أصدرت نداء أهل السودان للوفاق الوطني بيانا ً فيما يلي نصه
بيان حول تطورات ما يسمى بالعملية السياسية
شهدت البلاد في يوم ١٩ مارس على خطوة إعلان تطورات في ما يسميه البعض بالعملية السياسية، وقد حوت هذه الخطوة الأخيرة على تحديد مواقيت للتوقيع على إعلان سياسي، ثم وثيقة دستورية، وبعدها إعلان حكومة تشكل وفق الخطوتين السابقتين. ويأتي هذا التطور الأخير في ظل عيوب جوهرية خطيرة للعملية السياسية التي تتسم بالإقصاء والعزل والفوقية، عملية سياسية غير شفافة وغير وطنية وتتم وفق إملاءات وتدخلات خارجية، عملية سياسية تتجاهل غالب قطاعات وفئات المجتمع السوداني وتمنح الحق السياسي لفئات حزبية محددة.
هذه الخطوة هي قفزة نحو الظلام، خطوة يغيب عنها الإدراك المسؤول بأهمية وخطورة المرحلة الانتقالية، ونحن في نداء أهل السودان للوفاق الوطني نستشعر جميع هذه المخاطر ونؤكد على الآتي:
١- لا تمثل هذه العملية السياسية الجارية إلا القائمين عليها، من قوى حزبية محددة وعلى ذلك فإنها عملية سياسية بلا شرعية حقيقية.
٢- كل مخرجات هذه العملية الجارية هي مخرجات لن تحقق الاستقرار والسلام، بل ستزيد الصراع، وتهدد الأمن القومي، وتبعد الشعب السوداني عن أحلامه في الحياة الكريمة المستقرة.
٣- التدخل الأجنبي خصوصا من رئيس بعثة الأمم المتحدة وانحيازه السافر لفئات محددة، وتضليله للرأي العام وإحاطاته المقدمة للأمم المتحدة والتي تتسم كذلك بالتضليل، كل ذلك يمثل عقبة حقيقية أمام الحوار السياسي الشامل الذي يحقق الوفاق الضروري للمرحلة الانتقالية.
٤- الإعلان السياسي، ومرجعية دستور المحامين المزعومة، والاتفاق الإطاري، ومخرجات ما سمي بورش العمل. كل ما سبق هي مجرد وثائق لم تنتج عن توافق ومشاركة سياسية حقيقية، وتحتوي على بنود ونقاط عديدة تحتاج للتصحيح والتعديل، بل والأخطر من ذلك أنها تتجاوز صلاحيات ومهام المرحلة الانتقالية وتتعداها لتمنح مشروعا سياسيا محددا للسلطة، وذلك لا يجب أن يتم إلا بالانتخابات العامة.
بكل ما سبق ذكره فإننا في نداء أهل السودان للوفاق الوطني ندق جرس الخطر الذي يهدد هذه البلاد، ونؤكد أن هذه العملية السياسية الحالية تمثل تهديدا حقيقيا للبلاد ومستقبلها، وأننا نرفضها ونرفض مخرجاتها وندعو كافة فئات الشعب السوداني لليقظة التامة تجاه هذه التطورات السياسية، كما نؤكد أننا نرغب حقا في رؤية عملية سياسية حقيقية شاملة تقود نحو الاستقرار وتمنح المرحلة الانتقالية البداية الصحيحة ولا تكرر أخطاء المرحلة الانتقالية.
د. هاشم الشيخ الطيب الشيخ قريب الله
رئيس اللجنة التنفيذية لنداء أهل السودان.