(الحلومر)
ابتدأ السيد البرهان خطابه بشكر الفريق ياسر العطا على جمعه للفرقاء السودانيين ، وأمامه جميع الفرقاء ، منهم من التزم بالبدلة الكاملة ومنهم من ارتدى الزي القومي، ومنهم من وضع رجلا على رجل بغير التراث ، ومنهم من تابع الخطاب بغير إهتمام .. الجمع كان مثل شراب رمضان التقليدي (حلومر) .. والحضور كانو طرفي نقيض لا يجمع بينهم سوى دعوة الافطار ،ولايؤلف بين قلوبهم الا(قدح عصيدة) الذى يبدو أنه وضع بغير اهتمام على الموائد.
(الرابط العجيب)
إبتدر السيد البرهان حديثه بالترحم على الشهداء موضحاً أنهم اربعه شهداء ثلاثتهم من ضباط القوات المسلحه ورابعهم من الشرطة .. ذاكرا أنهم قربنا لينعم الشعب لسوداني بحريته وكرامته دون أن يوضح سيادته ما علاقة الاعتداء على الضباط وإستشادهم ،وسرقة سيارتهم بحرية وكرامة الشعب السوداني وغاب عن السيد البرهان توضيح هذا الرابط العجيب .
( الحفر برأس الأبرة)
الفريق البرهان ذكر أن الحديث المكرر طوال أربعة سنوات ظل نفس الحديث متطرقاً الى أن القوات المسلحة ليست لديها عداء مع احد وأن مثال (عض الإصبع) هو ما تعلموه في للكليه الحربية، وأن الصبر ديدنهم، وأن الطالب الحربي( لايثار ولايستثار) وأن الناس يفسرون صبرهم تفسيرات مختلفة (عدم رغبه _ عدم اهتمام) .. ولكن من المصطلحات الجديدة في خطاب سيادته اليوم أن (الحفر برأس الإبرة نوع من التكتيك) ترى أين غابت آليات سلاح المهندسين من خطاب الرجل. .
(الزححان )
على إثر التجاذب بين القوى السياسية الذي ذكر السيد البرهان أنه يراه أمامه فقد نطق بأنه(يترجي) منهم (كلنا -نحن وهم -الكتلة الديمقراطية -المجلس المركزي ) ان (نزح) كلنا ثم عاد ليطلب منهم الجلوس والتفكير في الوطن ..ترى هل (للزححان )معني آخر عند السيد البرهان .. معنى يجمع مابين المغادرة والبقاء فى آن واحد .
(شعور التغيير)
الخطاب العاطفي للسيد البرهان تمثل فى أننا نحتاج أن نشعر بالتغيير وأنهم كلهم أيضا بحاجة إلى التغيير وأن الشعب السوداني (داير) من (يشعر بألامه ، ويسمع حديثه ويتحسس مواجعه، ويقف في واجباته .
(ما كل المدردم ليمون)
بطريقة ناعمه أشار السيد البرهان الي خيار الانتخابات المبكرة دون أن يسميها في حالة (اذا فشلنا) ف(نمشي للخيار القلته) ترى ماهو الخيار سعادتكم؟؟؟ وحيث أن الكاميرا لم ترصد صورة للطعام على الموائد للتأكد من وجود (خيار )فمن المرجع أن سيادته يقصد خيار (الانتخابات المبكرة) .. وهي : عجور وخيار .. والمثل السوداني يقول (ماكل المدردم ليمون)
( 48، 50 ،60 ،70 ،80) %
اعترف السيد البرهان بما ظل مخفيا داخل غرف التفاوض أن الخلاف حول نسب التمثيل في الحكومة لا يزال موجوداً. مقدما أرقام دون أن يوضح ماهيتها (48، 50 ،60 ،70 ،80) % ..وبدأ حديث السيد البرهان مبهماً وهو يذكر أن لديهم تواصل جيد مع كل المجموعات وأنهم كلهم (وطنيين) ولكن لكلٍ طريقته في تحديد اهدافه .. الغريب رغم وصفه لكل المجموعات بالوطنية والصدق عاد ليقع في دائرة التناقض من جديد حينما أشار إلى انهم كل يوم يواجهون بوضع الاشواك ، وحفرالحفر، وإثارة المكائد ووضع العراقيل أمامهم .. وأن كل الأطراف تدعي، وكل الأطراف تفترى ، وكل الأطراف تكذب ، وكل الاطراف تنسج قصص من خيالها .
(ضوء آخر النفق)
حاول البرهان أن يقدم تطميناته للموجودين أمامه في أمر التوقيع النهائي، وأن التأخير بسبب بعض،الخلافات في موضوع الإصلاح الأمني والعسكري مستخدما عبارة (ضوءفي آخر النفق ) وهى من عبارات طيب الذكر (حمدوك) .. ولكن بدأت الطمأنينة بعيدة في اذهان الحاضرين أمامه، والإدراك عصيا في فهم خطاب الرجل.. ماهي الإشارة؟ واين الدلالات.. والرجل يتحدث تارة عن توقيع الاتفاق، وتارة عن توسيع قاعدته .. وبين القوى المدنية اسفين ضخم من الشك، وبون شاسع من الخلافات ، وبدأ أن انفعال الموجودين أمامه بخطابه ضعيفا فلم يحرك الواثق (رجله) ولم يغطي (الصديق المهدي) أطراف ردائه الذي يظهر من تحت الجلابيه، ولم يقطع حديثه سوى تصفيق خجول .. استعصي عليه الفهم ، ماذا يقصد الرجل بخطابه الذى تدرك مفرداته ولكن تعجز عن عقل اجماله..
(فولكر والعقال والشماغ)
لم ترصد الكاميرات حضور الخواجة (فولر)، أو جماعات الآليات الثلاثية، والرباعيه …وغاب عن دعوة الإفطار (عقال) سفير الأمارت، و(شماغ) السفير السعودي .. كما أن البرهان لم يوجه لهم شكراً، ولم يشر اليهم حتى مجرد إشارات ..
(8 دقائق , و50 ثانيه)
بدأ كان السيد البرهان مشتت الذهن وهو يختتم كل فقره من حديثه بقوله (لكم التحية ،ولكم التقدير) .. ليعود ويبدأ من جديد حيث وردت هذه العبارات في خطابه القصير الذى استمر 8 دقائق , و50 ثانيه أكثر من اربعه مرات .
(المحاسن والأضداد)
مجمل الخطاب بدأ عصياً على الفهم ، ماذا يقصد الرجل ، وماهي رسالته ،وما مضمون الخطاب بكلياته .. الخطاب الذى يبدو أن الرجل لم يحضر له في ذهنه، ولم يتسنى لمستشاريه رسم ابعاده، أو تحضير الفاظه .. فجاء الحديث مترجلاً على شاكلة (سمك _ لبن_ تمرهندي) أو (حلو مراً)؛.. عصيا على الفهم مثل مواقف وتصريحات سيادة البرهان المتكررة التى كل استمعت آليها تذكرت كتاب الحاحظ(المحاسن والأضداد) .. والذي يأتي فيه بالكلمة وضدها.. وجاء الحديث مبهماً في موضع كان من الأولى فيه ذكر الكلمة ومرادفتها من باب التأكيد، وهو في علم النحو قسمين (توكيد لفظي- توكيد معنوي) ليجعلك تتساءل في نهاية الخطاب ماهو الحديث الذى كان يود رئيس مجلس السيادة أن يقوله ، ولم يقله؟؟