صفوة القول.. لواء البراء ؛ عندما يكون المشروع أكبر من السلطة ..!!..بابكر يحيى

لو كان لواء البراء بن مالك وبقية كتائب المجاهدين يريدون أن يقاتلوا من أجل السلطة لما تركوا الإنقاذ تسقط فبقائها كان أولى من إعادتها ؛ فهم لم يكونوا في غفلة في ذلك القت ولم يكونوا قلة ؛ بل كانوا مئات الآلاف ومع ذلك لم يقاوموا اسقاطها بل إن كثيراً منهم كانوا ضمن المعتصمين يهتفون مع الهاتفين (تسقط بس) ..!!

لو كان المجاهدون يريدونها حربا لكانوا أشعلوها إبان لجنة اللصوص (لجنة التمكين) فقد كان وجدي دريبات وصلاح مناع يعقدون مؤتمراتهم الصحفية ويصدرون أحكامهم على الهواء مباشرة وقد نصبوا أنفسهم قضاة وكتبوا القانون الذي يحكمون به وجهّزوا شرطتهم التي تنفذ احكامهم هذه ..!!

لو كان المجاهدون يريدون مغنما لما تركوا وظائفهم وحياة الرفاهية التي يعيشون فيها وأتوا إلى ساحات الجهاد ؛ فكان بامكانهم أن يقولوا (نترك السودانيين وشأنهم فهذه نتيجة صنعهم يوم أن أسقطوا النظام الذي كان قد أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)..!!

كان بامكان المجاهدين أن يتماهوا مع خط الدعم السريع ويسيرون مع مشروعه الأجنبي السائل مثلما سار معه الكثيرون .. فليس هناك شخص مستهدف بدليل أن كثيراً ممن ينتسبوا للتيار الإسلامي وجدوا أنفسهم في صفوف الدعم السريع ولا أحد يصفهم بالكوزنة ..!!

فالدعم السريع وحاضنته تقدم ليس لديهم مشكلة مع الفساد أو المفسدين حتى من وجهة نظرهم !! فهؤلاء مشكلتهم مع الإصلاح والمصلحين حتى وإن كانوا يساراً .. وما أكثر الأدلة على ذلك .. !!

فقد وجد تائهوا المؤتمر الشعبي من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا أمثال علي الحاج وكمال عمر وجدوا نفسهم تقدميون واطاريون على الرغم من أن النظام سقط وهم ضمن المشاركين فيه حتى ١١ أبريل ٢٠١٩ .. على الرغم من إن قحت تقول إنها ضد الإسلام السياسي ككل !!

لواء البراء وبقية كتائب المجاهدين لديهم مشروع أكبر من السلطة ، فالسلطة وسيلة لتحقيق غايات وليس غايةً في حد ذاتها ، فهي لا تستحق التضحية بالنفس والموت فهؤلاء الشباب مثل أهل الكهف (إنهم فتية آمنوا بريهم وزدناهم هدى ) ، انهم يقاتلون من أجل كرامة أهدرت ؛ ومن أجل صيحات الثكالى والمغتصبات ومن أجل أن يبقى للسودانيين وطن يعيشون فيه حتى لا يصبحوا (أمة بدون)..!!

صفوة القول

من يريدون السلطة هم من يتحدثون عنها ، ويخافون عليها من الضياع لذلك يرددون صباح مساء بالقول إن المجاهدين يقاتلون من أجل السلطة وإعادة الفردوس المفقود ، فهؤلاء الصم لا يسمعون بكاء الأطفال ولا صيحات النساء ، هم فقط يفكرون في كيفية الحصول على السلطة حتى وان بقي كل السودان ركاما ، فهؤلاء لن يفهموا إن المشروع الذي تقاتل من أجله كتائب المجاهدون أكبر من السلطة لأنهم لا يعرفون ما هو أكبر منها ، والله المستعان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *