• هول الصدمة دفع صحيفة الإنتباهة الصادرة صباح اليوم لارتكاب خطأ في خطها الأول حيث كتبت :(500 جثة مجهولة بمشرحة الخرطوم )..
• والصحيح 500 جثة مجهولة الهوية بمستشفي أم بدة ..
• وبين الخطأ غير المقصود من محرر السهرة وقبله رئيس تحرير صحيفة الإنتباهة والخطأ المقصود والمتعمد من بعض أدعياء شتات الحرية والتغيير تكمن مشكلة آلاف الجثث المتعفنة والمتحللة والتي تتكدس بطريقة مهينة في مشارح الموتي بمستشفيات العاصمة الخرطوم ..
• القصة طويلة ..ومحزنة ..بأمر الجهات العدلية في عهد الثورة المصنوعة صدر قرار من النائب العام بمنع تشريح ودفن الجثث مجهولة الهوية .. والسبب الاشتباه في أن تكون الجثث المجهولة لضحايا مجزرة فض الاعتصام !!
• ومن يومها ..وحتي يوم خبر صحيفة الإنتباهة لاتزال جثث مجهولي الهوية تتكدس وتتعفن ..تتكدس وتتعفن حتي تم اغلاق كل مشارح الموتي بمستشفيات الخرطوم ..
• أخيراً ..تم (تشميع) مشارح الموتي بالعاصمة..
• والي الخرطوم تلفت شمالاً ويميناً وقرر افتتاح مشرحة أم بدة الحديثة ..
• ولأن كل مشارح الموتي مغلقة بأمر المسؤولين عن ملف شهداء ومفقودي ثورة ديسمبر، فليس أمام أهل الموتي الذين تتطلب إجراءات دفنهم تشريح الجثث ، ليس أمام هؤلاء إلا تكبد مشاق الحزن بنقل موتاهم للتشريح بمشرحة أم بدة ..
• الموتي علي حدود الخرطوم مع ولاية النيل الأبيض لايتم تشريحهم إلا في مشرحة أم بدة ..
• الموتي في علي مشارف الخرطوم للقادمين من ولايتي نهر النيل والشمالية لايتم تشريحهم إلا في مشرحة أم بدة ..
• وتتصل معاناة أهل الموتي القادمين من الجزيرة والقضارف وبورتسودان والبطانة ..
• قدر الموتي والأحياء معاناة وحزن بأمر المسؤولين عن ملف الشهداء والمفقودين في ثورة ديسمبر عامة ..وحادثة فض الاعتصام خاصة ..
• ولأن المسؤولين في عهد التيه الديسمبري درجوا علي معالجة المشاكل المعقدة بطريقة (البصيرة أم حمد) ، فقد أغلقوا مشارح الموتي بالعاصمة بعد أن تكدست جثث مجهولي الهوية حيث يرفض بعض أدعياء الثورة وفي إصرار سادي علي التمسك بقرار سابق للنائب العام بعدم دفن أي جثة مجهولة الهوية ويسري القرار حتي يومنا هذا ليصل عدد الجثث مجهولة الهوية بمشرحة أم بدة إلي 500 جثة وهو ما دفع إدارة المشرحة إلي الاستغاثة ومناشدة كل من له مفقود الحضور إلي المشرحة فربما يجدون عزيزاً لهم ويخففون بذلك من أعداد الجثث المتكدسة !!
• مشرحة أم بدة ستغلق ثلاجات الموتي قريباً لأن طاقتها لا تستوعب أعداد مجهولي الهوية الذين كشفت صحيفة الإنتباهة عن زيادة رقمية ونوعية في أعدادهم ..
• سيقع ماحذّر من عواقبه خبراء الطب العدلي الذين بحّ صوتهم من بذل النصيحة المخلصة بدفن الجثث بعد اتخاذ كافة الإجراءات الفنية المعمول بها دولياً في مثل هذه الحالات .. لكن الممسكين بأمر الدولة اليوم يضيفون فشلاً آخر إلي حقيبة فشلهم المهترئة ..فهاهم يعجزون عن دفن موتي المشارح ويتابعون مع عامة المواطنين تكدس جثث الموتي بمشرحة أم بدة ..المشرحة الوحيدة في عاصمة السودان اليوم لتشريح الجثث والاحتفاظ بمجهولي الهوية في ثلاجات شارفت علي سعتها القصوي ..وستغلق أبوابها قريباً ..وعندها لن يكون هنالك مكان لتخزين جثث الموتي مجهولي الهوية .. أين سيتم الاحتفاظ بجثثهم ؟!
• ربما تجدون الإجابة عند قيادات شتات الحرية والتغيير التي لم يعد ملف شهداء وجرحي ومفقودي الثورة جزءاً من شواغلهم اليومية ..تركوا جثث المفقودين للتعفن والتكدس في المشارح التي أغلقت أبوابها وذهبوا مسارعين للبحث عن قسمة السلطة والثروة مع العساكر !!