محمد حامد جمعه: يكتب : سر قطر

السؤال الذي يلح بخاطري مع فعاليات كأس العالم البديعة في قطر من حيث التنظيم وإدارة حركة ما يقارب الثلاثة مليون من ضيوف المناسبة وفي العاصمة الدوحة فقط . دون حدوث إرتباك او ملاحظات من أعمال شغب وخروج عن النظام وضبط كل هذا الحشد بمحددات البلد المنظم وأعرافه المحافظة ليس في الفضاء المحيط بالحدث بل بما في ذلك تفاصيل النشاط !وكيف تحولت هذه المساحة بين شاطئ ويابسة وصحراء الى واحة من الحداثة والتنمية والرفاه بما لا يقل جودة عن أداء مناسبات مماثلة لكأس العالم بعضها أقيم في مراكز حضرية غربية قبل أن تنال قطر نفسها إستقلالها وتمضي في تأسيس نفسها وفق مطلوبات عزم قياداتها أنذاك.2ما الذي أوصل قطر في قيد زمني يقارب (50) عاما فقط لتكون أهم مراكز العمل الإعلامي لدرجة أن تجربتها في الجزيرة فشلت حواضن دولية وإقليمية وبتجهيزات أكبر في إدراكها ! ما الذي يجعل ذاك البلد ودون ان يرسل رصاصة او يخسر مقاتل . أساسي او بالوكالة يتحول الى لاعب أساسي في تقديرات سفوح وجبال إعتراكات ساخنة من أفريقيا في تشاد وجوارها الى الصومال وصولا الى أفغانستان دون يهتز توازنها بين روسيا وأمريكا او الناتو واوردغان . او بين إسرائيل وثوابت الموقف القطري من القضية الفلسطينية !الأهم من ذاك . ما هي الخلطة السحرية التي خرجت بقومية البدو المحافظة الى مراقي الصعود دون ان تفقد ميزات الإصالة القديمة وبصمة البيئة المحلية التي تظل مثل النكهة محفوظة ومصانة بل وتبرز في ثنايا كل فعل وقول ! رغم الحقيقة المعلومة ان الإقتصاد الضخم وتدفق الأموال يفت في عضد المجتمعات . بل اكثر من هذا ان الغريب الوافد الساع لرزق تصنع منه تلك الكيمياء إضافة لثابت الشعب فلا يخرج عليه او يؤثر!3ما السر في أن قطر بلا عدو ؟ وحتى من فعلوا عادوا من ذلك لسبب بسيط ان دفوعاتهم غير منطقية ولان شعوبهم محايدة بشكل موجب تجاه القطريين . هذه أمور لا تتعلق بالمال _فيما أعتقد _ فالكثير من الدول والممالك تملك المال وفرص النفوذ وأفق الصعود لكن إيجابيات الحالة القطرية تنعدم فيها . بل ان ذاك المال صار مدعاة لجعلها محل بغض وحول مجتمعاتها الى مسوخ . فلا هي علت بالحداثة المتميزة لا هي حافظت على أصالتها وغلبت عليها رمادية مجتمع السوق وعروض التجارة . لذا أظن ان السر في الإنسان . صنعت قطر فيما أعتقدت شعب غذته بالوعي والمعرفة . وخدمته قيادة أدارت ثروته وفق نهج الصالح العام فأنتجت بشر ونظام وطموح مسالم اسست بيه تاريخ ينظر للمستقبل . لم تغلقه في الماضي . الحاضر والمستقبل الجيد يصنع بالضرورة لاحقا تاريخ كبير . وأظن هذه التجربة وبعيدا عن مظان البعض في وزن كل كلمة بغرض ومنال تحتاج لان تبحث وتقتدى . الأمر اكرر لا يتعلق بالمال قدر تعلقه بحسن التقدير والتدبير والإنتقال من وثبة لاخرى وفق تخطيط وأهداف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *