الإعلام جزء من (إحداثيات) الميدان أيام الحرب ، هذه قضية متفق عليه ، مفهوم نظري أثبتته الشواهد الواقعية ، و لا يمكن تجاهله ، وللأسف لا يجد الإهتمام الكافي ، ولست هنا بصدد نقد أداء الاعلامى الرسمى ، فقدت تجاوزت المبادرات الشعبية والفردية المؤسسات ، ولكن بصدد الحديث عن (السلوك الإعلامى ) ، وأخص هنا قيادة الدولة (مجلس السيادة ومجلس الوزراء) فمنذ بداية الحرب لم نسمع كلمة من رئيس الوزراء ، ولم نسمع به يجتمع بقيادات مجتمعية أو مدنية أو إعلامية بخصوص الحرب وهى معركته بلا شك ، والسيد رئيس الوزراء المكلف لديه معرفة بخفايا التعاطى الإعلامي..والقضية الأساسية هنا هى تدفق المعلومات والبيانات والشراكة فى صناعة الأحداث ، وهذا ما نود التفصيل فيه..(2)أن التعاطى مع الإعلام على أنه:
- مجرد متلقى خطأ كبير
- وانه مجرد منصة عرض تقدير قاصر ..
- وآنه مجرد مجموعة من الاعلاميين ، يمكن مدهم بالقصاصات ، تفكير سقيم..
الأمر أكبر من ذلك واوسع ، فالاعلام يمكن أن يكون شريكا فى صناعة الحدث ، وتقديم المقترحات والبدائل ووضع التصورات ، وهو ليس مجرد قيادات اعلامية ، بل هو شريحة كبيرة ممن نسميهم (قادة الرأى) ، نعم اولهم قادة المؤسسات والمنابر الإعلامية ، ولكن كبار قادة الدبلوماسية السودانية وادوارهم بالشرح والتفاصيل ، قادة القوى السياسية والمجتمعية ، علماء الأمة ورموزها الدينية ، وهكذا ولذلك لابد من تمليكهم المعلومات والمعرفة قدر الحاجة..
لم يعد الناس بحاجة للدافعية ، فقد لحقت الحرب الجميع ، ولكنهم بحاجة للمعلومات والبيانات عن التوجهات والمواقف ، وهذا بالتأكيد يحقق هدف كبير وهو وحدة الموقف السياسي..
(3)
ماذا يضير الفريق اول البرهان أو الكباشي أو العطا ، لو تحدث مع مجموعة من القيادات الإعلامية ، او استمع اليهم ، أو رتب لقاء من مجموعة من الدبلوماسيين من الخارجية عن الخيارات المطروحة والتوقعات ، أو استمع إلى عدد من قيادات المجتمع الدينية ، بالإضافة لقادة القوى السياسية والمجتمعية ، كل ذلك سيحقق تفارق في الفهم وتبادل الاراء وتفسير للمواقف ، و يمكن أن تكون 95% من هذه اللقاءات ليست للنشر ، ولكنها كافية لتقديم تفسيرات وشروحات وفتح افق اوسع لقيادة الدولة..
وأهم نقطة فى لقاءات هذه المجموعات هو رمزيتها وقوتها المعرفية ولذلك فإن الإستماع لهم يفتح آفاق للتفكير ولتحسين الأداء إن لم يقدم مقترحات جديدة..
أظن الأمر فى وضوحه أبلغ من التفسيرات وأكبر من مجرد وسيط أو مدير مكتب ناقل لمعلومات باردة أو تفسيرات خجولة..
حفظ الله البلاد والعباد،،