالث للمعركة بترابط حركة القوات المسلحة، وتجانس خطوطها، في مقابل تبعثر كبير لقوات الدعم السريع ، وفقدان القيادات السيطرة على المجموعات التي بدأت تتحرك داخل الاحياء السكنية خوفاًمن الاستهداف بالطائرات والمسرات ، ومن باب البحث عن الحماية .
٦. من اللافت في اليوم الثالث دخول أسلحة جديدة إلى ساحة المعركة تتمثل في الطائرات المسيرة التى بدأت تستهدف متحركات التشوين والامداد التابعة لقوات الدعم السريع، وسيادة سلاح المدرعات على ميدان المواجهة ، ووجود تغطية جوية كثيفة من الطيران الحربي، والتى يتوقع ان تحول المعارك تدريجيا إلى صالح القوات المسلحة، بينما تتركز استراتيجية الدعم السريعة في الكر والفر، وسهولة الحركة، وسرعة تبديل المواقع، ونقل ساحة المعركة من مكان لآخر وفق تكتيك حرب العصابات .
٧. الولايات اليوم الثالث بدأت أكثر هدوءا وسيطرة فعليه للقوات المسلحة تخللتها عمليات تمشيط بولاية شمال كردفان، ولاية شمال دارفور، .. ويبدو جدلية استمرار السيطرة على مطار مروى واحدة من القضايا التى لم يتسنى لأي طرف من الأطراف تأكيده بشكل قاطع في ظل تضارب التصريحات.
٨. كلا الطرفين اليوم كان يركز على قضية الإمداد فقد انتشرت مقاطع فيديو تؤكد وصول تعزيزات للقوات المسلحة من الفرقة الثالثة شندى ، والهجانه بالأبيض والمدفعية عطبرة ، بينما يبدو أن الدعم السريع يحاول تحريك قواته من معسكراته الخلويه قي دارفور، والتركيز على امداد الوقود من ليبيا، وفي هذا الصدد أعلنت القوات المسلحة فى الصباح الباكر استهدافها لرتل تموين كامل قادم من ليبيا وتدميره، دون صدور تعليق من قوات الدعم السريع .
٩. على مستوي الحياة في المدن اليوم تزايدت نسبة استيعاب المدنيين للصدمه ، وبدأت بعض المحلات في مزاولة اعمالها بشكل كامل وبدت الحياة عادية في كل أرجاء الولاية عدا محيط القيادة والمطار ، واشارت تقارير إلى خروج مستشفيات الشعب، وشرق النيل من الخدمة بعد تزايد التهديدات حولها، فيما أشارت معلومات إلى اختطاف أطباء من مستشفى الأطباء، والسيطرة على مستشفى الساحة شرق الساحة الخضراء بواسطة قوات الدعم السريع وتحويلها إلى مستشفى ميداني.
١٠. الخدمات اليوم ظلت جيدة في مجال الاتصال والانترنت، وشهدت تحسنا ملحوظا بتدخل سلاح المهندسين لصيانة محطات المياه في الصالحة والمنارة ، وهذا لاينفي وجود انقطاع في خدمات المياه في مناطق الفيحاء بشرق النيل ، شمال بحرى الحلة الجديدة .اللاماب ، الرميلة العشرة النزهة أجزاء من جبرة والصحافة.. بينما لاتزال محطة بحرى خارج الخدمة .. وقد أعلن سلاح المهندسين عصر اليوم عن حركته لمعالجة هذه الاعطال مبشرا بعودة الخدمات في المناطق المقطوعه .. إمداد الكهرباء ظل يتواصل بشكل جيد إلا في حالات الأعطال والتى لاتتوفر فرق للصيانه للتدخل فيها .. بيد أن التغطية بخدمات الكهرباء تتجاوز نسبة ال٩٠% في عموم الولاية.
١١. تمكنت القوات المسلحة اليوم من إعادة خدمات البث بالتلفزيون فى ظل صعوبات تقنيه مما شكل تحسنا في الموقف الإعلامي، وسط نشاط ملحوظ للاعلام العسكرى ، وبدأ الموقف أقرب لمنافسة اعلام وسيطرة الدعم السريع على المنصات الإعلامية الخارجيه وحضوره اللافت في قنوات العربية والجزيرة والحدث .. جدير بالذكر أن حرب الشائعات بين الطرفين لم تتوقف حيث ابرزت مقاطع مصورة للدعم السريع اقتحام منزل الفريق الكباشي ومكتب الفريق ياسر العطا وبيت الضيافه ، فيما أشارت تسريبات الإعلام العسكرى إلى اصابة قائد الدعم السريع إصابات قوية ، ومقتل عدد من قادته، وأسر عدد آخر.. ولم يتسنى التأكد من كل هذه الانباء الصادرة من الجانبين.
١٢. الاصداء الخارجيه للنزاع بدأت في الضغط في محاولة إيجاد هدنه بين الطرفين ، ووقف اطلاق النار، والعودة إلى الحوار وسط دعوات من المحيط الإقليمي والمجتمع الدولى
إذ يحاول الاتحاد الأفريقي الوصول الي السودان بوفد بقيادة الموريتاني ود لبات.. الموقف الأمريكي لايزال غامضاً.. الموقف المصرى لايزال باهتاً، اما الموقف الاماراتي والسعودي، فقد بدأ اميل إلى الحديث عن الاتفاق الإطارى ، وتصوير مايجرى أنه صراع بين فصيل القوات المسلحة، وفصيل الدعم السريع مانحاً الشرعيه لكل منهما بشكل متوازى .. ويبدو واضحا أن إطالة امد المعركة يضر بموقف القوات المسلحة العملياتي والاستراتيجي فيما يبدو أنه إنقاذ لموقف الدعم السريع الذى تدعمه في ذلك صلات طويلة لحلفائه من الحرية والتغيير بالمجتمع الدولى.. فيما أفادت قناة “القاهرة الإخبارية” فى نبأ عاجل لها، مساء اليوم الاثنين، بعقد مجلس الأمن الدولى، لجلسة حول تطورات الأوضاع فى السودان… وندد أنطونيو جوتيريش ، الأمين العام للأمم المتحدة، فى وقت سابق اليوم الاثنين، بتفجر القتال فى السودان، وناشد قادة القوات المسلحة السودانية ، وقوات الدعم السريع وقف الأعمال العدائية على الفور، واستعادة الهدوء، وبدء حوار لحل الأزمة.
١٣. مايمكن قوله أن الوضع الإنساني تحسن بشكل ملحوظ ، ووضع الخدمات قد تقدم اكثر من ذى قبل، واستيعاب الشعب السوداني للصدمة بدأ افضل كثيرا، وباتت القوات المسلحة أقرب إلى ترجيح الكفه ، في ظل تهديدات ماثلة من الدعم السريع لايمكن التقليل منها .. والدعوات ان يحفظ الله السودان وأهله ، وينعم عليه بالأمن والاستقرار … اللهم سلم ، اللهم سلم #