مشكلة أكاديميينا ومحللينا أنهم يكتبون ويحللون حسب مايشتهي صاحب المشروع وبقول آخر أنهم يغضون الطرف عن أصل العلّه ويغوصون في أعراضها وأحياناً يقارنون حيث لا وجه للمقارنه…
إستوقفتني في مقال الأفندي ( ديمقراطية السودان بين كتائب الظل وشياطين الهجير) محاولته إلقاء اللوم على أخوان مصر وحكومة مرسي في فشل التجربه الديمقراطيه وإنفرادهم بكامل السلطه وإقصاءهم للآخرين ، وراعي الضأن في بوادي حمر و الكبابيش يعلم أن أخوان مصر لم تكن ثمة وظيفه في دواوين الدوله بيدهم غير وظيفة رئيس الجمهورية ، الذي إنتخبه الشعب بأغلبيه كاسحه وأنّ مفاصل الدوله كانت بيد خصومهم، ولم نقرأ أو نسمع أنهم أعدوا قوائم الفصل وأجروا عمليات الإحلال والإبدال في مؤسسات الدولة بل إلتزموا صحيح القانون وتمسكوا بحق الرئيس المنتخب في الحكم ، وإن كان من لوم للأخوان فهو لوم حول (التكتيكات) الأنسب لهم للحكم في حالة مثل مصر ، ولكن أن يلاموا في جوهر الممارسه هذا مالم أجد له تفسير في مقال الأفندي الذي نصب نفسه ناقدا أوحدا لتجارب الإسلاميين ، أوليس الديمقراطيه هي حكم الشعب للشعب لمصلحة الشعب؟ فأين الذي حدث من إختيار الشعب وماتلاه؟!…
لم يحدثنا الأفندي عن شكل هذه التنازلات المطلوبه ويقارنها بالذي حدث في تونس حيث لم يترك الإسلاميين تنازلاً أو تماهياً ( حتى نقسو عليهم قليلا ) إلا قدموه، تنازلوا طوعا وهم أصحاب الأغلبيه في الشارع عن أن يقدموا مرشحاً لرئاسة الجمهوريه، كل ذلك لم يُنْجهم من مقصلة الإقصاء المرعي من مجموعات الصهيونيه العالميه بأساليب ليس فيها إستثناء لطريقة حتى لو كانت القتل خارج إطار القانون أو الإعتقال أو التضييق بشتى وسائله..وهذه هي النقطه التي أود أن أنتهي إليها إذ أن الذي حدث في السودان هو ليس بذلك التعقيد الذي يود الأفندي وزمرة المحليين والأكاديميين الآخرين إدخالنا فيه بتحليلات فيها منتهى التقعر بالبحث في أسباب غير موجوده أو السعي لإختلاقها، القصه بإختصار هي من يقوم بمهمة (سحق) الإسلاميين وإبعادهم عن الحياة العامه في السودان وللأبد..
في تخبط للوكيل الذي لايعرف عن السودان شيئاً إهتدوا للحريه والتغيير وهي مخلّقه من أمشاج لا يجمع بينها جامع وليس لهم من إدعاء تمثيل الشعب إلاّ قوة الحناجر والجلبه مدفوعة القيمه عبر إعلام عابر للقارات وقد سعوا ولم يكتمل المسعى كما أرادوا ، بفعل ممارساتهم وعدم خبرتهم فقد جعلوا كل ما يقدمونه للشعب هو محاربة الإسلاميين فكل ما إدْلَهّم على الشعب خطب خرجت لجنة إزالة التمكين بخطاب في الأيام التاليه بمصادرات وإحالات وهو الذي لا يجده المواطن في شباك المخبز أو في زنك الخضار أو محطة التزود بالوقود!!..
أخيراً إهتدى الوكيل لمن يقوم بالمهمه بالبطش الذي يريده فكان حميدتي الذي أُعد للمهمه بعد تمنع مورست عليه فيها ضغوطات وضغوطات إعترف بها الرجل ساعة صراحه ،وهو مهما تحدثنا عنه إلا أن فيه تلقائية البدوي ، على أن تكون الحرية والتغيير الظهير السياسي لهذا الفعل ولتكن الحرب …
سيناريو السودان عنوانه الإجتثاث التام للإسلاميين من السودان يستوون في هذا بمختلف مشاربهم حتى جبريل الذي حمل السلاح في وجههم يوما ما…
الوكيل لا يحتمل عبارة إسلامي حتى لو كان سابقا..العنوان واضح جدا للحرب التي تدور رحاها الآن فهي تقوم على الإقصاء الخشن جداً وهو مالا تأباه نفس الوكيل …