في سقطة جديدة من سقطاتها الكثيرة في التعامل مع الشأن السوداني قدمت قناة الجزيرة أمس الجمعة 24 فبراير فيلما وثائقيا تحت عنوان ( الجريمة السياسية ) تناولت فيه ملف إستشهاد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأسبق الزبير محمد صالح و رفاقه إثر سقوط الطائرة التي كانت تقلهم في مدينة الناصر في فبراير من العام 1998 .
كان الشهيد الزبير و رفاقه يقومون بجولة في ولاية أعالي النيل بحثا عن السلام و للتبشير ( بإتفاقية الخرطوم للسلام ) التي تم توقيعها مع فصيل منشق عن الحركة الشعبية بقيادة الدكتور رياك مشار و رفاقه الدكتور لام أكول و العميد أروك طون و آخرين في يوليو من العام 1997 .
العمل الذي قدمته الجزيرة كان ضعيفا و غير مهني و لا يرقى لمستوى وثائقيات كثيرة قدمتها الجزيرة من قبل في مواضيع أخرى بالطبع لا علاقة لها بالشأن السوداني !!
حيث أن نهج الجزيرة في التعامل مع الشأن السوداني تتخلله ظلال كثيفة !! لا أدري لماذا ؟
لو كنت مكان الذين أعدوا المادة لبنيت الإفتراض الرئيسي للفيلم الوثائقي على فرضية رئيسية و هي :
أن من قتل الشهيد الزبير و رفاقه هي ذات الجهة التي قتلت الشهيد كمال علي مختار و رفاقه فضل السيد أبو قصيصة و أحمد الرضي جابر و موسى سيد أحمد و موسى علي سليمان إثر سقوط طائرتهم بولاية الوحدة في العام 1993 و الذين كانوا في مهمة تتعلق بالبحث عن السلام ، و هي ذات الجهة التي قتلت الشهيد إبراهيم شمس الدين و رفاقه في عدارييل في أبريل 2001 إثر تحطم طائرتهم ، و هي ذات الجهة التي قتلت جون قرنق في 30 يوليو 2005 بعد فترة قصيرة من توقيع إتفاقية نيفاشا .
لو كنت مكان الذين أعدوا المادة ( الإستقصائية) لقناة الجزيرة لتوصلت للحقيقة التي هي :
أن من قتل هؤلاء جميعاً و آخرين هي الجهة التي ظلت تخطط و تعمل منذ أمد بعيد لفصل جنوب السودان !!
و ما يزال السؤال قائما : ماذا تريد الجزيرة من السودان