التفكيك خطوة بخطوة هو الأسلوب الذي اعتمدت عليه الرباعية و بعثة الوصاية الدولية الفولكرية في التعامل مع المنظومة العسكرية و الأمنية السودانية التي ظلت عصية طوال تاريخها العريق الذي بدأ منذ العام 1925 عندما تأسست القوات المسلحة !!
وقد كانت الخطوة الأولى هي إقناع قيادتها بأن أعداء الأمس هم حلفاء اليوم و حلفاء الأمس هم أعداء اليوم !!
ثم جاءت الخطوة الثانية بالضغط على قيادتها للتوقيع على الإتفاق الإطاري الذي يلزمها بتبني ( أطروحة إصلاح المنظومة العسكرية و الأمنية ) وفق رؤية و منظور من كتب الإتفاق !!
ثم كانت الخطوة الثالثة وهي محاولة تغيير العقيدة القتالية حيث سمعنا في عدد من الخطابات أمام الجنود و الصف و الضباط بأن العدو هو بعض الأحزاب و القوى التي ذكرت بالإسم !!
واليوم بدأت الخطوة الرابعة بجر هذه القيادة للمشاركة في ورشة الإصلاح المزعومة بمشاركة ناشطين و أجانب يحملون في جيوب ستراتهم مخرجات و توصيات معدة سلفاً !!
وربما تتوالى الخطوات حتى نرى ما كنا نستبعده على أرض الواقع !!
لقد نجح المتحكم ب ( الريموت ) في إقناعنا جميعاً بأن ( إصلاح ) المنظومة العسكرية و الأمنية ( إسم الدلع للتفكيك) هو المفتاح لحل كل مشاكل البلاد و صرف أنظارنا جميعاً عن أهمية :
- الإصلاح السياسي
- الإصلاح الدستوري
- إصلاح الأحزاب التي فشلت في ترسيخ الممارسة الديمقراطية حتى داخل مؤسساتها و شاخت و أصبح بعضها ورثة عائلية
- الإصلاح القانوني
- الإصلاح الإقتصادي
- الإصلاح الإجتماعي
و غيرها من أوجه الإصلاح الذي تحتاجه بلادنا !!
ظلت قواتنا المسلحة عبر تاريخها هي صمام الأمان و درع الوطن الحافظ لحدوده المتصدي لمهددات الأمن القومي الداخلية و الخارجية و خاضت من أجل ذلك المعارك لأكثر من خمسين سنة ليس ضد أهلنا في الجنوب الذين كانت لهم مطالب مشروعة و عادلة ، و لكن ضد قوى الشر العالمية التي كانت تدعم و تقف خلف حركات التمرد في الجنوب بمختلف مسمياتها ، دون أن تنكسر أو تنهزم لذلك فإن إستهدافها بالتفكيك تحت ذريعة الإصلاح هو إستهداف للوطن أرضاً و شعباً
و هو ما يجب أن نتصدى له جميعاً !!
حتى الآن تراودني بعض الظنون بأن قيادة القوات المسلحة تمارس التكتيك و لكن ما أراه على أرض الواقع يبدد ظنوني هذه شيئاً فشيئا !!