في أغسطس الماضي طردت فرنسا المغربي حسن أكويسن الذي كان إماماً، وله نشاط دعوي بين المسلمين..
قال عنه برنار روجير -الأستاذ بجامعة السوربون ومدير مركز الدراسات العربية والشرقية بباريس- في مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو Le Figaro»: «إن الإمام إكويسن لعب دورا كبيرا في إعادة الكثير من الشباب المسلمين لدينهم».
لم يخرق الإمام حسن أي قانون، لكنه كان يجعل الشباب متديناً، ويحث الفتيات على لبس الحجاب..
ورغم أن الإمام حسن مولود في فرنسا، وله فيها أبناء وأحفاد إلاّ أنهم طردوه.
وفي 16 فبراير الجاري، أعلن الرئيس الفرنسي عدم الاعتراف بمجلس الديانة الإسلامية الذي يمثل 4.5 ( وفي إحصائية أخرى 5.7) مليون هم مسلمو فرنسا.. ونصب مجلساً آخر بديلاً؛ لأنه يريد خلق إسلام فرنسي!
وبموجب قرار ماكرون، فالدولة هي التي تعيّن الأئمة!
وقال ماكرون: إن من حق الحكومة الفرنسية الآن أن تقول للإمام ليس من حقك أن تقول هذا!!! ومنع أن يتم التبرع للمساجد والمنظمات الإسلامية من خارج فرنسا.. ومنع تدريس اللغة العربية حتى في المدارس الخاصة.
اعترف ماكرون بأنهم فتشوا 28 ألف مسجد ومنظمة إسلامية، وأغلقوا 906 مسجداً.
وقال إنهم سيحققون مع الذاهبين للحج!! بما أعاد للأذهان محاكم التفتيش Inquisition التي اضطُهد عبرها المسلمون في أسبانيا قبل عام 1492 (العام الذي طُردوا فيه).
بالطبع يمكن التبرع للمنظمات المسيحية واليهودية من الخارج، ويمكن التبرع لمنظمات الشواذ من الخارج!!
وكل تلك الإجراءت ضد المسلمين تتناقض مع حقوق الإنسان في التعبير والاعتقاد والتنظيم في دولة تدعي أنها ديمقراطية ليبرالية وتقف موقفاً محايداً إزاء الأديان!!
وفي 24 فبراير الجاري، جرى الكشف عن منظمة سرية داخل مجلس اللوردات البريطاني تسمى New Issues Group جعلت مهمتها فقط محاربة الإسلام.
وجرى الكشف أن لورد مالكولم بيرسون هو رئيسها.. وأهم الفاعلين فيها البارونة كوكس Cox ( منذ سنين صديقة عرمان ورفاقه ) التي لها تاريخ في محاربة السودان، وتفرغت الآن لحرب الإسلام عبر هذه المنظمة السرية، التى لها صلات بعدد من المنظمات المناهضة للإسلام في #أوروبا وأميركا للتنسيق.
ثمة أربع كلمات تثير جنون الغربيين منذ ما يُقارب ألف عام الآن، وهي «الإسلام»، و«الشريعة»، و«الجهاد»، وتحايلوا منذ 1980 حين أسعفهم المستشرق مارتن كرامر بمصطلح «الإسلام السياسي» Political Islam فجعلوه رابع ما يكرهون. واتّبع الذين لا يعلمون منّا كرامر ، فرددوا صَدَاه كالببغاوات .
علماً بأن الإسلام يهتم في أصله بالسياسة، ومن ثم فليس ثمة إسلام سياسي وآخر خالٍ من السياسة. ليس هناك إسلامان. وليس من حق كافر بالإسلام ، ولا يعرفه أكثر من علماء المسلمين ، أن يتولى تصنيفه وتقسيمه ، بهواه ونزواته ، فهو غير مؤهّل علماً لمثل هذا التصنيف .
الإسلام يعطي الإنسان الحرية في أن يؤمن أو أن يكفر.. لكن في جانبه الاعتقادي الإيماني لمن يرضى به فهو «باقة كاملة» Whole Package أما أن تؤمن بها كلها أو ترفضها كلها.
وفيه نصوص تنص على قضايا السياسة، ونبيه صلى الله عليه وسلم كان سياسياً وحاكماً، وليس هناك خيار للتبعيض لِمَنْ يُسلم: (… أفتؤمنون ببعض الكتب وتكفرون ببعض…)؟
- ثم الأمر الحاسم للمؤمنين تحديداً في قوله تعالى: (وماكان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم …) (الأحزاب:36).
ولعل من بين خُطوب ما أصاب السودان بعد (الثورة)، أنه بُلي بناشطين وعسكري وشِبه عسكري أمسكوا بأزِمّة الأمور مخدوعين (هذا إذا أحسنا بهم الظن) لا يعرفون عن ثقافة الحضارة الغربية، وهي الغالبة، ولا علم لهم بسياساتها ومؤامراتها.
أعرف أحد أبناء كردفان المثقفين في أميركا، وهو شابٌ مُلِمٌ بتفاصيل الحياة الغربية، تعرض للإغراء والترغيب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بُغية تجنيده ليصبح جاسوساً لهم بين السودانيين والمسلمين، في المدينة التي هو فيها.. ولما أبى أخضعوه لضروب من الوعيد والتهديد والترهيب. لكن الفتى صمد حتى استيأسوا منه.
قال: إنه يعلم تماماً أن القوم يستهدفون الإسلام وإن غَلّفُوه بمصطلح «الإسلام السياسي».
وفي الضفة الأخرى، هناك أمثال عمر قمر الدين المتهافتين من أجل لعاعةٍ من الدنيا، يبيعون أوطانهم ودينهم، ورانت الخيانة على قلوبهم فما تبقى فيها إحساس بوخز الضمير.
لكن معضلة عملاء جماعة «سفارة ….سفارة» لم تكن موت الضمير وحده، بل الاستهانة بثقافة شعبهم، وما يقبله وما يرفضه . وكذلك عدم المعرفة بالغرب وحضارته وثقافته، وبعضم كان مقيماً فيه ولكن «كمثل الحمار يحمل أسفارا»!
أول أيامهم كانوا يتنصلون من اتهامات استهداف الإسلام، إذ ليس لديهم الجرأة للإفصاح عن عدائهم للدين، وكانوا يقولون: «الدين ما دين #الكيزان.. الدين دين الرحمن».. ثم استبان أن ذلك حق أريد به باطل، حين خرجت الوثيقة الدستورية بلا إشارة لدين أو لغة عربية، ثم ما تلاها من أفعالهم.
المغفلون فقط من يظنون أن المستهدف غربياً فئة بعينها فقط.. المستهدف هو الإسلام في جوهره.
هؤلاء البيادق لا يعلمون أن من الصعب #القضاء على الإسلام. فرغم الحملة التى سكب فيها الغرب أطناناً من الحبر، في ألوف المقالات والكتب، ومئات الأفلام، وألوف المواد الإعلامية، ومليارات الدولارات أنفقوها على العملاء ، بقي الإسلام الدين الأسرع نموّاً في العالم، بشهادة المعاهد الغربية المتخصصة (PEW مثالاً).
ليتَ عاقلاً يذكر لهم مقالة بروفسر #أربكان حين انقلب العسكر على حكومته فقال:
«على الذين سرقوا فَرَسَنا أن يعلموا أنهم لم يستطيعوا سرقة سبيلنا وآثارنا»
«Those, who stole our horse, did not steal our track».
وفي السودان، وبعد أن افتضح أمرهم وعودة الوعي للجماهير، استبانت حِكْمَته حين قال:
«الزهرة الواحدة لا تصنع الربيع، لكن كل ربيعٍ يبدأ بزهرة»
«A single flower does not make a spring, but every spring starts with one ».