بعد مايقارب التسعة أشهر من الإختفاء القسري والتكهنات حول حياة أو موت الرجل، وبعد إشتعال المقاومة الشعبية وانتظامها في كل مدن وقرى وأرياف السودان، ولصرف الإعلام عن المقاومة الشعبية والتشويش على الشعب المنتفض، أخرج (المتعهد) كرته قبل الأخير بإعلان ظهور مجرم الحرب المتمرد حميدتي قائد مليشيا الدعم السريع المتمردة بيوغندا وإثيوبيا على التوالي بعد إعتذاره عن لقاء البرهان بجبوتي.
لقدتجاوز الشعب مرحلة التكهنات حول موت وحياة المجرم حميدتي ولم يعد مهتماً بها.. مايهم الشعب الآن هو الإلتفاف حول القوات المسلحة والوقوف معها لتحرير البلاد وطرد المرتزقة من بيوته ومدنه، ومقدم الشعب (البيان بالعمل) في المقاومة الشعبية التي انتظمت جميع أرجاء البلاد وأصبحت أنباء مقتل جنود المليشيا على يد المواطنين تتسيد الأخبار وتملأ الأسافير.
المعلومات المتوفرة لدي منذ مايقارب السبعة أشهر بأن حميدتي على قيد الحياة وتفقد جنوده في أكثر من موقع بالخرطوم بل ويتحرك في دائرة ضيقة بين شارع الرياض والمجاهدين وأحياناً شرق النيل مع تشويش دقيق وتغطية لتحركاته من قبل المخابرات الإماراتية، ودونت تلك المعلومات في بعض المجموعات للتأريخ.
إستطاعت المخابرات الإماراتية التلاعب بحميدتي وإخفائه قسرياً وإخراج تسجيلاته الصوتية عند اللزوم ومنتجتها، ووجدت ضالتها في شقيقه (الأرعن) عبد الرحيم لتنفيذ المخطط والذي أصبح بطلاً عندهم بعد اجتياحه لمدن دارفور وتنكيله بالمواطنين، وبذا يكون الدور العسكري والسياسي لحميدتي قد إنتهى، ومعلوم للجميع الخلاف الكبير بين عبد الرحيم وحميدتي ولا يمكن أن يسلم عبد الرحيم تلك المكاسب لحميدتي..
لا يهم الشعب مقابلة حميدتي للمرتزقة الأفارقة الذين باعوا ضمائرهم وشرفهم من بحفنة دولارات الإمارات، والذين يمكن أن يبيعوا شرف أمتهاتهم وزوجاتهم مقابل المال.. مايهم الشعب الآن هو تحمل حميدتي للمسؤولية الجنائية والأخلاقية لأفعال قواته التي دمرت البلاد وأهلكت الحرث والنسل وأصبحت تحارب المواطنين في قراهم وبيوتهم ومتاجرهم!!.
حميدتي مطلوب حياً وميتاً لعدة أسباب.. اولاً لإختبار البرهان وتهافته على السلطة على حساب الشعب ولإمتحان المجتمع الدولي ووضعه على المحك..