اعلن مجلس الوزراء إن يوم 19 ديسمبر 2022م عطلة رسمية بمناسبة انطلاق ثورة ديسمبر المجيدة ..
وهذا تزييف للتاريخ ، لإن يوم 19 ديسمبر هو يوم إعلان الاستقلال من داخل البرلمان ، ومصادفة أي حدث آخر لا تلغي الأصل..
في هذا اليوم من العام 1955م تقدم السيد عبدالرحمن دبكة (دائرة بقارة نيالا غرب ) في الجلسة 43 بإقتراح جاء فيه (نحن اعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعا نعلن بإسم شعب السودان إن السودان قد أصبح دولة مستقلة كامل السيادة)..
ثم تحدث السيد مشاور جمعة سهل نائب دائرة دار حامد غرب (اقدر مدي الشرف الذي يناله مقترحه ومثنيه في جلسة كهذه سوف يسجلها في سجل الشرق تاريخ هذه البلاد المجيد ، وسوف تكون حدا فاصلا بين عهد الإستعمار وعهد الحرية الكاملة والسيادة التامة) وثني الاقتراح..
ثم تحدث زعيم المعارضة محمد احمد المحجوب وأيد المقترح وأعقبه السيد مبارك زروق بالموافقة وأجيز المقترح بالاجماع..وهكذا خرج السودان من ربقة الإستعمار..
ويبدو أن ثمة من يتربص بتاريخ بلادنا في نضالها ضد الإستعمار قديما وحديثا ولم يكتفوا بالتدخل في شأننا ، بل سعوا لمحو تاريخ بلادنا..
هذا بعضا مما يراد لبلادنا ، سواء عن طريق مخطط معلوم الدوافع والنوايا أو من خلال غفلة أو مزايدة بائسة..
لقد شهدت مداولات حوار الآلية الثلاثية إبعاد للمكونات الإجتماعية والدينية ، تغافلا عنها ، بينما سجلات التاريخ تحفظ ان الارياف السودانية هي التي قادت المدافعة ضد الإستعمار ، في الاقتراح والتثنية..
السادة مجلس الوزراء ، لا تساهموا في طمس تاريخ بلادنا..