على ذمة هيئة البث الإثيوبية (فانا) ، التى أوردت التالى: أن جهاز المخابرات الأثيوبى توصل لاتفاق مع نظيره السوداني بشأن تعزيز التعاون الأمني والحدودي.
– ونقلت الهيئة عن مخابرات بلادها قول إن وفداٌ برئاسة مدير عام جهاز المخابرات السوداني أحمد مفضل زار مقر الجهاز الإثيوبي ، مشيرة إلى أن الجانبين ناقشا القضايا الأمنية والاستخباراتية للبلدين ومنطقة القرن الإفريقي.
– وقال مدير عام جهاز المخابرات الإثيوبي تمسغن طرونه، إن الجهازين سيتعاونان للحد من آثار الجرائم العابرة للحدود والأموال غير المشروعة والاتجار بالبشر من خلال تعزيز التعاون في بناء القدرات وتبادل المعلومات،.
– وتطرق طرونه أيضا إلى سد النهضة، معتبرا أن “فوائده” ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.
– وكانت هذه المحادثات قد تأجلت بسبب عودة الاشتباكات مجددا في إقليم تيغراي.، فيما سبق ان اقترحت دولة جنوب السودان عقد قمة بين رئيس مجلس السيادة السوداني (عبدالفتاح البرهان)، ورئيس الوزراء الإثيوبى آ(بي أحمد)، بحضور رئيس جنوب السودان سلفا كير في أكتوبر الجاري، لبحث أزمة الحدود.
*الملاحظة الأولى:*
– لأولى مرة ومنذ أربعة سنوات نرصد إعلاميا، تحرك لجهاز المخابرات العامة السودانى تحرك إيجابى وفاعل فى أهم قضيتين أمنيتين إستراتيجيتين ( سد النهضة والحدود ) ، مع ملاحظة أن ملف سد النهضة،ولأهميته القصوى والمتعلقة بالأمن القومى فى دول النزاع ،ظل بيد واشراف مخابرات كل من ( مصر وأثيوبيا)، وكثيرا ما نرصد اعلامياً تحركات كلٍ مٍن عباس كامل المصرى وتمسفن الأثيوبى برفقة رؤساء بلادهم أو بدونهم فى هذا الشأن .
*الملاحظة الثانية:*
استباق مدير جهاز المخابرات العامة السيد الفريق مفضل زيارة السيد رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان لأثيوبيا ،كوفد مقدمة ، فهل هى مقدمة وبداية لأدوار قادمة لجهاز المخابرات ؟ وهل سيُمنح له ذات المساحة الممنوحة لنظرائه في في مصر واثيوبيا فى هذا الصدد ؟؟
*الملاحظة الثالثة:*
– معلوم بان رجال المخابرات قليلىي الحديث والظهور ، واي حديث او ظهور لهم ، يكون محسوب بدقة ومن أجل ارسال رسائل لا تُفهم ولا تُقرأ ولا تصل الا لبريد من يريدون ؟
* عموماً ، أعتقد بأنها بداية صحيحة – وإن تأخرت كثيراٌ – فى إتجاه معالجة القضايا الخلافية الحدودية مع اثيوبيا ، والقضية المركزية الثلاثية – سد النهضة – الذى تضرر كثيراً من قبضة وإستحواذ السياسين عليه ، وإعاقة الحل بالقرارات السياسية التى تفتقر للمعلومات الحقيقة والمدروسة التى يُبنى عليها، وهذا ما فطنت إليه مصر وأثيوبيا مبكرا ، فمنحت الولاية لأجهزة مخابراتها – مستودع ومصب المعلومات – فإنعكس ذلك على مواقف وقرارات الدولتين الثابتة إستراتيجية – كانت أم تكتيكية – عكس السودان ذو المواقف المتذبذبة والمتأرجحة، والذى بدأ السير فى ملف سد،النهضة”محايداً” ، سرعان ما “انحاز” لأثيوبيا ، قبل أن يتحول “لجانب” مصر ، إضافة أن السُودان اساساً لم يحسم موقفه ويجيب على السؤال الحوهرى : هل السد ضار به ، أم نافع له ؟ وهل الإجابة الصحيحة لدى مخابراته العامة؟
* كما أن التجارب والممارسة أثبتت نجاعة وفلاحة أجهزة المخابرات بكل دول العالم ، فى حللحة الأزمات التى حدثت بسبب السياسات الخاطئة ،مهما كان نوع وشكل الأزمة، حتى أضحت تلك الأجهزة مركز ومطبخ تحقيق المصالح ، متفوقة ومتقدمة على الأجهزة السياسية والتنفيذية في بلادها ، فبالتالى وطالما بات السُودان مسرحا لبعض مخابرات الدول -حسب ما يُشاع ويُردد – لتحقيق غاياتها، فلماذا لا تكون تلك الدول مسرحاً لمخابراتنا عملاً بالمثل ؟ ولماذا لا تحقق مخابرات السُودان الغايات أسوة بنظيراتها ؟
*خلاصة القول ومنتهاه:*
* كل ما قاله الفريق المفضل فى لقائه بالسيد تمسفن ، وما قاله له الأخير ، وما تم التفاهم والتنسيق بشأنه وبشكل خاص – التعاون الأمني الحدودي ، والحد من آثار الجرائم العابرة للحدود والأموال غير المشروعة والاتجار بالبشر …الخ – يحتاج بان تُمنح المخابرات صلاحيات تُساعد ، وآليات تُساند ، وآيدى تعاضد ، دونها ليس امام المخابرات إلا الإكتفاء بجمع معلومات اللقاء وتقييمها وتحليلها ورفعها، مشكورة مأجورة.