(١)
مبدأ إقامة الإفطار يا رعاك الله هو دليل على عافية الاسلاميين بعد طول مرض ، وعلامة صحة بعد سقم، ومؤشر قوة بعد ضعف ، وعلامة تجمع بعد طول تفرق وتشرذم .. المبدأ لوحده ينهض دليلاً على عزم أكيد وفجر جديد
فلا الوهمُ في خاطري
ولا الليلُ في أَضلعي.
وأَحيا غريباً وفوق
منال العلى مطمعي
كأَنَّ الذرى موطئي
وجفن السنى مضجعي.
أنا يا نجوم اشهدي
ويا – ليالي اسمعي:
سأَخلق فجراً جديداً
إذا الفجر لم يطلعِ
(٢)
شعار الافطار (فاقدنك ياريس) لوحده كان يعني أن الإسلاميين اليوم التقطوا قفاز التحدي فليس الشعار اليوم تحت واجهة مثل (التيار الاسلامي) ، أو (نداء السودان) ،أو (حركة المستقبل) أو غيرها مما درج الاسلاميون على الظهور من خلاله في المناسبات الأخيرة.. بل كان الشعار دلالة مباشرة على أصحابه، وبمبادرة منهم .. وليس ماتحتمله التأويلات ، او تحتويه الاستعارات الضمنية ، مثل الحق الواضح الابلج ، وشتان مابين التلميح والتصريح ، وفرق عند أهل العلم مابين غموض الدلالة ، وصريح العبارة على تعبير ابو الطيب المتنبيء.. السيف اصدق انباءً من الكتب في حده لجد بين الجد واللعب)
(٣)
حرص الاسلاميون على حماية افطارهم بقوتهم الذاتية دليل على عودة سريان روح الترتيب والتنظيم بعد أن تعرض الصف الإسلامي للذل والهوان والاختراق على ايدى اعدائهم، وسادة قيادة (الحالات) في صفوفهم ، وكانوا الطرف الأضعف في المعادلة طوال الفترة الماضية، وفى حماية الإفطار إشارة إلى عودة أجهزة التأمين لتعمل على تحصين جماعتهم من الاختراق والعدوان ..
دعاهمو الوطن الغالي فما بخلوا
وأبخل الناس من دعى ولم يُجب
ليوث غاب إِذا ما ضويقوا وثبوا
وأي ليث لدفع الضيق لم يثب
لهم نفوس إِذا حركتها اضطرمت
اضطرام الماء في اللهب
لا غرو أن يدّعى المسلم أن له
ما للعروبة من مجد ومن حسب
لديه من لغة القرآن معجزة
تلوح كالدر والياقوت والذهب
(٤)
في المقابل دعوة (القحاته) لإفساد الأفطار، والاعتداء عليه ،والتضييق على أهله ،ومنع قيامه دليل على ضيق القوم ببضاعتهم المزجاة، وحديثهم الكذوب ، وخرافاتهم البالية من شعارات الحرية والعدالة .. فما هو حرام عندهم على بلابل الإسلاميين دوحه ..فهو حلال على طير القحاطة من كل جنس على رواية أحمد شوقي.. ولبغاث طير أهل اليسار جميعهم من كل سنخٍ وأس علي رواية البحتري… ومثلت دعوتهم لمنع قيام الإفطار لوحدها هزيمة فكرية كبيرة ، وتعريةً للمباديء ،وسقوطاً للقيم عندهم .. أما محاولة الاعتداء على الافطار ، وقذفه بالحجارة ، والتعرض للصائمين فيه.. فهو دليل إفلاس شديد، وهزيمة نفسيه بالغة ،واحباط كبير ،ومحاولة انتحارسياسي ، والحالة النفسية المتأخرة هى واحدة من أسباب الإنتحار عند علماء النفس ..
(٥)
شتان مابين محاولات الاسلاميين السابقه كسر طوق الحصار عنهم في السنوات الأولي من خلال مسيرات الزحف الأخضر ، وافطارات التيار الاسلامي العريض، وتجمعات غزوة بدر التى أعتدى فيها اعداؤهم عليهم، واستهدفوا فيها المشاركين .. وقامت الشرطة باستخدام القوة اوضرب المشاركين ، وتفريق صفوفهم والإعتداء جماعاتهم تحت إشراف لجنة التمكين ، ومابين هذا الأفطار اليوم من حيث القوة في الحشد ، والثقة في النفس والقدرة على التأمين، فحق لاتحميه القوة حق مضاع ، ظل مشاع .. وفرق كبير مابين روح الضياع ،ونفسية الهزيمة في تلك المناشط ، ومابين روح التحدي المتوثبة ، ويد القدرة المتصلة، وحسن الترتيب ،وكمال التنظيم ،ونجاح التأمين.
من ذا الذي قال قد أفل؟!
فلن يغادرَ الأرضَ القمر
فالنورُ إلى النورِ
فجرٌ للأمل
والصمت إن كان معذرة
فالصدق أحبتي
يشتاق إلى المطر
فقد مزقت أوهامي
نقَّيتُ ثوبَ أحلامي
بعزتي وإيماني فإني
قادر على عزف أنغامي
(٦)
الإفطار يقينا له ما بعده في ترتيب معادلات الساحة السودانية ، ودليل وفاء لقادة الإنقاذ، ودليل قناعة من اهل السودان بنجاحاتها المتصلة .. وله أثره البالغ في عودة ثقة الاسلاميين في انفسهم ، وترتيبهم لصفوفهم ،والتقاط قفاز التحدي، وانكسار قيود الوهن والضعف ، وسريان روح المجاهدة والمثابرة من جديد ، ومؤشر بوضوح على اعلام فعال وتنظيم قوي ، وافطار جديدة .. وبالجملة هو عنوان لمرحلة جديدة في طريق نهضة الاسلاميين، وملامح جيل الفتح القادم ، ومقياس لإتزان المعادلة من جديد #