أخيراً وبعد مضي أربعة أعوام هي الأسوأ في تاريخ البلاد منذ الاستقلال وحتي الآن٠٠ قرر البرهان أن يخرج علي الناس بتصريحات تشبه تصريحات((رجل الدولة))٠٠متجاوزاً لغة النشطاء السياسيين التي كلها تهديد ووعيد واستفزاز وحقد وكيد سياسي من شاكلة :((إلا المؤتمر الوطني))٠٠
يبدو أن الرجل وصل أخيراً لقناعة أن البلاد لا يمكن أن يستقر حالها ويسود ربوعها الأمن والطمأنينة و السلامة العامة ويهنأ شعبها بالاستقرار إلا عبر مصالحة سياسية شاملة يشارك فيها الجميع٠٠
نعم تأخر الرجل في إعلان الخطوة لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي٠٠
هاهو اليوم ومن منبر مخاطبته لقواته ((رايات النصر٤)) بقاعدة المعاقيل العملياتية أكد أنه يسعي لاتفاق يصب في مصلحة كل السودانيين دون إقصاء لأحد٠٠
ليسجل له التاريخ أنه أول مسؤول في (الفترة الإنتقامية) نطق بعبارة :(( دون إقصاء لأحد))٠٠
حيث أن العبارة السائدة :((إلا المؤتمر الوطني))٠٠٠
صحيح أن التصريحات المتناقضة ظلت سمة ملازمة له في الأونة الأخيرة ما قال بتصريح إلا وتبني ضده في اليوم التالي٠٠
حتي فقد ثقة الشعب فيه٠٠ غير أن مايميز هذه التصريحات أنها منطقية وموضوعية من واقع أن كل الذين تولوا رئاسة الدولة في الفترة الانتقالية عبر العهود المختلفة تبنوا خيار المصالحة الوطنية الشاملة وحض الجميع للتسامح والعفو والتجاوز عن مماحقات الحقد والضغينة٠٠
فقط لأن الأوطان لاتبني بفش الغبينة٠٠٠
حاضرة: الوطن يحتاج لقائد يجمع السودانيين ويوحد كلمتهم خلف رأية واحدة هي رأية السودان: ((وطن يسع الجميع))٠٠
ثانية: الطريق ممهد أمام البرهان إن تجاوز رهبة القحاطة وأعلن أنه يقف علي مسافة واحدة من الجميع٠٠
أخيرة: إعلانه سيعيد ثقة الشارع فيه٠٠ فقط تحتاج الخطوة منه لخطوة عملية تتمثل في إعلان العفو الشامل والدعوة لحوار سوداني-سوداني وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين٠
من غير ذلك تصبح تصريحاته مثل سابقاتها ((طك حنك ساكت))٠٠