في بدايات حكم الرئيس الراحل جعفر نميري قبل أن ينتفض ويعلن تطبيق الشريعة الإسلامية كانت رايات (الإندايات) أو (الأنادي) ترفرف في أطراف المدن ووسط الأحياء لتدل على أماكن بيع الخمور التي يرتادها السكارى، وكانت البارات وسط السوق العربي بالخرطوم تبيع الخمور المستوردة ويجاور بار (يني) المسجد الكبير.
أما بيوت الدعارة فكانت معروفة وسط الخرطوم تصدقها الدولة وتأخذ عليها رسوماً وجبات.. ويرتادها العديد من الرجال الذين يصطفون بالمساء على أبواب بيوت الدعارة للدخول (على عينك ياتاجر).. يحكى أن أحدهم بعد أن دفع المبلغ المطلوب وانتظر دوره للدخول، وحينما دخل على العاهرة وخلع ملابسه بدأ في الحديث معها بلغة عربية ركيكة، هنا تفرسته العاهرة فوجدته (خواجة) (أجنبي) فما كان منها إلا أن (دفرته) ودفعته بقوة وزجرته قائلة: (هو حرام ومع كافر كمان)!!.
نعم كان هذا سلوك العاهرة في عهد الرئيس نميري.. رفضت أن تمارس الجنس مع (خواجة) و(كافر) في شمم وإباء وشرف، أبت في أن يدخل بها (أجنبي) وهي المحترفة (للغاشي والماشي)!!.
للأسف فإن العاهرة في عهد الرئيس نميري كانت أشرف وأطهر من حكام اليوم (عسكر ومدنيين).. يستمعون ويستجيبون للسفراء وكأنهم تلاميذ في فصولهم ويستجيبون لفولكر وقودفري الذي يدخل عليهم كل يوم.
وبجهل يقر ويعترف حميدتي بتدخل السفراء في الشأن السوداني وإجبارهم على التوقيع على الإتفاق الإطاري ويضيف عليها كيل بعير (تدخل السفارات بإرادتنا)!!.
البرهان وحميدتي الذين أصبحوا حكاماً على البلاد في غفلةٍ من الزمان فرطوا في شرف الوطن وجعلوا الخرطوم عاصمة مستباحة (يدخل) عليها السفراء ليل نهار، فهتكوا عرضها وداسوا على كرامتها حتى اضحت أكثر عاصمة مستباحة.
لن نتحدث عن بقايا قحت واذيلها فجلهم عملاء وربائب سفارات يفاخرون بعمالتهم للغرب ويتباهون بارتزاقهم من السفارات.رحم الله العاهرة على عهد الرئيس نميري فقد كانت ذات عزة وشرف أكثر من حكام الغفلة.