الخرطوم: خاص كواليس
قال الخبير الإستراتيجي اللواء أمن معاش عبد الهادي محمد الباسط أن أمام المؤسسة العسكرية حل واحد هو تشكيل حكومة مدنية من كفاءات مستقلة، وأوضح عبد الهادي في حديثة لقناة (كواليس) حول الراهن السياسي بالتركيز على الإتفاق الإطاري والمبادرة المصرية.. قال ان (الزحمة) التي صاحبت الإطاري ومن بعده الحوار السوداني السوداني بالقاهرة تشير إلى عملية التشظي والإنقسام بين الفرقاء السياسيين.
وأبان عبد الباسط ان الساحة السياسية لم تعد تحتمل أي إتفاق جديد، مشيراً إلى أن الحل يكمن في إعلان حكومة مستقلة مهمتها الأساسية الترتيب والتجهيز لإنتخابات حرة ونزيهة.
وقال ان الإتفاق الإطاري (ضرب راسه بالحيطة) في إشارة لإقصائه للجميع وأوضح ان القاهرة حاولت (فرملة) الإطاري لأن جميع القوى التي وقعت عليه تعتبر ضدها، مشيراً إلى أن اتفاق القاهرة لن يؤدي لأي إتفاق وستنقسم القوى ضده كما انقسمت ضد الإطاري الذي فشل قبل ميلاده مناشداً الأحزاب بالإستعداد للإنتخابات إذا كانت تريد الديموقراطية، مطالباً العسكريين بالعزم والتفكير في حكومة مستقلة لمعالجة ماوصفه ب(الميوعة السياسية).
موضحاً أن هنالك قوى ضعيفة وغير جماهيرية لكنها مسنودة من السفارات والمخابرات ولا مستقبل لها في أي حكم ديمقراطي واضاف ان الخواجات يضغطون لتمدد واستمرار هذا الوضع لتمكين هذه القوى.
وأشار اللواء عبد الباسط ان كل الإتفاقيات ماعادت ذات جدوى وإن الفترة الإنتقالية يجب أن لا تتجاوز العام أو العامين كما فعل المشير سوار الذهب والمشير طنطاوي في مصر مشدداً أن أي حكومة مستقلة من كفاءات وطنية وتكنوقراط سيرحب بها الشعب، وبالتالي ستكون الأحزاب مرغمة للترحيب بها.
وقلل عبد الباسط من الحراك والتظاهرات وقال ان الشارع غير مشتعل كما يروح البعض وان المظاهرات التي تتخرج محدودة جدا ومن مجموعات صغيرة ومعظمهم شباب (مؤدلج) مبيناً ان المحرك الرئيسي الذي يسيطر على لجان المقاومة هو الحزب الشيوعي وان موقف لجان المقاومة متماهي مع موقف الشيوعي الرافض لكل شيء، وأشار إلى أهمية تصنيف لجان المقاومة التصنيف صحيح خاصة وان كثير منهم إنتبهوا لإستغلال الشباب من قبل الأحزاب لذا وقفوا الآن كمتفرجين.
وقال ان المظاهرات الآن لا أثر لها لأنها لم تخلق واقعاً سياسياً جديداً واذا كانت مؤثرة لتراجع البرهان عن قرارات 25 أكتوبر، مشيراً إلى أن تعداد الشعب السوداني أكثر من 40 مليون لا تمثله هذه التظاهرات ولا يُعرف رايه إلا بقيام الإنتخابات.
وقال ان البعثة الأممية والإتحادا الأروبي يدعمان الإتفاق الإطاري ووصف عبد الباسط الإتحاد الإفريقي ب(المخموم)
مشيراً إلى أن فولكر اتى لفكيك الجيش كما فعل في سوريا من قبل وإن الغرب منذ قرون يسعى لتفكيك الجيش السوداني لأنهم يعلمون ان من يحفظ السودان من التفكك هو القوات المسلحة، لذا سعوا لتفكيك الجيش موضحاً ان
العسكريون لم يقيفوا أمام مؤامرات الغرب موقفاً قوياً وان رأس الرمح في خطة فولكر هو مد الإنتقالية لتغيير الخارطة السياسية والتدمير الممنهج لعقول الشباب.
وعن التناقضات في التصريحات بين رئيس مجلس السيادة ونائبه حميدتي والفريق كباشي ابان ان ذلك يعتبر نجاح لمخطط فولكر في ضرب المؤسسة العسكرية وتفكيكها وبوادر تصدع يحب أن تعالج بسرعة.
وأشار عبد الباسط إلى أن المجتمع الدولي الآن في أضعف حالاته وقال ان الحرب الروسية (صقعت) أمريكا و(فرتقت) أروبا التي تعيش عدة أزمات في البنزين والغاز والكهرباء بالإضافة للمشاكل الإقتصادية موضحاً ان هذا وضع لإتخاذ قرارات وطنية قوية.
مطالباً قادة الجيش بالاستفادة من تجربة الإنقاذ في أول 10 سنوات عند استقلالها بالقرار، وقال ان الانقاذ لم تنهار إلا حينما تماهت مع تلبية مطالب الغرب.
وتحسر عبد الباسط على فوضى السفراء وإنتهاكهم لسيادة البلاد مطالباً بردعهم لأنهم أساءوا الأدب واصبحوا يعربدون في كل البلاد، في الوقت الذي لا يستطيع فيه سفراء السودان تجاوز الحدود الدبلوماسية.