فى 26 نوفمبر 2021م كتب الصحفى جمال عبد القادر البدوي للعربية اندبندت مقالا بعنوان “الولاء السياسي يفقد الخدمة المدنية السودانية حيادها وكفاءتها” نقتبس منه الاتى :
» حتى نهاية عام 1968 كانت الخدمة المدنية في السودان تتمتع بحياد تام تحرسه “لجنة تنظيم الخدمة المدنية” كآلية مستقلة مهمتها الأساسية حراسة حيادية الخدمة المدنية بعيداً عن الاختراقات والتجاذبات السياسية، والنأي بها من أي محاولات للزج بها في المعتركات السياسية، وذلك من خلال تطبيق معايير صارمة تحكم تولي الوظائف القيادية العليا، على رأسها منصب وكيل الوزارة الذي كان يعرف بـ(الوكيل الدائم) وفق المهنية والكفاءة باستقلال كامل عن أي فئة أو حزب أو تنظيم سياسي تحميه في ذلك القوانين واللوائح.
لكن في عام 1969 حل الرئيس الأسبق، جعفر محمد نميري، تلك اللجنة، ما أدى إلى انفراط سلسلة المعايير والأسس التي تحفظ وضعيتها الحيادية، وبدأت السياسة تتسرب إلى الخدمة المدنية، على استحياء في البداية، وسرعان ما بدأ يتجذر ليصبح نهجاً ضاعت معه كل الأسس الموروثة منذ عهد الاستعمار البريطاني، الذي يعتقد أنه أورث السودان أفضل نظم وممارسات العمل بالخدمة المدنية في القارة الأفريقية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والحياد.
حتى مطلع الثمانينيات وخلال فترة حكم جعفر نميري، وعندما تعصف الأزمات والتطورات السياسية بالطاقم الوزاري، كان وكلاء الوزارات وقادة الخدمة العامة يقودون تلقائياً تسيير دفة العمل، ككفاءات تنفيذية محايدة يخضعون لقانون الخدمة، أفرزتهم مؤسساتهم وفق الخبرة والتراتبية والمهنية والكفاءة، لكن وبالزج بالخدمة المدنية في أتون المعترك السياسي تغير الحال وبات سيف التغييرات السياسية يطالهم أيضاً، بادعاء كل نظام تطهير الخدمة والتخلص من آثار النظام الذي سبقه .. نكتفى بذلك
اذن فإن اكبر مهددات انهيار الخدمة المدنية السودانية كانت هى أخطاء وتغول الممارسات السياسية فى كل حقب الحكم السابقة، وأصبحت الخدمة المدنية احد اهداف الصراع السياسى البغيض الى ان وصل بنا الحال لمحاكم التفتيش التى نصبتها حكومة ثورة ديسمبر عبر لجنة ازالة التمكين المجمدة ..
بعد اخير :
اذن أولى خطوات اصلاح الخدمة المدنية تبدا بتحصينها ضد تغول غول السياسة المتوحش وان يتم حراسة ذلك دستوريا، وان يتم سن القوانين التى تحكم قضية المهنية كاساس لتولى الوظائف بالخدمة المدنية ..
بعد تانى :
اينما حلت السياسة حل الخراب وهى حقيقة تاريخية لا ينكرها الا مكابر ، ولن تلد الأحزاب السودانية إلا صانعى البغض والبغضاء ، ولا تجيد إلا سحق بعضها بعضا ، والان امتدت ايادى الخراب السياسى لتجعل الخدمة المدنية السودانية أثر بعد عين والعياذ بالله ..
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
حسبنا الله ونعم الوكيل
البعد الاخر
مصعب بريــر
2 يناير 2023م
musapbrear@gmail.com