من وقائع ومشاهدات أيامي الأخيرة في الخرطوم.. أن الجيش السوداني يدير المعركة باستراتيجية مبهرة للغاية، اعتمد اولا على تفكيك الكتل الصلبة للمليشيا ثم لجأ لخطوة خفض النيران الكثيفة التي تستخدمها مرتزقة حميدتي ولعب سلاح الطيران دورا حاسما في ذلك من خلال استهداف عربات الثنائئ والدوشكا. وفي محاولة لتقليل انتشار قوى المليشيا في الشوارع والارتكازات.
تنازل الجيش عن اليرموك ومقر الاحتياطي المركزي بالكلاكلة، وبذلك نجح في فصل نحو 1600 جندي ووضعهم داخل مقار بلا قيمة عسكرية لها، لكون الجزء من اليرموك الذي تنازل له للمليشيا عبارة عن ورشة لصيانة الأسلحة وليس اليرموك المصنع الموجود تحت الأرض ومحصن حتى من القنابل النووية.
ثم بعد ذلك دفع بالمشاه وهي المرحلة الأخيرة التي نعيشها الأن، صحيح تحدث أخطأ هنا وهناك في التطبيق لكنه هذا غير مؤثرة تماما على الخطة وسير المعركة.
الجميل في الأمر. أن الجيش لم يتنازل أبدا عن خطته رغم الصوت العالي والمعترض للمتعاطفين مع الجيش. يدرك آل دقلو وجميع الخبراء العسكريين، أن الدعم السريع يعيش أيامه الأخيرة ليس في السودان وانما في الدنيا نفسها، وأن الاغلاق المتأخر لطريق بارا أم درمان، كان القصد من فتحه طيلة هذه المدة دخول جميع افراد الدعم السريع وحتى تكون معركة الخرطوم هي الفاصلة واخر طلقة في صدر مليشي في الخرطوم تكون هي اخر طلقة في السودان كله..
الجيش ادار المعركة بحرفية واختار الأرض واستدرج المليشيا لعقر داره، وسترون النتيجة. كامل الدعم للقوات المسلحة.
الطيب ابراهيم