“وصف افلاطون على لسان سقراط في حواره مع ايمانتس ، الديمقراطية بسفينة الحمقى ، لانها تتجاهل الفروق العلمية لافراد المجتمع وتتجاهل قيمتهن بفرض نوع من المساواة غير المشروطة بينهم ، اي ان مصير السفينة لن تحدده النخبة العالمة ، بل الاغلبية الجاهلة ، اي الحمقي الذين لا دراية لهم بكيفية قيادة السفينة ….”
لو بعث افلاطون وراي ما تصنع النخبة التي انحاز لها لصعق وتراجع عن اقواله ، فالاغلبية في بلادي اوعى بكثير من النخبة ، مختلفة عنها لديها قيم واخلاق ..قد تضلل وتستغل لكنها تعود الحق سريعاً ، لا تخشى الجهر برأيها لديها ثوابت ولديها شجاعة ..وكرامة …
اما النخبة …ويا للنخبة يحكي مسؤولون في دول زارتها هذه النخبة كيف انهم يبداون حديثهم بشتم الاخونجيه !! وفسادهم ، ثم حين يمضي نصف ساعة من اللقاء يبدأون في طرح قضاياهم الشخصية وطلباتهم ، وحين يذكرونهم بموضوع الزيارة يردون بحديث شفهي غير متسق ولما يطالبونهم بمكتوب ..يقولون ..لم نحضره !! يحكي مسؤول عن عشرات الوقائع ويقارن بينهم واسلافهم المرتبين والمحترمين كما قال …
تضج مجالس السفراء في الخرطوم بالقصص الفواجع عن طلبات النخبة المخجلة احدهم يطلب الواح شمسية لري مزرعته الكبيرة !! والآخر شراء منزل ، وبعضهم سيارة وبعضهم فيزا متعددة له ولاسرته ..وبعضهم مجرد ظرف به مبلغ بئيس في جيبه ويبتسم ببلاهة كما قال احد السفراء ..
احد هولاء السفراء يشتكي انه بات يخشى الدعوات العامة والمناسبات الرسمية من كثرة حسب قوله “الشحاذين”، فميزانية السفارة ما تستحمل !!
لو راي افلاطون كيف ان العامة اكثر وعياً بالتحديات والمخاطر ..لانهم سيدفعون ثمنها !! بينما النخبة السياسية غارقة في طموحاتها الذاتية وعمياء عن مصير البلد وما
يحدق به وبالشعب ..لان امورها مرتبة باراقة ماء الوجه وبيع الوطن والضمير !!
يا افلاطون ..لو كنت في بلادنا لشاب شعرك وجف مدادك .. ولتغيرت معظم صفحات كتاب الجمهوريه ..وربما نسيت الفلسفة !!!
ليتهم حازوا المناصب ..وتركوا للسودانيين صورتهم الزاهية ..انهم ذوو كرامة واخلاق …ومرؤة.
خذوا المناصب ..والغنائم …وسيبو لنا الوطن …