كابوية عمر كابو البرهان: تصريحات تأخرت كثيراً

أكاد أجزم أن تصريحات البرهان اليوم بنهر النيل هي أكثر تصريحات جادة عبرت عن تطلعات الشعب السوداني ووضعت الأمور في نصابها الصحيح..
صحيح أن الشعب السوداني تعود منه أن يقول اليوم برأي سرعان ما يقول بضده في اليوم التالي مباشرة…
لكن مايحمل المرء هذه المرة بصدق توجهات الرجل أنه (هبش) موضوعاً غاية الأهمية عظيم الحساسية وهو البند الأهم في الاتفاق الإطاري والخاص بدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة…
لا ينكر أحد الدور الكبير الذي قامت به قوات الدعم السريع بالمشاركة الفاعلة في مساندة القوات النظامية في تأمين مدن السودان ودحر الحركات المتمردة أبان حكومة الإنقاذ المفتري عليها..
لكن الآن وبعد توقيع تلك الحركات لاتفاق جوبا لم تعد هناك حاجة للدعم السريع وبات أمر دمجه أحد مطلوبات استقرار الأوضاع السياسية في البلاد..
فقد لمست ارتياحاً شديدا لدي الرأي العام لتصريحات البرهان وذهابه للقول بأن الفيصل بين القوات المسلحة والاتفاق الاطاري هو دمج الدعم السريع داخل الجيش…
خطوة نعتقد أن المصلحة الوطنية ستمليها عليه ولن يجد مفراً غير الموافقة عليها.. أما أي محاولة لرفضها فستضعه في مواجهة مع الشعب سيما وأن هذا الشعب السودانى سينحاز عن بكرة أبيه للقوات المسلحة التي لم تتنكر له يوماً وظلت تسنده وتدعمه وتحميه وتمثل له طوق النجاة متي استجار بها…
ولأجل ذلك سيذعن حميدتي ويبارك الخطوة خاصة أن تصريحات البرهان جاءت بعيد زيارته الأخيرة للامارات المتحدة الداعم الأوحد لحميدتي خارجياً،، ممايعني تطوراً جديداً يضعه أمام أحد خيارين إما أن يقبل بوضعه الجديد ضابطا ً بالجيش حسب تراتبية الجيش المعروفة تسكيناً حسب أقدميته..أو يقدم استقالته ويذهب بعيداً في راحة طويلة من عناء المسؤولية وعبء التكليف يستمتع ببقية عمره مع أسرته وأهله وأحبابه..
من الآخر إن تمسك البرهان بهذا الشرط فسيكسب رضاء الشعب وسيستعيد بعضاً من ثقة افتقدها نتيجة تردده في تصريحاته وتخطبه في اتخاذ القرارات المناسبة…
حاضرة: تصريحات البرهان اليوم تصريحات رجل أدرك عظمة وهيبة القوات المسلحة التي لا تخشي بأساً ولا تخاف مواجهة…
ثانية: ذهاب البرهان للقول :(( لن ننصر مجموعة سياسية ضد مجموعة أخري)) أول خطوات القضاء علي حالة التناحر والتجاذب التي تسود الساحة السياسية وتخلق حالة الاحتقان والتوهان التي نعيش …
أثيرة: قبول حميدتي بالدمج سيحفظها له التاريخ مثلما حفظها للشيخ علي عثمان محمد طه يوم تنازل من منصبه ((نائباً أول)) لرئيس الجمهورية من أجل الاستقرار والسلام فقد كان كبيراً بحق وسيبقي كبيراً …
فهل يتأسي حميدتي بالشيخ ويسارع بتكملة اجراءات الدمج أم تخدعه بعض الاستشارات التي تنظر لمصالحها الخاصة؟!
أخيرة: في تاريخ الشعب السوداني نماذج مضئية لرجال فدوا الوطن بأنفسهم وهم يؤثرونه عليها وعلي رأس هؤلاء بالإضافة لشيخ على عثمان محمد طه شيخ حسن الترابي وهو يعلن الصفح وتجاوز حظوظ النفس وشحها لمصالحة مع الإنقاذ لأجل المحافظة علي استقرار الأوضاع السياسية وكذلك الزعيم موسي هلال الذي تجاوز أزمته بسرعة مع الإسلاميين في سمو محض عفواً وصفحاً وتجاوزاً ومغفرةً مقام لا يمكن أن تنسي الذاكرة المشير سوار الذهب وهو يسلم السلطة كاملة للشعب في أقل من عام ..
فهل يفعلها حميدتي وينضم لهؤلاء الكبار أم يحبس نفسه في خانة التشاكس وحظوظ النفس التي ما جني منها إنسان غير الوهم والهزيمة والأسف الطويل…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *