البعد الاخرمصعب بريــررمضانيات | غزوة بدر الكبرى .. دروس وعبر (2) ..!

» فى الحلقة الأولى قلنا لا بستطيع الباحث عن توثيق ابرز الاحداث الاسلامية فى شهر رمضان المعظم تجاوز محطة غزوة بدر الكبرى باعتبارها أول معركة فى الاسلام وشكل انتصار المسلمين فيها على كفار قريش نقطة تحول مفصلية فى مسيرة الدعوة الاسلامية ، وفى بحثى عن المراجع الموثوقة عن الغزوة وجدت بحثا علميا قيما لفضيلة الشيخ محمد أحمد حسين من المملكة الأردنيّة الهاشميّة فرايت الاستناد عليه فى هذه السلسلة التى أرجو ان تغطى هذه الواقعة التاريخة الاسلامية العظيمة ..

» استشار صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، في الأسرى، فرأى أبو بكر، رضي الله عنه – مراعيًا القربى التي بينهم – أن يأخذ منهم الفدية حتى تكون لهم قوة على الكفار، وعسى الله أن يهديهم للإسلام، ورأى عمر، رضي الله عنه، أن يضرب أعناقهم؛ لأنهم أئمة الكفر وصناديدها، فأخذ صلى الله عليه وسلم بمشورة أبي بكر، رضي الله عنه، فنزل القرآن مؤيدًا رأي عمر، رضي الله عنه؛ فعاتبهم الله عز وجل لتفضيل الفداء على معاقبة أئمة الكفر، وأحل لهم ما أخذوا من فداء ..

» وقد تباين فداء الأسرى، فجعل صلى الله عليه وسلم فداء من كان ذا مال أربعة آلاف درهم، وفداء من لم يكن له مال تعليم أبناء الأنصار الكتابة، ولم يكن هدفه صلى الله عليه وسلم في فداء الأسرى جمع المال، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لو كان مُطْعِمُ بن عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَ كَلَمَنِي في هَؤُلاءِ النتْنَى، لأَطْلَقْتُهُمْ له»، ولم يحاب صلى الله عليه وسلم في فداء الأسرى، فقد استأذن رجال من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ترك فداء العباس، فأبى، على الرغم من أنه أخبر النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه كان مسلما ..

» وأمر صلى الله عليه وسلم بقتل عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث بن كلدة، فقد كانا من أئمة الكفر، ممن يؤذون المسلمين في مكة. واستوصى صلى الله عليه وسلم ببقية الأسرى خيرًا ..

» لم ينزل بتوزيع الغنائم تشريع قبل معركة بدر، ولذلك حدث خلاف حولها، فقد أكبت طائفة على الغنائم، يحوونها ويجمعونها، وانطلقت طائفة أخرى في طلب العدو يلاحقونهم، وأحدقت طائفة ثالثة برسول الله صلى الله عليه وسلم، يحمونه، فادعت الأولى أنها أحق بالغنائم؛ لأنها جمعته، وادعت الثانية أنها أحق به؛ لأنها هزمت العدو، وادعت الثالثة أنها أحق به؛ لأنها اشتغلت بحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ قُلِ ٱلأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1]، فقسمها صلى الله عليه وسلم بينهم على السواء، بعد أن أخرج الخمس من الغنيمة ..

» وقد ضرب صلى الله عليه وسلم لتسعة من الصحابة لم يحضروا الغزوة لأعمال كلفهم بها، ومنهم: عثمان بن عفان، رضي الله عنه .. وذهب الخلاف وتلاشى بعد بيان حكم الغنائم، وثاب الناس إلى طاعة الله ورسوله ..

» فوق كل علاقة وارتباط .. نال المسلمون المشاركون في معركة بدر مغفرة الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: «لَعَلَ الله اطَلَعَ على أَهْلِ بَدْرٍ فقال: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ »، واستحقوا المنزلة الرفيعة والتقدير الكبير، ولازمهم وصف «البدريون»، وكونوا الطبقة الأولى من الصحابة، واحتلوا أوائل التراجم في كتب الطبقات، وأعطاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعلى العطاء، فنالوا التكريم الأدبي والمادي ..

بعد اخير :

علت أصداء موقعة بدر المدينة، ومكة، وأرجاء الجزيرة العربية، واستعلى المسلمون في المدينة على اليهود وبقايا المشركين، مما أغاظهم، وأظهر أحقادهم، واندفع اليهود نحو العدوان، فأدى ذلك إلى إجلاء بني قينقاع عن المدينة ..

بعد تانى :

على أثر غزوة بدر الكبرى دخل الكثيرون في الإسلام، ودخل بعضهم حماية لمصالحه، بعد رجحان كفة المسلمين، فبدأ نشأة جبهة المنافقين، وكان على رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول .. وهو حال يشبه مانعايشه الان من عبدة السلطان وبطانة السوء فايروسات السياسة المدفوعة بمصالحها الضيقة، فكانت مدخلا هشا للنيل من الاوطان وافساد الحكام والعياذ بالله ..

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
2 ابريل 2023م
musapbrear@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *