وكالات : كواليس
بعد صدور كتاب “سيلفي الحرب” (2022) للصحفي اليمني محمد القاضي، مراسل شبكة الجزيرة في اليمن، عرضت الجزيرة مباشر الفيلم الوثائقي “سيلفي الحرب” الذي أنتجته حنين زايد الطالبة بقسم الإعلام في جامعة قطر، واستوحته من يوميات الكتاب وسلّط الضوء على الجانب الآخر من القصة وهو طبيعة عمل الكاتب مراسلا حربيا للجزيرة في اليمن.
والكتاب الذي ضمّ حزمة مواقف ومشاهد وقصص وثّقتها عدسة مؤلفه وحفظتها ذاكرته أثناء تغطيته الميدانية ليوميات الحرب في اليمن بين سنتي 2014 و2017، ومعظمها يُنشر للمرة الأولى؛ لم يكن كتابا تقليديا يضم أبوابا وفصولا، وإنما يجمع بين دفتيه عشرات القصص التي تشكل في مجموعها مسلسلا ملحميا يختزل يوميات الحرب التي أعقبت سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وما أنتجته من أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ على مستوى العالم.
ورغم ما واجهه القاضي من مخاطر وتحديات أثناء تغطيته الميدانية وعمله الصحفي، فإن ما شهده كاد أن يضيع في خضم الأحداث المتسارعة وتداعياتها المتشعبة والمتشابكة.
وثائقي “سيلفي الحرب”
جاء الفيلم في 15 دقيقة و44 ثانية، وثقت به الطالبة حنين زايد مغامرة القاضي المشحونة بالمعلومات والقصص والمشاهد الوثائقية لحياة الناس والحرب والمحفوفة بالتحدّيات والمخاطر الجمّة.
ورغم أن حنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإنها أنتجت فيلما وثائقيا معتبرا ووفقا لمعايير الجودة في مثل أعمال مرئية كهذه، ليكون أول مشروع تخرج لطالب يطرق هذا التخصص الفرعي في عملنا الصحفي، حسب علمي.
استطاعت حنين أن تمضي بالفيلم في مسارين بطريقة منظمة وذكية: الأول يعتمد على المادة الوثائقية من أرشيف التغطيات الميدانية ليوميات الحرب التي دارت في مدن صنعاء وعدن وتعز وجبال صنعاء وصحارى مأرب والجوف، والثاني يقدم شهادة حية للصحفي القاضي عن مغامرته في التغطية الميدانية للحرب، لتجمع بين الصورة الوثائقية التاريخية المهمة والشهادة الحية التي تفسرها بعين الحاضر.
ورغم أن القاضي كان قد دعم كتابه بعدد من الصور فإنها لم تغن عما قدمه الفيلم من مشاهد عالية القيمة لحركة الجنود وآلات الحرب وصرخات المقاتلين ولعلعة الرصاص، ومعاناة النزوح والتشرد، إضافة إلى المواقف الحرجة التي واجهها فريق الجزيرة بقيادة القاضي خلال تغطيتهم الميدانية في مسرح العمليات القتالية وخطوط الاشتباك المتقدمة.
وأورد الفيلم أيضا إجابات للسؤال الذي يتكرر في ذهن القارئ مع كل موقف خطر يرويه القاضي في كتابه “سيلفي الحرب” وهو موقف إدارة القناة تجاه هذه المغامرات المميتة.
تغطية الحرب
في حديثه ضمن الفيلم، أكد مدير قناة “الجزيرة مباشر” أيمن جاب الله أن تغطية الحرب في اليمن كانت من أهم التغطيات التي نفذتها القناة لأحداث المنطقة في العقد الأخير، موضحًا أن القاضي وفريقه كانوا يخاطرون بحياتهم من أجل تغطية المعارك دون إرادة القناة، وهو ما اتفق معه القاضي في حديثه بأن ذلك كان يعتمد على المبادرة والاختيار وليس على الإجبار.
وعبّر جاب الله عن إعجابه بشجاعة القاضي ومغامرته لاقتحام خطوط الاشتباك والخروج بتفاصيل المعركة صوتا وصورة، موضحا أنه تعلم من فريق الجزيرة مباشر في اليمن “حب مهنة الصحافة والحرص على الوجود في الخطوط الأمامية لنقل الخبر لحظة بلحظة رغم المخاطر”.
وعن دوافع إنتاج هذا الفيلم، أوضحت الطالبة حنين أن مقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أظهر الجوانب المهمة والخطيرة في عمل المراسل الحربي.
ومن هنا كانت فكرتها لإنتاج فيلم “سيلفي الحرب” لإبراز التحديات التي تواجه المراسل الحربي، وكيف يمكنه متابعة مجريات الحرب وتداعياتها بين القصف ونيران البنادق.
واختتم الفيلم بدعوة القنوات الفضائية إلى توفير خدمات الدعم النفسي لمراسليها الحربيين ومساعدتهم على تجاوز آثار الصدمات النفسية التي يتعرضون لها أثناء تغطياتهم الميدانية للحروب.