▪️ حينما وقعوا على الوثيقة الدستورية وأعلنوا عن بدعة ميلاد شراكة تجمع بين العسكر والمدنيين وجاءهم ابي أحمد بلباسه الأبيض – ملؤوا الدنيا ضجيجا ونسوا أن هناك آلاف من القتلى سقطوا في ساحة الاعتصام ؛ نسوا اولئك الذين كانوا يمثلونهم ، ورقصوا على أشلائهم في قاعة الصداقة، وأوهموا الأمة السودانية، ووعدوهم بأنهم سيفجرون الأنهار من تحت أقدامهم وأنهم سيحولون السودان إلى (جنة عدن) – لكنهم سرعان ما تحولوا إلى (مبرراتية) لا يملكون ما يقدمونه سوى الأعذار، وتقديم الشتائم المجانية، وأصبحوا عاجزين عن تقديم أي شيئ ؛ بل فاشلين في أن يحافظوا على الوضع الذي وجدوه فتهاوى الاقتصاد في عهدهم وانهار الجنيه السوداني وانتهى كل شيئ بما في ذلك الأخلاق ..!!
▪️ وحينما كانوا يعقدون مؤتمرات لجنة التمكين كانوا يقولون للناس إنهم تحصلوا على (مليارات الدولارات) ، وانهم سيفتحون الوظائف التي كان يشغلها الكيزان للشعب السوداني ، ففرح الشباب وظنوا أن هناك ضوء يلوح في آخر النفق ! لكنهم سرعان ما اكتشفوا ان كل ما يتم عبارة عن مهرجان (للرقص) و(الطلس السياسي) قصد منه الثأر الحزبي والفكري ، ولا علاقة له البتة بحياة الناس، ولا ينعكس إيجابا على اقتصادهم، ولا على خفض مستوى البطالة، واكتشف الناس إن التمكين الذي كان (لكل السودانيين) تم استبداله بتمكين (شلة) ضعيفة السند ولا علاقة لها بالبلاد ..!!
▪️ وحينما غرد ترامب وقال إنه سيرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد أن دفع (إمبراطور الفشل حمدوك ) تعويضات للضحايا قيمتها حوالي ٣٥٠ مليون دولار – حينها سهر السودانيون وانتظروا التغريدة حتى الساعات الأولى من الصباح ! وكأنها تثبت فجر العيد ، لكن المسألة سرعان ما تحولت إلى كارثة حلت على السودانيين بالسحق والمحق ، واكتشفوا أنهم دفعوا فاتورة لم يستهلكوها ؛ وعوقبوا على جريمة لم يغترفوها ، وتبين لهم أن كل ما تم كان من أجل الكيد السياسي والروح العدائية الجاهلة فقد برأت المحاكم الأمريكية السودان من التهمة..!!
▪️ وحينما وقعوا اتفاقية سلام جوبا غرد احد اساطنتهم قائلاً :(أن السلام الذي عجزت الإنقاذ عن تحقيقه في ثلاثين عاما حققناه في بضعة أيام ) ؛ وعادوا من جوبا مبتهجين تتوسطهم القونه هدى عربي تتراقص وتغني فرحا بالسلام – لكنهم سرعان ما عادوا ونعتوا سلام جوبا بأسوأ الصفات ! واليوم يطالبون بمراجعته ويرونه معضلة تحول دون تحقيق التحول الديمقراطي ..!!
▪️ كان القحاته يتباهون بشراكتهم مع العسكر وكانوا يسوقون للفكرة باعتبار أنها أتت من (عبقرية مبدعة) وأنها تصلح لأن تستفيد منها الدول وأن على الأجيال أن تتعمق في التفكر والتأمل فيها – لكنهم سرعان ما عادوا ليلعنوا الظلام ويبكون (كالنساء) على ملك لم يحافظوا عليه (كالرجال) ..!!صفوة القول
▪️ كان القحاته الفاشلون يقولون للناس ( لا حوار لا شراكة لا مساومة) وفي سبيل ذلك قتلوا المئات من أشجع شباب السودان ؛ ثم عادوا يتفاخرون بحضن العسكر (برهان وحميدتي ) ، ويتفاخرون بحوارهم معهم وبشراكة تجمعهم مرة أخرى وفقة تسوية تشرف عليها السفارات – وما هي إلا أياما معدودات وسيكتشفوا أنهم بنوا آمالهم على شفا جرف هار سينهار بهم وأنهم تعلقوا برماد بقيعة حسبوه ماء حتى اذا جاءوه لم يجدوا فيه شيئاً وسيكتشفوا إنهم (مدمنوا فشل) ، والله المستعان.