تقرير خاص: كواليس
شهدت العلاقات السودانية الإثيوبية قدراً كبيراً من التوتر خلال العامين الماضين وصولاً لحد تبادل الاتهامات والحرب الباردة.
وتعد أبرز نقاط الخلاف التي زادت من وتيرة الصراع بين الدولتين قضيتي الحدود، وسد (النهضة).
لم تبارح هذة القضايا مكانها منذ سنوات بل أضحت مصدراً أساسياً للتعبئة والخطاب السياسي لمهاجمة كل طرف للآخر.
زيارة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى إثيوبيا تاتي للمشاركة في منتدي “تانا” الذي سوف يبحث قضايا التنمية بمنطقة القرن الأفريقي.
و يترأس السودان رئاسة الدورة الحالية للهيئة الأفريقية للتنمية ( الإيغاد) مايجعله محط المسؤولية بحثا عن حلول لمشاكل الإقليم .
وتشير المعلومات إلى أن البرهان سوف يعقد جلسة مباحثات مشتركة مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، حول قضيتي الحدود، وسد النهضة بجانب طرح وساطة سودانية لحل أزمة إقليم (تقراي) الإثيوبي المحازي للسودان جغرافيا.
وتتخوف الحكومة الإثيوبية من إتساع رقعة الحرب والدخول في المرحلة الثالثة منها مع مقاتلي إقليم تقراي، عقب فشل كافة محاولات التوسط لحل الأزمة مما حدا بها للقبول بوساطة الإتحاد الإفريقى لعقد مباحثات بين الفرقاء في جنوب إفريقيا .
ويتمسك السودان على مستوي قضية الحدود المشتركة مع الجاره إثيوبيا باعتماد خريطة العام 1902 عند منطقة الفشقة بولاية القضارف.
وكان الرئيس الكيني السابق “كنياتا” قد تمكن من تحريك بركة الجمود في علاقات الخرطوم – أديس أبابا عندما جمع البرهان وآبي أحمد في أغسطس الماضي بنيروبى على هامش قمة الإيغاد .
ويؤكد الكاتب الصحفي والمهتم بشؤون القرن الإفريقي عباس صالح في حديث لموقع (كواليس) أن الزيارة من الأهمية بمكان في ظل ما يشوب علاقات البلدين من توترات.
فضلاً عن أبعاد تأثر السودان بالصراع الداخلي في إثيوبيا علي مستوي نزوح ملايين المواطنين الإثيوبين نحو الأراضي السودانية وهو مايزيد من مضاعفة مخاطر الأمن القومي على بلد مثل السودان.
ويقول “عباس” هناك قضايا أخري باتت تشكل هاجس لدولتين وسط جملة من الإلتزامات الإقليمية والدولية لكل دولة منها مكافحة عناصر الجماعات الإرهابية، وتجارة السلآح والإتجار بالبشر.
كما تعتبر قضية الأمن المائي عاملة مهما في تلك العلاقات وسط تطلعات كل دولة في الإستفادة مستقبلاً من حصص “مياه النيل” بإقامة مشاريع إقتصادية للإستفاده منها في توليد الطاقة وزراعة ملايين الأفدنة.
وزاد عباس من جميع ماسبق يحتاج البلدين إلى تفاهمات سياسية وإراده مدفوعة من قبل كل طرف لتحقيق قدر من التكامل لحلحلة الخلافات بينهما .
بالمقابل أشار الكتاب الصحفي والخبير في قضايا القارة الإفريقية مكي المغربي في حديث لموقع (كواليس) بأن السودان مطلوب منه التفكير بشكل أعمق في إدارة العلاقة مع دولة مثل إثيوبيا سياسياً واقتصادياً.
بإعتبار أن هناك إحتياجات يبحث عنها كل طرف عند الآخر تستوجب الإستقرار السياسي الذي بدونه لن يستطيع كل من السودان وإثيوبيا تحقيق نوع فائدة مشتركة وسط تزايد للسكان و إرتفاع لقيمة الإحتياجات.
ودعا”مكي” إلى ضرورة تجاوز طبيعة الأزمات المصنوعة والإلتفات للعناصر الإيجابية في تعميق العلاقة .