كثيرٌ من النّاس في غفلةٍ عمّا يدور حولنا ، فالبشرية اليوم مستهدفة من قبل قوة خفية ، تريد التحكّم في العالم ، وتريد إيقاف هذا التزايد البشري المتسارع ، فتعمل على إيقافه بكل السُّبل والوسائل ، بدءاً من الحروبات الصغيرة داخل الدّول ، مروراً بالصّراعات الإقليمية ، والحروب العالمية من خلال التّحالفات ، والتي يكون مدخلها دائماً هو الخلافات العقائدية والفكرية ، والشواهد كبيرة ومرئية ، ولا تحتاجُ إلى كثيرِ عناءٍ للوقوف عليها ، فأنظر لما يحدث حولك ، في بلادنا أو في جوارنا المباشر والإقليمي ، وفي محيطينا العربي والإسلامي .
الأمر لا يقف عند حدّْ هذه الحروب ، فهناك وسائل أخرى لتحقيق تلك الأهداف غير الشرعية ، مثل إنتشار الأوبئة والأمراض القاتلة ، وصناعة المجاعات الناتجة عن النزوح من مناطق الحروب ، وقد طرأت فكرة كتابة هذا المقال القصير على ذهني ، قبل فترة وأنا إستمع إلى برنامج صباحي من إذاعة المساء ، أعدّ مادته زميلنا المُبدِع والباحث الأستاذ صلاح عبدالحفيظ ، ويشرف عليه الإبن الإذاعي الشامل الأستاذ عماد البشرى ، وفيه تم إستعراض كتاب « موت الغرب » للكاتب الأمريكي ” باتريك جيه بوكانن ” ، وهو سياسي ومفكر أمريكي معروف ، عمل من قبل مستشاراً لثلاثة رؤساء أمريكيين ، وفي كتابه المشار إليه ، ينذر الكاتب من أن الموت الذي يلوح في أفق الغرب ، هو موتان ، موتٌ أخلاقي ، بسبب السقوط الأخلاقي وسقوط القيم ، وموتٌ ديموغرافي وبيولوجي ، ويقصد به النقص السكاني بالموت الطبيعي ، نتيجة إرتفاع نسبة كبار السن ، ونقص الشباب الذي أحال أوروبا او القارة العجوز كما يُطْلَق عليها ، إلى قارة للعجائز وكبار السن .
كان ذلك مدخلاً للفكرة التي طرأت على ذهني ، وهي إن الهدف ليس أوروبا وحدها ، بل كل العالم ،خاصةً نحن في ما يُسمّى بدول العالم الثالث ، وبصورة أخص في الدول الإسلامية والشرقية ، الغنية بالموارد الهائلة وغير المستغلة ، فالإنسان المسلم والشرقي البسيط ، لا ينظر إلى المستقبل بإهتمام ، لذلك لا يتصوّر إن هناك من يخطّط له ، أو يرسم له طريقه .
لكن هناك من يخطّط لعالم جديد ، لا ينتبه له الكثيرون ، عالم تتم السيطرة عليه من خلال السيطرة على غذاء الشعوب ، والقمح الأمريكي الذي يأتي في البداية من خلال المعونات ، نجده قد حلّ محل الأغذية المحلية والتقليدية ، وعندنا في السودان _ مثلاً _ تراجع الدُخُن وكل أنواع الذُرة لصالح القمح ، فأصبح غياب رغيف الخبز ، أو بالأحرى دقيق القمح يسبب أزمة قد تطيح بالأنظمة الحاكمة مهما كانت قوتها .
مفكّروا نظرية العالم الجديد ، لا يعلنون عنها ، لكنها يعملون في الخفاء على تقليل عدد سكان العالم ، بل إن بعض منظّري هذه المجموعة السرّية يرون إن العدد الأفضل والأنسب لكوكب الأرض ، هو خمسمائة مليون ، واقل من مليار ، بمعنىً آخر إنهم يريدون سكاناً للأرض يساوي عددهم ثلث سكان الصين حالياً ، والمعلوم إن سكان كوكبنا في زيادة مضطردة وسريعة ، ويعملون على إنقاص البشرية بمزاعم ان الموارد المتاحة لن تكفي حاجة البشر ، لذلك يجب التخلّص من أربعة مليار شخص بحلول عام 2050 م ، وقد كلّفت هذه المجموعة السرّية السيّد” سايروس فانس ” بإعداد تقرير 2000 العالمي ، “Global 2000 Report ” وهو تقرير أجازته إدارة الرئيس الأميركي جيمي كارتر ، وهو تقرير تسرب محتواه للعلن ، رغم أن كثيرين لا يريدون تصديقه ، مع إشارة التقرير إلى أن الأرض ستصبح جنةً للبشرية ، والتقرير بالمناسبة موجود الآن على شبكة المعلومات العالمية أو الإنترنت .
التقرير خطير ، ولكن علينا أن نفهم الآن ، لماذا يغض العالم الطرف عن المذابح والمجازر التي تحدث كل يوم ، وعلينا أن ننتبه _ وإن كان ذلك متأخراً _ لماذا ظهر مرض نقص المناعة المكتسبة ( الإيدز ) في العقود الأخيرة ولم يكن معروفاً من قبل ، وهناك أقوال تشير إلى أن فايروس الإيدز تم تكوينه ما بين عامي 1969م و 1974م في معامل أبحاث أمريكية ، ليضاف بعد ذلك الى جرعة تطعيم الجدري ، ويتم حقن بعض الأفارقة بها ، عن طريق بعض عمال منظمة الصحة العالمية ، وقد قضى الإيدز على نحو ثلاثة وثلاثين مليون شخص حول العالم ، منهم ثلاثة عشر مليون أفريقي .
ثم جاءت مرحلة جديدة ظهرت فيها أمراض جديدة مثل أنفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور ، إلى أن وصلنا الى مرحلة مرض الكورونا ، وربما تظهر أمراض جديدة علمها عند الله ، لكن ستكون هناك إتهامات قائمة دائماً لبعض شركات الأدوية التي تكسب المليارات من الدولارات من خلال إنتاجها وتصنيعها للأدوية المضادة لهذه الأمراض الجديدة ، لأن هذه الشركات ستكون بلاشك جزءاً من تلك المنظومة السرية التي تفتعل المرض وتنتج الدواء وتعمل على تقليص أعداد البشر على وجه الأرض .. و ..الله أعلم .