عقب إنقلاب إبن عوف وصلاح قوش واستلام البرهان للسلطة جمعني مجلس أنس مع جنرال كبير في الجيش عمل معتمداً وولاياً.. الجنرال كان قائداً مباشراً للبرهان وكانت توصيته أن يرقى البرهان برتبة لواء لاحسين وضعه ثم يحال للمعاش، ولكن كان للبشير راياً آخر فوق رأي التنظيم وراي هيئة أركان الجيش.
يواصل الجنرال حديثه بأنه إلتقى البرهان بالصدفة في القيادة وسأله عن حاله ووضعه فأجابه البرهات :(منتظر ناسكم ديل يدوني فريق وأنزل).
نعم جل طموح البرهان لم يتعدى رتبة فريق شرفي لا يلبس علامته إلا لصورة البطاقة ويتقاعد بعدها ولكن كان رأي الرئيس البشير الذي يحبسه البرهان الآن ويمنعه العلاج كان مختلفاً!!.
أما الرجل المحظوظ حميدتي الذي قدم له أهل الأنقاذ مالم يكن يحلم بعُشره فكان ينتظر بباب البشير كالمتنبي في باب سيف الدولة لأشهر ويعود الدراجه لفيافي دارفور دون مقابلته، ولكن الرئيس البشير الذي يحبسه حميدتي الآن ويشتمه في كل خطاباته بمناسبة وبلا مناسبة.. كان رأي البشير في الرجل مختلفاً لذا جعله في موقع الزعيم موسى هلال قائد ومؤسس حرس الحدود النواة الأساسية لقوات الدعم السريع وأنعم عليه برتبة لواء (وسط تضجر قادة الجيش)، وشرع قانوناً لقواته في البرلمان ومكنه من المال والسلطة لينقلب عليه الآن ويجعله في خانة العدو اللدود ويحرص على التضييق عليه في السجن!!.
البرهان وياسر العطا جعلت منهم الإنقاذ جنرالات ملء السمع والبصر ولولاها لما عرفهم أحد، فلم يكونوا من المبرزين ولا أوائل دفعاتهم ولكن تقديرات وقرارات البشير جعلتهم في أعلى الرتب.
إنقلبوا على الإنقاذ تحت فرية الإنحياز للثورة المصنوعة التي في عهدهم تم فض إعتصامها وقتل شبابها دون أن تصل تحقيقات لجنة أديب لنتيجة واضحة، رغم ان راعي الضأن في بادية كردفان يعلم القتلة والمخططين والمنفذين والمشرفين على عملية فض الإعتصام.
بالأمس وقع برهان وحميدتي إتفاقاً لتقاسم السلطة مع مجموعة من الموتورين الذين أقسم حميدتي أن لا يجلس معهم وحلف البرهان بأنه لا يتحاور مع من يعتبر الحوار مع العسكر ينتقص من رصيده السياسي..
إبتلع البرهان وحميدتي قسمهما كما ابتلعوا قسم القوات المسلحة من قبل، ووقعوا من أجل الحفاظ على كراسي السلطة دون مراعاة لحياة الشعب الذي يعيش في جحيم لا يطاق.
ليتهم اكتفوا بالتوقيع المعيب الذي لا يساوي ثمن الخبر الذي كتب به لكنهم تحاوزوا ذلك، فحميدتي قال في كلمته إن التوقيع جاء من أجل قطع الطريق على أعداء الثورة والكل يعلم أن حميدتي حشد القبائل لإعتصام القصر وحمل البرهان حملاً للتوقيع على قرارات ٢٥أكتوبر فمن هم أعداء الثورة؟ولماذا كانت قرارات ٢٥ أكتوبر حينها ضرورية واليوم صارت خطأ سياسي؟!!.
أما البرهان وفي محاولة لتخويف قحت التي تلوح له في كل مرة بجريمة فض الإعتصام.. قال البرهان إنهم رصدوا تحركات للإسلاميين في داخل الجيش!! وهي مقدمة لإحالة كل من يخالف الرأي داخل الجيش.. البرهان دون غيره يعلم ان إنقلاب الفريق هاشم أفشلته قيادة الحركة الإسلامية التي زجرت الفريق هاشم وحذرته من الخطوة، لأن الحركة الإسلامية ودعت عهد الإنقلابات العسكرية لغير رجعة وتعكف على مراجعات تجربته بنجاحاتها وخيباتها وتراهن على الجماهير التي لا يملكها البرهان ولا جوغته التي وقع معها بالأمس.
على البرهان وحميدتي التركيز على إدارة الدولة التي وصلوا لها في غفلة من الزمان وأصبحت في عهدهم بلا كرامة ولا سيادة يسرح ويمرح فيها السفراء ويتولى وزاراتها ومؤسساتها العملاء..
اتركوا الكيزان ماتركوكم ولا تفسروا صمتهم جبناً واحذروا غضبة الحليم.