تقريرخاص :كواليس
في حديث صحفي سابق قبل اكثر من ثلاث أعوام طُرح سؤال علي رئيس إتحاد المهن الموسيقية الأستاذ عبد القادر سالم عن كيفية مقتل الراحل خوجلي عثمان؟ فأجاب قائلا: في منتصف النهار جاء شخص سألني عن الراحل فقلت له بانه يحضر المساء وعندما حضر الراحل خوجلي عثمان ذهب إليه الشخص وسدد له طعنة إلتفت الراحل قائلا له ( ااااااخ مالك ياخي) بهذة الكلمات بدأت قصة قتل عصيبة داخل إتحاد مخصص للغناء والبهجة ولم يسلم أيضا ً عبد القادر سالم وموسيقي آخر من تمذيق اليدين بالسكين التي قتل بها زميلهم عندما حاولو أخذ أداة الجريمة من الجاني.
اليوم تمر الذكري “27” علي مقتل الراحل علي يد (المعتوه) آدم سليمان الذي إدعي الإضطرابات النفسية وقامت المحكمة بإخلاء سبيله ، ويصف عدد من الذين شهدوا الحادث .. كأن الأمر كان بالامس ولم تمر عليه تلك السنوات.
رحل خوجلي عن عمر يناهز الثلاثة وأربعين عاما
من هو خوجلي عثمان؟
ولد خوجلي عثمان في (وادي سوبا) المسمى حالياً بالوادي الأخضر ويعد خوجلي وحيد والديه بعد خمس أخوات إنتقلت به أسرته إلى الحلفايا درس الابتدائية في مدرسة الحلفايا القديمة، وتوقف عن الدراسة ليعمل (فني معمل) في القسم البيطري في (شمبات) ثم عاد وإلتحق بالكمبوني حيث درس اللغة الإنجليزية، ثم توقف مرة أخرى عن الدراسة.
مسيرتة الفنية:
إنطلق مشواره الفني وهو في الخامسة عشرة من عمره .. تعلم عزف العود على يد (سليمان زين العابدين)، وكان يقلد (أحمد الجابري) و(عثمان الشفيع) كان يدندن بأغنية (الذكريات)
أول من قام بإكتشافه وقدمه للشاشة الدكتور (محمد عبد الله الريح) الذي سمع صوته من خلال حفل أقيم في إحدى الحدائق بـشمبات كان يغني في الجمعيات الخيرية بلا مقابل، كتب له العديد من الشعراء منهم (تاج السر عباس) و(التجاني حاج موسى) و(الصادق الياس) ، له ستة أبناء.
أشهر أغنيات الراحل:
(أسمعنا مرة) (ما بنختلف) (مالو لو صافيتنا مرة)
هلاوي الرحيل الاشد مرارة:
كتب الشاعر المعروف عبدالوهاب هلاوي في ذكري وفاة خوجلي عثمان:
(خوجلي عثمان .. الرحيل الأشد مراره ..
(يوافق الحادي عشر من نوفمبر .. الرحيل الأشد مرارة في تاريخ الفن السوداني علي إطلاقه ..
الفنان العظيم خوجلي عثمان .. وعلي الرغم من الضبابية التي تكتنف عملية إغتياله والغموض .. إلا أننا نذكر بأن ميلاد او رحيل مبدع .. ما هو إلا ظاهره كونيه لا تتكرر في حياة الشعوب الواعيه الذكيه المستنيره .. خوجلي عثمان رحلة من القاع .. الي القمه ..
عشقا بلا حدود لكل معاني الخير .. وتأكيد لكل قيم الجمال ..
يقول المتخصصون.. ان لصوت خوجلي عثمان أبعاد خاصه قل ان يجود بها الزمان .. مع تفرد في الأداء القادر علي ملامسة الروح والتحليق بها بعيداً في فضاءات بلا حدود ..
خوجلي عثمان تأكيدا لكل معاني الصبر والإصرار والمثابره المستمدة من عشق الوصول الي قمم المجد .. حقا وغاية مشروعه لكل موهوب وقادر مؤمن برسالته ..
خوجلي عثمان ..
ما من كلمة جميله إلا وسعي إليها وقوداً في معركته ضد القبح .. وما من لحن جميل إلا وتعلق به يزين به حنجرته .. مستعينا به في درب الوصول .. كما يعينه لطف روحه .. وسند من الأصدقاء الأوفياء .. آمنو بصوته وراهنو عليه فكسب وكسبوا الرهان ..
خوجلي عثمان ..
لم تكن سنوات فنه ولا عمره بالكثيره الطويله .. لكنه أراد .. وأراد ربه عزت قدرته .. ان تكون محتشدةً بالجمال ممتلئةً عن آخرها محبة للناس .. عسي ان يكون كل هذا .. رصيداً حقيقياً في الضفة الأخري من النهر ..
خوجلي عثمان .. حكايه مدهشة الفصول .. حتي آخر مشهد فيها .. إذ لم يكتفي الفتي الأنيق بفنه أجل امته .. بل منحها روحه .. تحلق سحابة ويمامه في أعالي السماء .. راضية مرضيه بأذن الله ..
خوجلي عثمان ..
عند ذكر رحيله .. هل تأملناه نجمة في افقنا البعيد .. وهل اعدنا الحكايه .. بكينا عند قبره .. قرأنا سيرته مع ما تيسر من كتاب الله الحكيم.. ولا حول ولا قوة الا بالله).
مات خوجلي عثمان مقتولاً مغدوراً وبقيت سيرته ومسيرته وفنه الراقي.
إلا رحم الله خوجلي عثمان واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.