عقب القرار المفاجيء الذي أصدره الامين العام لمجلس الوزراء المكلف باعفاء السفير دفع الله الحاج علي من منصب وكيل وزارة الخارجية، تساءلت الأوساط السياسية والدبلوماسية والاعلامية عن مصير الرجل الذي أبرز الوجه المشرق للدبلوماسية وأبلى بلاءً حسنا إبان فترة الحرب وطاف الدول مبعوثاً للبرهان في الوقت الذي اختفى فيه على الصادق عن الأنظار وتوارى في زمن تحتاج فيه البلاد للتحركات الدبلوماسية كحوجتها للجنود في الميدان.
ما كان يدور همسا في أروقة الوزارة اصبح جهراً يُسمع وبياناً يُرى،فتعيين دفع الله سفيراً للسودان بالمملكة العربية السعودية، رغم أن المنصب يعتبر كبيراً باعتبار أن الرياض واحدة من أهم وأكبر وأفضل المحطات إلا أن مؤامرة إبعاد السفير دفع الله تعتبر تتويجاً للخلاف بينه ووزير الخارجية.
سبب إعفاء وإبعاد السفير دفع الله يدتعود لخلاف مكتوم بينه ووزير الخارجية علي الصادق الذي طالما أبدى تضجره من تحركات واستغلالية السفير دفع الله وتباين وجهات النظر حول إدارة العمل الدبلوماسي خلال فترة الحرب إذا يرى دفع الله ضرورة التحرك والمواجهة وحصار مليشيا الدعم السريع دبلوماسياً في الوقت الذي التزم فيه على الصادق الصمت وآثر السلامة.
تحرك السفير دفع الله مبعوثاً البرهان وطاف عدد من الدول محدثاً حراكا دبلوماسياً مميزاً مهد لجولات البرهان الخارجية،
وتوقع الجميع أن يتم اختيار وترفيع دفع الله وزيراً للخارجية
فالرجل يتمتع بشخصية قوية وراي سديد وفكر دبلوماسي لكن يبدو أن البرهان يتخوف من أمثال السفير دفع الله لذا يحتفظ بالوزير الباهت و(الضبلان) الذي بدأ في تجريف الوزارة من خيرة كوادرها امثال السفير معاوية التوم.
إبعاد دفع الله ونقل معاوية التوم من بعثة السودان الدائمة في الأمم المتحدة يعتبر جزاء سنمار فاستطاع دفع الله قيادة عملية كنس آثار بعثة اليونتامس وأبعاد المتآمر فولكر ونجح في طرده وإفشال جهوده ومخططاته لتدمير البلاد بينما نجح معاوية التوم في إلغاء تفويض اليونيتامس وسحبها من السودان.
ضعف الوزير وسوء إدارته للوزارة التي تشهد فراغاً محيراً في عدد من المحطات الكبيرة لما يقارب العام بينما تشهد بعض السفارات التي عين فيها البرهان بعض العواطية من أبناء دفعته فتركوا مهمتهم الأساسية واعتبروا أن الأمر غنيمة وان السنوات ستمضي لذا تفرغوا لإنجاز مهاهم وأعمالهم الخاصة وتناسوا مهمة السفير الحقيقية.
لن تتعافى الخارجية إلا بذهاب على الصادق..