تابعت باسى بالغ ثلاث مقالات مؤلمة عن أزمة مركز كردفان لعلاج الاورام بالابيض حيث كتب الأستاذ نيازى ابو على مقال بعنوان “دعوات ولعنات مرضى الاورام هل ستعجل برحيل الانصارى من كرسى الصحة بشمال كردفان”، وفى عمودها “زاوية تانية”، كتبت د. امنة محمد عبدالرحمن الامام مقال بعنوان ” الانصارى .. هل سيناصر مرضى الاورام ؟!”، كما كتب الأستاذ خالد بخيت فى ذات الموضوع بعنوان “مركز كردفان لعلاج الاورام بالابيض .. رحلة الأمل واليأس” ..عكست هذه المقالات حجم اللامبالاة والتهاون الذى تعاملت به وزارة الصحة الاتحادية وفرعيتها بولاية شمال كردفان مع أزمة مركز كردفان لعلاج الاورام، حتى وصل الحال بالمرضى الذين يعانون ويلات الآم السرطان وضغط الحالة الاقتصادية القاسية فضلا عن الضغوط النفسية والمعنوية التى يرزخون واسرهم واحبابهم تحت رحمتها ..راعى الضان فى بادية كردفان يعلم بان مريض السرطان يحتاج لحالة من الاستقرار والمكان الثابت والخصوصية، فهل تعلم بان الذين يتعاطون جرعات الكيماوي الذي يكلف الدولة مبالغ طائلة لا يكاد يصدقها أحد ويكلف مصل الفتيل الواحد من 《50》 الي 《100》الف جنيه، ويحتاج الدواء لحفظ في ثلاجات بمواصفات محدد و مخزن خاص، ومنذ العام 2022 تلاحظ الزيادة الكبيرة فى التردد لمصابى السرطان على هذا المركز الموؤد و التي تصل احيانا لـ 《15》 حالة يوميا ويعتبر مركز كردفان للأورام المستشفي الوحيد المتخصص في غرب السودان وتتعالج فيه اكثر من 《8》 ولايات مجاورة لشمال كردفان وببساطة الان هذا المركز بدون مقر ..!
بعد اخير :الجدير بالذكر فإن هذا المركز تم انشائه في العام 2016م علي يد الوالي الأسبق مولانا أحمد محمد هرون ضمن برنامج نهضة شمال كردفان، ويقع المركز جنوب مدينة الأبيض في مدينة ابوزيد السكنية يتعالج فيه《3885》متردد مصاب والان يتعالج فيه 《320》مصاب يأخذون جرعات العلاج المقررة موفرا لهم عناء السفر للخرطوم أو خارج السودان للعلاج .. الان فى عهد “حنبنيهو” نشهد ضياع هذا الصرح المهم، و بالتالى الحكم باعدام مرضى السرطان الذين يتعالجون به الان ببساطة لعدم قدرة غالبيتهم على السفر لايحاد بديل لخدماته خارج الأبيض للحالة الاقتصادية القاسية التى نعلمها جميعا والعياذ بالله ..
بعد تانى :وبلادنا تشهد كل هذا التدهور والضياع لازال شركاء الانتقال المتشاكسون يجوبون بلدان العالم وسفاراتها دون الوصول لاتفاق يقسم كعكة السلطة لما تبقى من الفترة الانتقالية ولا عزاء لمرضى السرطان بولاية شمال كردفان .. ويبقى السؤال “هل سنشهد اضافة قضية مركز علاج الاورام بالابيض ضمن مسارات الاتفاق الاطارئ المرتقب ..؟!” ام سينتظر مرضى السرطان قدر الله المحتوم قبل ان تتفق قياداتنا السياسية على أهمية الخدمات الاساسية التى يحتاجها الشعب السوداني الفضل كاولوية تعلو على تقاسم كعكة ومغانم السلطة ..!حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
2023مmusapbrear@gmail.com