في 2002 عندما بدأ تمرد الحركات المسلحة ينمو صغيرا في جبل مرة بين أبناء الفور والزغاوة ، كانت ردة فعل موظف الدولة آنذاك الفريق أول إبراهيم سليمان والي ولاية شمال دارفور ، إبن قبيلة البرتي والقيادي النافذ في الحزب الحاكم أن الموضوع يحتاج لمزيد من النصح لهؤلاء الشباب والتفاهم معهم حول قضايا المنطقة ، وفي زيارة الرئيس البشير لمدينة الفاشر في سبتمبر 2002 فوض كافة صلاحياته للفريق سليمان والذي كان رئيسا للجنة بسط الأمن في ولايات دارفور الثلاث .
بعد عدد من جلسات المناصحة مع المتمردين والتي قادتها الإدارة الأهلية بالتنسيق مع أجهزة الولاية الأمنية والسياسية ، وصل الأمر لطريق مسدود ، فتم الهجوم على مطار الفاشر في أبريل 2003 والذي أسفر عن تدمير أربعة طائرات واستشهاد 32 عسكريا وخطف ضابط برتبة لواء مع تدمير للمنشآت الحيوية بالمطار وحوله ، وإعلان تدشين التمرد بشكل رسمي .
في نفس العام عُقد مؤتمر الفاشر التشاوري والذي قال فيه (رجل الدولة) عبد الله على مسار والي جنوب دارفور قولته المشهورة :
( لو كنت واليا لشمال دارفور، ومنحنى الرئيس صلاحياته كما فعل لإبراهيم سليمان كان عدمتهم نفاخ النار .. دي دولة ، ما لعب ) .
والفريق إبراهيم سليمان الذي خلف اللواء طيار عبد الله صافي النور في الولاية لم يكن رجل دولة وإنما موظف دولة ، وكل مشاكل الدول تحدث بسبب تنسم الموظفين مواقع القيادة ، فلم يكن اللواء صافي النور الذي سبق سليمان ولا عثمان كبر الذي لحقه موظفين ، رغم الصلاحيات التي تمتع بها في مؤسسة القوات المسلحة ، فلو كان اللواء صافي النور واليا لكانت دارفور اليوم تتنفس السلام من قلة (نفاخ النار) ، لكنها عجائب الدولة .
العبارة الخالدة لرجل الدولة عبد الله مسار (دي دولة .. ما لعب) يجب أن يقرأها الرئيس البرهان بشكل يومي أو يضعها في مكاتب الدولة كي لا تكون لعباً ، ف(القتل) الذي يخشاه رجال الدولة وموظفيها هو فعل الدولة وآليتها الوحيدة لتفرض بها القوانين واللوائح ، فالدول تقاد بقوة القانون الغاشمة لا الحكمة ، فالحكمة تصلح فقط لإدارة القبائل والأسر ، وأيما قائد ورجل دولة يخشى إستعمال آليات الدولة وقوتها فهو موظف ينتظر من يستعمله لتحقيق أجنداته .
الخلاصة :
هذه البلاد المسماة السودان ، لن تبلغ مرحلة الدولة حتى يبلغ الق.تل مبلغه من العصاة والمكاجرين ، وحتى يتم مسح حد السيف بحد اللحية ، ويتم شنق آخر عمييل بمصران آخر ناشط ، وحتى يقول المرء لصاحبه وهو يحاوره : إنت عايش ولا حي ؟؟
بعدها سينادي الإمام : قوموا إلى حيواتكم يرحمكم الله ..
29 يناير 2023