فنارات ومدارات توفيق جمعه جادين

الأيدلوجيون القدامى.. البراغماتيون الجدد
قراءات مابعد مدينة الإعتصام الفاضلة
سأبدأ بإقتضاب غير مخل التعرض للمفردتين قبل المقارنة فالايدلوجيا منظومة قيمية ذات مباديء متماسكة بينها وقيمها ومبادئها بلا تزحزح والبراغماتية فلسفة مضطربة مبنية على تقييم الأفكار وفق منفعتها وريعها المصلحي دون التمسك بمبدأ او أخلاق أو قيم فالبراغماتية نزعة فلسفية إجتماعية تطورت بعد ظهورها وأنتجت كما معرفيا من التبريرات والنقد حتى أضحت نعوتاً للأشخاص الميالين إلى المصالح والمكاسب على حساب المباديء والقيم والاخلاق فنعتك لشخص ما بالبراغماتية أقرب للتعنيف اللفظي من الوصف وفق ما لديك من تبريرات، فقياسا على واقع الحال في بلادنا مابعد الثورة ركب موجة الأحداث العشرات مبدلين جلد البيات الشتوي لأفاعي كانت في دواخلهم فظهر تناقض أفكارهم مع واقع أفعالهم في نفاق سياسي غير مسبوق وأنا هنا بالكاد لا أعني مكون سياسي محدد ولامنظومة إجتماعية ولاحتى حركة إجتماعية معينة وإنما أراقب سلوك افراد في لحظة من لحظات التملق السياسي تركوا تاريخ طويل من المعية السياسية والإنتماء الكذوب لمنظومتنا بعد أن ناصروها في ساحات الجامعات صانعين الحب تزلفا وتكسبا ودنوا من الحكام منافقين كانوا طلاب سلطة ومال مخادعين وكانوا أصحاب أغراض ففي جمهورية إعتصام القيادة الفاضلة كانوا أكثر إفلاطونية ويوتوبيا من إفلاطون إبن القابلة الذي كانت أمه تولد النساء طبيعيا وهو يولد الأفكار إلا أنهم كانوا هناك حيث إستوعبتهم يوتوبيا الإعتصام كنسور جريحة عائدة من معارك البقاء فتماهوا كشأن الكثيرين وحسبوا سراب الكلام ماء حتى وصلوهو ولم يجدوا غير الظلم والظلمات اللجية فأخرجوا أياديهم ولم يكادوا يرونها من حلكة الظلام ولم يستبينوا النصح بمنعرج اللوى ومضت بهم الأحداث سراعاً وأدركوا حجم خيباتهم وخيبة ردتهم الفكرية فبعد أن إنفض سامر الإعتصام وتصافحت أيادي الضحايا والجناة وتقاسموا المسير بالطبع لم يجد الكثير من متطفلي وذباب الموائد غير منشات الذباب فلفظتهم بعد أن تربصت بهم أيادي من أرادوهم لغرض فخرجوا ولم يجدوا غير البعد عن الأضواء في إمتحان لذاكرتنا السمكية علنا ننسي صنيعهم وصناعة حبهم لنا وأي حب يصنع إن لم يكن مشاعراً تعاش؟!.

هل كنا حقا أغبياء لا نميز غث القول من ثمينه؟ فالحب لا يصنع فهو شعور كذلك التدين والتصوف لايمكن صناعتهما أو تصنعهما فهل كان لإبن عربي وإبن الفارض والحلاج شكلاً معيناً يميزهم عن العوام في طريق الوصول قطعا لا.
فهاهي الأيام متى ما أرتك دمعه فهي تخبيء لك مايبكيك من فرط الضحك فسبحان الله المعز المذل الذي أذهب عنا السلطان ليمضي من كان يأتي لحاجاته فامتحان ذهاب الحكم إبان حقائق لو أنفقنا مافي الأرض ذهباً لنستبين مواقفهم لعجزنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *