رصد : كواليس
خرجت الدورة ٢٥ لمجمع الفقه الإسلامي الدولي التى إختتمت اعمالها الخميس بمدينة جدة بمشاركة ممثل السودان رئيس مجمع الفقه الإسلامي السوداني بعدة قرارات، وكان الشيخ الدكتور ثقيل بن ساير زيد الشمري مقرر الدورة استعرض الموضوعات التي ناقشتها الدورة والقرارات الشرعية التي أصدرتها.
كورونا والعبادات :
وأوضح أنَّ الدورة أصدرت قراراً بشأن بيان حكم التعليم بشقيه الديني والدنيوي لكلا الجنسين في الإسلام، وقراراً بشأن أثر جائحة كورونا على أحكام العبادات والأسرة والجنايات، وقراراً بشأن أثر جائحة كورونا على أحكام المعاملات والعقود والالتزامات المالية، وقراراً بشأن فتنة القراءة في الصلاة بغير العربية، وقراراً بشأن بيان حكم الصلاة خلف الهاتف والمذياع والتلفاز، وقراراً بشأن أحكام وسائل التواصل الاجتماعي وضوابطها، وغيرها.
وأشار إلى أنَّ الدورة أجلت إصدار قرارات في موضوعات أخرى.
بعد ذلك تلا الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي معالي الدكتور قطب مصطفى سانو بيانين لمجلس المجمع.
إدانة لحرق نسخ من المصحف :
وعبَّر المجلس في البيان الأول عن تضامنه التام مع شعبي تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، داعياً الأمة الإسلامية والمجتمع الإنساني إلى إغاثتهم وتقديم المساعدة التي يحتاجون إليها من خلال الجهات الرسمية والموثوقة.
فيما استنكر المجلس في البيان الثاني ما حدث من حرق نسخ من القرآن الكريم في عدد من الدول، مشدداً على إدانته بأشد العبارات إقدام عدد من المتطرفين في السويد والدنمارك وغيرهما من الدول على حرق نسخ من كتاب الله تعالى تعبيراً عن حقدهم الدفين على دين يدين به ما يقارب من ملياري شخص في العالم، وتأكيداً على تنامي داء الإسلاموفوبيا في الفكر والسلوك.
وجدَّد المجلس التأكيد على أنَّ مثل هذه التصرفات الهوجاء غير المسؤولة، والأفعال الغوغائية لم ولن تنال من حرمة المصحف الشريف.
وأكد المجلس أنَّ هذه الأفعال الغوغائية لن تزحزح مكانة القرآن الكريم في قلوب المسلمين وإنما تزيده قوة ومحبة ورسوخاً، داعياً الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية إلى تعزيز التعاون والتنسيق من أجل مواجهة التصرفات غير المسؤولة التي تزدري بالمقدسات والرموز الدينية، والعمل المشترك من أجل إصدار قرارات دولية تجرم تلكم التصرفات الشنيعة بدعوى حرية التعبير وغيرها.
مواجهة المشكلات وتقديم الحلول :
كما دعا المجلس الدول والمنظمات الإسلامية إلى رفع دعاوى قضائية في المحاكم المختصة ضد كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم ضد الإسلام ونبيه ورموزه.
من جانبه، أكد معالي رئيس المجمع الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد في كلمته أن الدورة الخامسة والعشرين انتهت إلى نتائج طيبة وفق المسلك العلمي والنظر الاجتهادي، وهو نظر واجتهاد يقوم على أساس ثابت من البحث العلمي والرصين ومن الحرص على تمكين المسلمين من مواجهة المشكلات المستجدَّة بتقديم الحلول الملائمة النافعة من الشريعة الإسلامية والمتجاوبة مع احتياجات العصر عن طريق الاجتهاد الصريح والأصيل.
وشدد على أنَّ الشريعة الإسلامية لبَّت حاجات الناس في كل زمان ومكان لما فيها من الأصول والقواعد المتسمة بالمرونة والرامية إلى تحقيق المصالح ودرء المفاسد، والمأخوذة من النصوص الشرعية من الكتاب والسنة.
الشريعة الاسلامية باقية :
وأكد الشيخ صالح أنَّ الشريعة الإسلامية لا تزال وستبقى في كامل حيويتها وثرائها وغنائها وهي كفيلة بإسعاد البشرية متى ما وضعت موضع التطبيق.
وشدَّد على أنه بات من الواجب أن يتداعى أرباب الاختصاص على أبواب كنوز الفقه الإسلامي وخزائنه عبر هذا المجمع وأن يعملوا بإقبال وهمة على خدمة أبناء الأمة الإسلامية وعلى خدمة الإنسانية كلها باستخراج المباحث الفقهية التي تتناول حياة الناس وتعالج مشكلاتهم وعرضها في أثواب متجددة وفق المناهج المتبعة في الدراسات العلمية دون تعصب في الرأي أو انتصار لمذهب مع ترجيح الآراء الصالحة لمقتضيات العصر ومتطلبات الحياة وفق الأصول الشرعية وقواعده المرعية في الدلائل والاستدلال.
وأشار إلى أنَّ أهمية الفقه الإسلامي في مجتمعاتنا الإسلامية تتجلى في أنه يتناول بشكل مباشر حياة الفرد والأسرة والمجتمع ويتناول العلاقات مع المجتمعات غير الإسلامية، كما تتجلى كذلك في أنه يعمل على إصدار الفتاوى والبحوث والدراسات المأخوذة من مبادئ الدين الحنيف والمنسجمة مع تطور الحياة.