وكالات : كواليس
الدوحة – افتتحت وزارة الثقافة القطرية، ممثلة في ملتقى الناشرين والموزعين القطريين بالتعاون مع دار نشر جامعة قطر، معرض جامعة قطر للكتاب 2023، والذي يستمر من 28 فبراير/شباط الحالي حتى الخامس من مارس/آذار المقبل، بمشاركة 21 دار نشر وتوزيع ومكتبات محلية.
وفى تغريدة له على تويتر، أعرب وزير الثقافة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني عن سعادته بافتتاح النسخة الأولى من المعرض الذي يأتي تحت شعار “الثقافة رحلة تعلم”، مع رئيس جامعة قطر الدكتور حسن الدرهم، موضحا أنه لطالما كانت الجامعة رافدا ثقافيا مهما في قطر وشريكا أساسيا في النهضة القطرية.
ويهدف المعرض، الذي يقام تحت رعاية إدارة المكتبات التابعة لوزارة الثقافة، إلى تعزيز ثقافة القراءة والمطالعة لبناء جيلٍ طلابي قارئ ومثقف، قادر على بناء مستقبل مجتمعه وأمته، حيث يوفر المناخ الملائم للطلاب والزائرين بمختلف تخصصاتهم واهتماماتهم لتبادل الرؤى وطرح الأفكار، كما يتخلل المعرض عدد من الأنشطة والفعاليات والورش، بالإضافة إلى عرض لأحدث الإصدارات.
امتداد لمعرض الدوحة للكتاب
وقال مدير ملتقى الناشرين والموزعين القطريين التابع لوزارة الثقافة رياض أحمد ياسين للجزيرة نت إن “الوزارة تحرص على تفعيل الشراكات الإستراتيجية مع كافة الجهات في الدولة، وإن جامعة قطر تعد شريكا أساسيا في الحراك الثقافي بالدولة، ومن ثم جاء التفكير في تنظيم معرض متنقل يستهدف الطلاب في جميع المؤسسات التعليمية ابتداء من جامعة قطر وامتدادا للجامعات الأخرى”.
ولفت إلى أن المعرض يحظى بأهمية كبيرة كونه امتدادا لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، مشيرا إلى أن الكتب المشاركة في المعرض تتسم بالتنوع لتناسب جميع شرائح المجتمع عامة والطلاب خاصة، من الناحية الأكاديمية والعلمية والتاريخية والدينية، وكذلك الأطفال، بهدف عمل حراك ثقافي بالمجتمع والتشجيع على القراءة بين كافة الشرائح من خلال تسهيل الوصول للكتاب.
وكشف مدير ملتقى الناشرين والموزعين القطريين أن فكرة المعرض المتنقل تركز على توفير الكتاب في أيدي جميع أفراد المجتمع من خلال وجود دور النشر في كافة المناسبات والفعاليات المهمة بالدولة وعرض إصدارات المؤلفين القطريين، ومن ثم تشجيع الجميع على اقتناء الكتب ونشر ثقافة القراءة.
مكانة الكتاب الورقي
وقالت مديرة دار نشر جامعة قطر فاطمة السويدي إن تنظيم هذا المعرض “يشكل جزءا مهما من رؤية الجامعة ورسالتها وأهدافها حيث يأتي تنظيم الحدث رغبة من الجهتين، وزارة الثقافة وجامعة قطر، في دعم التعليم ونشر الثقافة بين أفراد المجتمع بكل السبل المتاحة، كما يأتي تأكيدا لأهمية المعرفة والعلم وضرورة العمل على نشرهما في ظل ما تواجهه مجتمعاتنا من تحديات”، موضحة أنه رغم تطور العلم والتكنولوجيا فإن الكتاب الورقي يظل له مكانة متميزة.
ولفتت إلى أنه “على الرغم من هذه التحديات، فإننا نؤمن بأن الجهود المخلصة تستطيع أن تتغلب عليها وتعبد الطريق نحو تكوين وعي قادر على العطاء”، مشيدة بدعم وزارة الثقافة للمعرض بشكل خاص ودعم الكتاب وتمكين تأثيره في المجتمع القطري بشكل عام، ومتطلعة لمشاركات قادمة بين الوزارة والجامعة، من شأنها أن تفتح الأفق للطالب الجامعي نحو التنوير الحقيقي.
وأوضحت أنه نظرا لظروف تنظيم المونديال والفعاليات العديدة التي شهدتها دولة قطر خلال العام الماضي، فقد تم تأجيل تنظيم معرض الدوحة للكتاب، ولكي لا يحرم الجميع من فرصة اللقاء بالكتاب، فقد قامت وزارة الثقافة بإطلاق مبادرة تنظيم معرض لدور النشر والتوزيع المحلية من خلال الوصول للمجتمعات الثقافية مثل الجامعات والمراكز العلمية لنشر الكتب، وعرضها في تلك الأماكن كي يستطيع الطالب أو كل مهتم بالكتاب أن يجد مقصده في تلك الأماكن بسهولة.
وأضافت أن دار نشر جامعة قطر تسعى على مدى العام لاستقطاب المثقفين والكتاب، وتوفير الفرص للطالب للحصول على الكتاب الذي يبحث عنه في جميع المجالات التعليمية والأكاديمية سواء في القانون أو العلوم أو الرياضيات أو غيرها، بالاضافة إلى التركيز على ترجمة الكتب للاطّلاع على ما ينتجه الآخرون وأيضا لنقل تجاربنا إليهم.
توطين الكتاب بالمؤسسات التعليمية
من جهتها قالت مديرة البرامج والفعاليات بملتقي الناشرين والموزعين القطريين بوزارة الثقافة آمنة أبو قرجة إن المعرض يأتي في إطار مبادرة لوزارة الثقافة تهدف لتوطين الكتاب في المؤسسات التعليمية، دون أن يقتصر نوع الكتاب على الأكاديمي فقط، بل يشمل أيضا الروايات والقصص والشعر، مشيرة إلى أن هذا المعرض هو النسخة الأولى من هذه المبادرة، ومن المنتظر أن يتم تنظيم معارض أخرى مشابهة في مؤسسات تعليمية مختلفة.
وأشارت إلى أن عدد المشاركين في المعرض يبلغ 21 جهة من دور نشر وموزعين ومكتبات، وجميعها محلية، في محاولة لكي تكون بمثابة استمرار لمعرض الدوحة للكتاب على مدى العام، وتسهيل الوصول للكتاب ودعم الموزعين والناشرين، وتحفيز المؤلفين القطريين وتشجيع الشباب على القراءة طوال العام من خلال توفير دعم وحافز لهم يتجسد في تخفيضات تصل إلى 25% على جميع الكتب خلال فترة المعرض.
ولفتت إلى أن النسخة الثانية من هذه المعارض ستكون في جامعات المدينة التعليمية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
نسخ مصغرة من معرض الدوحة الدولي للكتاب
وأعرب عدد من المشاركين في المعرض، للجزيرة نت، عن ترحيبهم بفكرة المعرض التي تمثل نسخة مصغرة من معرض الدوحة الدولي للكتاب، تهدف لإحداث زخم مستمر لمحبي القراءة واقتناء الكتب على مدى العام من خلال الدعم المادي للكتب التي يتم عرضها في مثل هذه المعارض.
وقالت هنوف البوعينين صاحبة شركة سمرقند للتجارة وتوزيع الكتب، إحدى الجهات المشاركة في المعرض، إن الشركة توفر مجموعة متنوعة من الكتب العربية والأجنبية، إضافة إلى الروايات وكتب الأطفال واليافعين، وتستهدف تلبية احتياجات طلاب الجامعة بباقة من الكتب التي تثري ثقافتهم وتنمي معارفهم وتساعدهم في مجالات دراساتهم.
وأوضحت أن المعرض فرصة هامة لجلب الكتاب إلى طلبة الجامعة، وتوفير النصائح بشأن كيفية اختيار الكتاب المناسب، كما يعدّ حلقة الوصل بين الطالب ودور النشر وتوزيع الكتب، وهو أمر هام للاطلاع على جديد الإصدارات في مختلف المجالات.
وقال صاحب مكتبة عبد العزيز البوهاشم التراثية عبد العزيز أبو هاشم إن المشاركة في مثل هذه المعارض مهمة جدا بالنسبة لأصحاب المكتبات ودور النشر والتوزيع، فهذا المعرض يوجد في مكان مناسب وقريب من طلاب الجامعة الحريصين على اقتناء الكتاب، وبالتالي فهي فرصة للاستفادة لجميع الأطراف.
وأشار إلى أن الجناح الخاص بالمكتبة في المعرض يضم قسما كبيرا من الكتب التي تتضمن تاريخ قطر، وذلك بهدف توعية النشء بتاريخ بلدهم، موضحا أن الاطلاع على التاريخ والتراث واستلهام العبرة يسهم بشكل كبير في تشكيل خبرات ومعارف الجيل الجديد، وهو الدور الذي تحرص المكتبة على تنفيذه من خلال مقتنياتها التراثية.