في حوار خاص مع كواليس ..وزير الشؤون الدينية والاوقاف د. عبد العاطي أحمد عباس: قمنا بحل بعثة الحج الدائمة لتقليل نفقات الحج ..- حج هذا العام فوق الإستثنائي وحرصنا على وجود السودان في هذا المؤتمر العالمي ..- سنسترد الرسوم لمن لم يتمكنوا من أداء الحج وأعدنا فارق التذاكر (جوا – بحرا) لجميع لحجاج قبل مغادرتهم الاراضي المقدسة ..- حجاج ولاية غرب دارفور قطوا (11) ولاية في رحلة استمرت (11) يوم وادوا المناسك رغم ظروف الحرب ومخاطر الطريق .

.

*حاوره بمكة رئيس التحرير ..

مقدمة:

*رغم ظروف الحرب التي اجتاحت البلاد في الخامس عشر من ابريل الماضي صممت بعثة الحج السودانية على أداء الحجاج للركن الخامس من اركان الإسلام وكان السودان حضوراً في هذا المؤتمر العالمي الذي شارك فيه أكثر من مليوني مسلم من كل بقاع المعمورة..

(كواليس) أجرت حواراً مع الدكتور عبد العاطي أحمد عباس وزير الشؤون الدينية والاوقاف السوداني بمقر مكتب شؤون حجاج السودان بمكة المكرمة وضعت أمامه عدد من الأسئلة الصعبة فإلى مضابط الحوار:

*- في البداية سعادة الوزير سعداء بالحوار معك وسعداء جداً بان يكون الحوار في هذه البقعة المباركة مكة المكرمة..*نحن أكثر سعادة ونرحب بكم ترحيباً حاراً وبصحيفة (كواليس) ونسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح وهذه فرصة طيبة لمقابلتكم والحوار مع صحيفتكم ويقيننا ان الإعلام هو رأس الرمح في كل القضايا ونسأل الله أن يجري الخير على أيدينا…..

*- اولاً تقبل الله حجكم ونسأل الله أن يعينكم وأنتم تقدمون هذا العمل الجليل وهذا الموسم الإستثنائي الذي حضرت فيه بعثة الحج رغم ظروف الحرب.. سعادة الوزير حدثنا عن بعثة الحج السودانية و ماهي .. مكوناتها.. دورها.. وما العمل الذي تقوم به؟ ..

*الحقيقة غالب الناس لا يعرفون عن بعثة الحج إلا إسمها فالبعثة فعلها كبير وأعمالها جليلة.. وأعمال الحج أعمال معقدة جداً ومركبة، لذا تبدأ البعثة منذ إنتهاء أعمال حج العام بالاستعداد للموسم القادم ومن هنا نبشر الناس بأن حج عام 1445ه قد بدأت إجراءاته وبدأ الإستعداد له منذ اليوم.. البعثة تهتم بجميع أعمال وإجراءات الحج بالمملكة وبالسودان وتسمى هذه الأعمال ب(الحزم) وهي عبارة عن 23حزمة .. تنقسم لحزم بالسودان 11حزمة وحزم بالمملكة العربية السعودية 12حزمة، حزم المملكة هي الإسكان والإطعام والنقل من جدة إلى مكة وإلى المشاعر وإلى المدينة والمطار أو الميناء وكذا الإسكان في مكة والمدينة والمشاعر والإطعام في كل هذه المراحل.. أيضاً هنالك المستلزمات التي يحتاجها الحاج من الإحرام وغيره، والبعثة الصحية والتأمين للحاج منذ خروجه وحتى عودته ونقصد بالتأمين (التأمين الطبي والتأمين الشامل ضد الكوارث) وتأمين حركته من بيته وولايته إلى الحج وبالعكس.. أيضاً هنالك حزم النواقل بالطيران والبحر والبر ..اما حزم السودان تبدأ من الترتيب والتقديم وإجراءات القرعة والجوازات وتقدير وسداد الرسوم والتحصين والتفويج وهذه الحزم عبارة عن حلقات متداخلة تتكامل فيما بينها، تبدأ من نهاية الموسم السابق وتنتهي بعودة الحاج لأهله سالماً…..

*- سعادة الوزير .. في السابق كانت توجد بعثة دائمة للحج بالمملكة العربية السعودية لها مققر ومكاتب وموظفين دائمين يقومون بالترتيب لأعمال الحج ومؤخراً تم حل البعثة.. بحزم الحج ال(23) التي تحدثتم عنها والتي تحتاج لجهد ووقت وتفرغ ..كيف تمت معالجة قضية إستبدال البعثة الدائمة ببعثة مؤقتة؟..*القصد من حل البعثة أو تقليل عددها هو تقليل الإنفاق على الحاج وعدم تحميله لمصروفات ونفقات لا نحتاجها .. لذا نركز أن تكون عمالة الحج موسمية في وقت الحوجة فقط وهذا ينصب في تقليل تكلفة الحج……

*- حج العام 1444ه كان إستثنائيا نتيجة لظروف الحرب التي إندلعت في البلاد.. حدثنا عن الفرص المتاحة للسودان والمستغلة وكيف استطعتم الوصول بالحجاج للمملكة في ظل هذه الظروف؟..

*حج هذا العام حج فوق الإستثنائي بما تحمل الكلمة من معنى.. لأننا في العام الماضي كنا نقول ان الحج إستثنائي بسبب الاشتراطات الصحية والعمرية، وهذا العام لظروف الحرب التي إندلعت في الخرطوم وعدد من الولايات كان الحج فوق الإستثانى فالحرب اوقعت اضراراً على البلاد عموماً وعلى الحج خصوصاً ، فنحن بدأنا الترتيب للحج منذ نهاية الموسم السابق وجميع المعلومات والبيانات كانت موجودة بمباني إدارة الحج بالخرطوم، .. بدأنا أعمال الحج مبكراً بإعلان المؤتمر الصحفي وإجراءات التقديم الحج وبالفعل بدأ التقديم وأوشكنا على إغلاق باب التقديم للحج مع نهاية شهر رمضان ومع اندلاع الحرب واجهتنا عدة إشكالات ولكن بحمد الله وبتعاون أجهزة الدولة كان الحج موفقاً وميسراً.مايقلقنا كان غياب السوداني عن هذا المشعر الكبير والمؤتمر العالمي العظيم.. فالغياب عن الحج أشد على أهل السوداني من الحرب التي اندلعت لذا حرصنا على أن يكون السودان حضوراًفبالرغم من الصعوبات والاشكالات شاركنا بعدد مقدر من الحجاج،فحصة السودان المتاحة للحج كانت32000 حاج بحسب إتفاقية دول مؤتمر التعاون الإسلامي التي تمنح الدول مقابل كل مليون مواطن ألف حاج وعدد سكان السودان المعتمد لدى المنظمة هو 32 مليون نسمة، ونسبة للظروف المحيطة بالبلاد كان عدد الحجاج هذا العام ما يقارب ال13 ألف حاج وحاجة والنجاح الأكبر هو مشاركة جميع ولايات السودان في الحج ولم تتخلف أي ولاية رغم تشتت الحجيج في أصقاع وولايات السودان المختلفة، خصوصاً حجاج ولاية الخرطوم الذين توزعوا على الولايات وعلى 7 دول وكانت المشكلة كيف يتم جمعهم وكيفية التواصل معهم في ظل تعطل الانظمة…

*قاطعته قائلاً: حتى ولاية غرب دارفور شاركت في بعثة الحج؟ ..

*نعم ولاية غرب دارفور شاركت بعدد 24 حاج 13 إمراة و11 رجل بعد معاناة كبيرة جداً بسبب الحرب التي اجتاحت الولاية وبذل الحجاج جهدا كبيراً في الوصول لبورتسودان وهنا لا بد أن نشيد بعزيمتهم وشكيمتهم اذ أنهم قطعوا أكثر من 2000 كيلومتر في 11يوم بعد عبور 11 ولاية من مدينة الجنينة لبورتسودان، وكانت المعاناة الكبيرة في تجميعهم والتواصل معهم فمسؤول الحج بالولاية كان يصعد إلى قمة جبل للتواصل والاتصال بنا في المركز عبر شريحة اتصال تشادية .. وقام بجمع الحجاج من الريف والقرى وخرج بهم في فصل الخريف وفي ظروف الحرب والطرق الوعرة واللصوص وقطاع الطرق ………

*- سعادة الوزير بسبب الحرب التي اندلعت في العاصمة توزع حجاج ولاية الخرطوم بين ولايات السودان المختلفة وهاجر بعضهم إلى عدد من دول الجوار أو دول الخليج كيف تم تجميع وإكمال إجراءت بعثة ولاية الخرطوم وهي الولاية الأولى من حيث عدد الحجاج؟ ..

*الخرطوم أكثر ولاية متضررة إذ توزع حجاجها بين ولايات السودان كانت الخطة هي إتمام إجراءات أي حاج من ولاية الخرطوم بالولاية التي هاجر إليها واوفدنا مندوب من الخرطوم إلى أي ولاية من ولايات السودان، لذا اكتملت اجراءتهم وكذا حجاج الخرطوم الذين هاجروا لدول الخارج ففي جمهورية مصر العربية اقمنا مركز لحجاج ولاية الخرطوم بالسفارة السودانية بالقاهرة اكتملت فيه إجراءاتهم وبعدها تم تفويجهم مباشرة من القاهرة للأراضي المقدسة…….

*- حدثنا عن حجاج الخارج الذين يحجون من دول المهجر؟ ..

*حجاج الخارج جاءوا هذا العام من سبع دول من الخليج ودول أروبا ومن أمريكا وبعض دول الجوار وهؤلاء تم التواصل معهم تقنياً عبر قروبات ومجموعات التواصل الاجتماعي لإكمال إجراءاتهم، وبحمد الله جميعهم أدوا فريضة الحج ضمن حصة حجاج ولاية الخرطوم التي بذلت جهداً مقدراً حتي تمكن حجاج المهجر من أداء الشعيرة، ولا بعد أن نشير الى أن إجراءاتهم تتم وقفاً لإجراءات حجاج الداخل وتم اصدار تاشيراتهم من السودان، وكل حاج منهم وصل للأراضي المقدسة عبر دولته مستقلاً خطوط الطيران التي تناسبه وقامت بعثة ولاية الخرطوم بترتيب إجراءات سكنهم وترحليهم للمشاعر…….

*- سعادة الوزير تفويج الحجاج داخل البلاد يتم عبر جمعهم من كل ولاية واختيار أمير للفوج فكيف يتم جمع حجاج الخارج عند أمير واحد وهم يأتون في اوقات مختلفة وبخطوط طيران مختلفة ومن دول متعددة؟ ..

* هذا سؤال مهم ويؤكد أن عمليات الحج عمليات دقيقة جدآ ولكننا بالممارسة تمكنا بسهولة جدآ من مساعدة أي حاج في أن يصل عبر أي منفذ بحري أو جوي للاراضي المقدسة وفي ذات الوقت يجد البعثة في إستقباله عند المنافذ لذا عند وصول الحاج يفوج على المدينة أو المجموعة التي أتى عليها فإذا اتي الحاج من الدوحة مثلآ الي مطار الملك عبدالعزيز بجدة سيجد البعثة التي ترتب له الخروج من المطار إلى أماكن سكنه بفنادق بعثة ولاية الخرطوم عبر مكتب الخدمة وتسلمه متلزماته َمن إحرام وغيره.. ويتم ترحيله ويتم استقباله بمكة أو بالمدينة، فمسألة الترتيب للحجاج منسقة جدآ لذا الحاج يكمل مناسكة بسهولة ويسر. …..

*- سعادة الوزير هنالك تحديات واجهت بعثة الحج السودانية في مسألة النقل الجوي أو البحري وتتعلق هذه الإشكاليات بأخذ الأذونات من سلطات المملكة في ظل العوائق المتعلقة بإغلاق المطارات في السودان التي نتج عنها تحويل الحجاج إلى مطار بورتسودان وميناء سواكن مما أدى لتحويل بعض الحجاج من الطيران للبحر وهناك أصدرتموه بصرف تعويض للحجاج الذين لم يدكروا السفر بالطيران ( فرق السعر) حدثنا عن كيفية نقل الحجاج في هذا للموسم الإستثنائي؟ ..

*من المعلوم ان الحاج حينما يقدم للحج يختار وسيلة النقل التي تناسبه.. من أكثر الإشكالات التي واجهتنا هذا العام هي كيفية وصول الحجاج إلى المملكة وكانت قضية الطيران مشكلة حقيقة وذلك لعدة عوامل منها لأن المطارات قد تغيرت بالإضافة لعامل الوقت، فحينما تم اغلاق المجال الجوي السوداني كان القرار هو ترحيل الحجاج عبر ميناء ومطار بورتسودان وكانت هناك مشكلة هي عدم وجود مهابط للطائرات السودانية بمطارات المملكة وكان القرار السريع هو تحويل الحجاج من الجو إلى البحر.. بعدها قمنا بالتواصل مع المملكة بالسماح لنا بنقل الحجاج جواً وهذه كانت من أكبر الاشكالات التي واجهتنا بعد مشكلة التحويلات المالية وفي آخر لحظة وافقت سلطات المملكة لنا بنقل الحجاج جواً وتم التفويج بسرعة عبر الطيران بالإضافة للبحر، واحتفظنا للحجاج الذين تم ترحليهم بحرا بفرق السعر وتم تسليمهم المبلغ بالريال السعودي……

*- السيد الوزير دعنا ننتقل إلى المشاعر المقدسة بمني وعرفات فقد صليتم الظهر والعصر بعرفات وأميتم المصلون في صلاة الظهر والعصر بمشعر عرفات فلماذا اختار السيد الوزير أن يصلي بمخيم حجاج دارفور تحديداً؟ ..

* المسألة الأولى هي الجرح الكبير الذي يشعر به إخواننا في ولايات دارفور وتحديداً في غربها مدينة الجنينة والمعاناة الكبيرة التي ألمت بأهلها لذا حرصت أن أصلي في مخيم ولايات دارفور لتقديم المؤاساة لإخواننا حجاج غرب دارفور لأنهم مفخرة لنا بالمعاناة التي عانوها حتى وصلوا للأراضي المقدسة والإصرار على أن يكونوا من حجاج هذا العام…….

*- الذي ينظر لحجاج السودان يجد ان هناك حجاج كبار في السن والحج يحتاج للياقة بدنية عالية.. ماهي رؤيتكم المستقبلية للحجاج كبار السن والمرضى خاصة وأن الوضع الإقتصادي بالبلاد لايسمح للأسر بحج مرافق لكبير السن او المريض .. وهنالك البسطاء من يحجون بعرق جبينهم من الزراعة والرعي ويجمعون الأموال في سنين طويلة لذا يتقدم بهم العمر.. السيد الوزير حدثنا عن تعامل البعثة مع كبار السن والمرضي خصوصاً في مشعر عرفات الذي بعد من أصعب المشاعر؟ ..

*الحقيقة أن مسألة كبار السن تحتاج لتغيير المفاهيم في بعض الولايات يعتقد البعض الناس أن الحج لا يكون إلا بعد أن يبلغ الإنسان عمر محدد وهذه تحتاج لبرامج توعوية كبيرة لتغيير هذا السلوك..نحن نعتني بكبار السن بداية من التحصينات وتوفير الأدوية والبعثة الطبية والصحية التي تراقب كبار السن بدقة في الاطعام والدواء بالإضافة للرعاية الخاصة من الأمراء وتوفير لَعطنات من كراسي متحركة وغيره لكن الحل في تغيير سلوك البعض الذين يعتقدون ان الحاج لايكون حاجا الا بعد عمر السبعين عاما حتى يصل الحاج في عمر مناسب لاداء الشعيرة التي من شروطها الصحة وهي من الاستطاعة…….

*- ماذا عن الحجاج السودانيين من دول المهجر ؟..

*حجاج الخارج كانوا جاوا هذا العام سبع دول من الخليج ودول اوربا ومن أمريكا وبعض دول الجوار هؤلاء تم التواصل معهم تقنيا عبر قروبات ومجموعات التواصل الاجتماعي. وإكمال إجراءاتهم وبحمدلله جميعهم أداء فريضة الحج ضمن حصة حجاج ولاية الخرطوم التي بذلت جهدا مقدرا حتي تمكنوا حجاج المهجر من أداء الشعيرة .. ونشير الي ان إجراءاتهم تتم وقفا الإجراءات حجاج الداخل وتم اصدار تاشيراتهم من السودان وكل فرد منهم وصل عبر دولته مستقلا خطوط الطيران التي تناسبه وقامت بعثة ولاية الخرطوم بترتيب اجراءات سكنهم وترحليهم للمشاعر…….

*- سعادة الوزير بالنسبة لتفويج الحجاج بالداخل يتم عبر جمعهم من كل ولاية وإختيار أمير للفوج فكيف يتم جمع حجاج الخارج عند أمير واحد وهم يأتون في أزمان وأوقات مختلفة وبخطوط طيران متعددة؟ ..

*هذا سؤال مهم ويشير إلى أن عمليات الحج عمليات دقيقة جداً ولكن وفقاً للإجراءات المتبعة بسهولة جداً يمكن لأي حاج أن يصل عبر أي منفذ بحري أو جوي ويجد البعثة في استقباله عند المنافذ، لذا بمجرد وصول الحاج يفوج على المدينة أو المجموعة التي أتى عليها، فمثلاً إذا إتى الحاج من الدوحة إلى مطار الملك عبدالعزيز سيجد البعثة التي ترتب له الخروج من المطار الى أماكن سكنه بفنادق بعثة ولاية الخرطوم عبر مكتب الخدمة وتسلمه متلزماته َمن إحرام وغيره.. ويتم ترحيله واستقباله بمكة المكرمة أو بالمدينة المنورة، مسألة الترتيب للحجاج منسقة جداً لذا فالحاج يكمل مناسكة بكل سهولة ويسر. ….

*- هنالك تحديات واجهت بعثة الحج السودانية خاصة في مسألة النقل (الجوي أو البحري) وتتعلق هذه الإشكاليات في أخذ الأذونات من سلطات الطيران بالمملكة.. بعد إغلاق المطارات في السودان والتي نتج عنها تحويل الحجاج إلى مطار بورتسودان وميناء سواكن مما ادى لتغيير ترحيل بعض الحجاج من الطيران للبحر كيف تعاملتم مع هذه الاشكاليات؟.

*من المعلوم أن الحاج حينما يقدم للحج يختار وسيلة النقل التي تناسبه.. من أكثر الاشكالات التي واجهتنا هذا العام هي كيف وصول الحجاج إلى المملكة، وقضية الطيران كانت مشكلة ومعضلة حقيقية لعدة عوامل، اولاً لأن المطارات تغيرت بسبب ظروف الحج بالإضافة لعامل الوقت فحينما تم اغلاق المجال الجوي السوداني كان القرار هو ترحيل الحجاج عبر بورتسودان وكانت المشكلة هي عدم وجود مهابط للطائرات السودانية بمطارات المملكة لذا كان القرار السريع هو تحويل الحجاج من الجو إلى البحر ثم كان التواصل مع سلطات المملكة للسماح لنا بنقل الحجاج جواً وهذه كانت من أكبر الاشكالات التي واجهتنا بعد مشكلة التحويلات المالية، وفي آخر لحظة وافقت السلطات بالمملكة على نقل الحجاج السودانيين جواً وتم التفويج بسرعة عبر الطيران بالإضافة للبحر واحتفظنا للحجاج الذين تم ترحليهم بحرا ب(فرق السعر) وتم تسليمهم المبلغ بالريال السعودي……..

*- السيد الوزير حدثنا عن مسألة الإرشاد للحجاج وتثقيفهم عن مناسك الحج خاصة وانكم أقمتم في الأيام الماضية ندوة حول الفتوى في الحج؟*في الحقيقة أن الحج إرشاد وبدون الإرشاد لا يؤدي الحاج مناسكه بصورة صحيحة وبلا إرشاد يمكن أن ينشغل الحاج بعدد من الأشياء الدنيوية، لذا نحرص على أمر الارشاد.. وبحمد الله هذا الموسم رغم ضيق الوقت فقد كان الإرشاد مميزاً لأننا أعددنا له خطة مبكرة، وبعض الولايات قامت بتدريب الحجاج على المناسك.. والارشاد ينقسم لإرشاد قلبي (قبل وصول الحجاج للأراضي المقدسة) وأثناء تأدية المناسك وبعدها.. نحن جلسنا مع البعثة الإرشادية التي تأتي من المجلس الأعلى للحج والعمرة والتي تضع خطتها مبكرا ويتم تنزيلها على الولايات التي تختار عدد من المرشدين المؤهلين حسب المعايير..الندوة التي عقدت كانت عن ضوابط الفتوى ونسعى لتأسيس وانشاء مركز أبحاث الحج لتاهيل المرشدين وتوحيد الفتوىمع مراعاة المذاهب وأقوال العلماء والقواعد والضوابط الفقهية والشرعية حتى لا يكون هنالك إضطراب في الفتوى وتجنب الفتاوى التي تسهم في إضطراب الحجاج… شعارنا في الفتوى أن الأصل في شعيرة الحج هو التيسير وهو منهج النبي صلى الله عليه وسلم (خذوا عني مناسككم) و(أفعل ولا حرج) ….

*- السيد الوزير هنالك بعض الحجاج حالت بينهم الظروف عن أداء الحج بسبب الحرب أو لفقدان الجوازات أو بسبب عدم تجديدها.. وهم اكثر من 14000حاج فما هي المعالجات التي وضعتمونها لهم في إعادة المبالغ المالية التي قاموا بسدادها؟ ..

*نعم هنالك عدد من الحجاج لم يتمكنوا من أداء الحج بسبب الظروف.. أولاً: نؤكد ان هؤلاء حقوقهم محفوظة أولها: الحقوق المعنوية فهؤلاء لهم الأولوية في التقديم للحج في العام القادم وهذا قرار بأولويتهم واحقيتهم في التقديم للحج في موسم 1445ه وفقاً للرسوم الجديدة سوى زادت أو نقصت عن حج هذا العام.. ثانياً: الحقوق المالية محفوظة وقمنا فعلياً بإسترداد ودفع الرسوم لبعض الذين تخلفوا عن الحج قبل أن نأتي للمملكة.. ونؤكد لك أن رسوم وأموال الحج في حساب امنيات لا علاقة له بالحسابات الحكومية..وفي هذا الصدد وضعنا ضوابط للولايات حول الإسترداد منها إسم الحاج والطريقة التي سدد بها الرسوم ورقم حساب الحاج ووجهنا الولايات بعمل نشرة لجميع من لم يوفق في أداء الفريضة حتى يتمكن من إستلام أمواله..جميع حقوق الحجاج محفوظة من لم يحج ومن حج وله فرق تذكرة أو رسوم زي وغيرها……..

*- حجاج الداخل من السودانيين يشكلون عبئاً إضافياً على الحجاج وعلى البعثة.. ماهي الإحترازات والضوابط المستقبلية للحد من هذه الظاهرة؟

*نعم عدد من المقيمين والمعتمرين يشكلون ضغط على خدمات الحجاج ونحن اوكلنا أمر حسم هذه المسألة لرؤساء الحملات وأمراء الأفواج الذين يقومون بتسليم كل حاج حصته من الماء والوجبات،ومستقبلا نسعي للحصر والمراقبة عبر ربوت من مدخل المخيم.. لكن طبيعية الشعب السوداني مختلفة إذ يستقبل الحاج زواره واهله بالفندق ويصطحبهم للمناسك وهذه تحول دون الضبط لكننا نسعى لمعالجة الأمر……..

*- تابعنا جائزة افضل بعثة حج في هذا العالم التي تقدمها وزارة الحج بالمملكة ونالتها هذا العام بعثة دولة العراق.. إلى أي مدى يمكن ان نخطط لفوز البعثة السودانية بهذه الجائزة مستقبلاً؟ ..

*الحقيقة أن البعثة السودانية تجد دوما الإشادة والتقدير من قبل سلطات المملكة في التنظيم والترتيب والإدخال والدقة في ترحيل ونقل واسكان الحجاج .. ولا توجد في البعثة السودانية أي إشكالية بالنسبة لمؤسسات الحج السعودية وذلك للخبرة والتجربة الطويلة للسودان منذ أن كانت بلادنا تقدم كسوة الكعبة وتعاند دخول حجاج إفريقيا بوثاىقها.. وكنا قد طرحنا من قبل في مؤتمر الحج فكرة بعثات حج الطريق الإفريقي الذي يبدأ من السنقال ودول نيجيريا وكل دول غرب وشرق وسط إفريقيا من حتى بورتسودان ومنها للمملكة العربية السعودية وهو طريق الحج القديم وقدمنا هذه الفكرة لسلطات المملكة وهي في طور النقاش لتنفيذها مستقبلاً..المسؤولون في المملكة كلما يقابلوننا يذكرون لنا تاريخ السودان في كسوة الكعبة المشرفة.. ويشيدون بالبعثة ونسعي لان نتميز وننال هذه الجوائز وليس بيننا وبيها مسافة بعيدة فقط نحتاج لمزيد من التخطيط والترتيب والدعم حتى ننال جائزة البعثة الأولى على مستوى العالم..وهنا أشير إلى أن السودانيون دائما خجولون في تقديم أنفسهم لكننا بتخطيطنا المستقبلي نسعى لتقديم أعمالنا وانفسنا للمؤسسات بالمملكة حتى نكون في مصاف بعثات الدول المتميزة.

*- بعد ان أكمل الحجاج المناسك وزاروا المدينة المنورة ..فماهي خطتكم لعودة الحجاج للسودان ولولاياتهم وأهلهم سالمين في ظل ظروف الحرب.. خصوصاً حجاج ولاية غرب دارفور الذين كما ذكرت عبروا ١١ ولاية في ١١ يوم في ظل الحرب المستعرة بالجنينة؟

*لدينا مساعي لعودة حجاج غرب دار فور عبر انجمينا وتواصلنا مع بعثة دولة تشاد.. أما عموم الحجاج فقد وصلوا للسودان ونسعى لتامين وصولهم لبلادهم وولاياتهم ومدنهم آمنين.. عبر وسائل النقل المختلفة بالأضافة لتأمين بعثات وحملات الحج.. والحمد لله عاد كل حاج عبر وسيلة النقل التي وصل بها عبر مطارات: المدينة المنورة أو مطار الملك عبد العزيز بجدة وعبر ميناء جدة الإسلامي على البحر الاحمر

*- السيد الوزير.. حدثنا عن الحالة الصحية للحجاج السودانيين؟ ..

*الحمد لله الحالة الصحية للحجاج مطمئنة وجميعهم بخير لدينا فقط ثلاثة حجاج مرضى استقرت حالتهم وحاج واحد في العناية المكثفة بسبب حادث وتم نقله من مكة لمستشفى الملك بجدة ويجد العناية والرعاية اللازمة أما الوفيات فلدينا خمسة حالات وفاة وجميعها طبيعية نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة.الحمد لله لا توجد بين حجاجنا أي امراض أو اوبئة ويجدون العناية اللازمة……..

*- السيد الوزير ملاحظ أن وزارة الحج السعودية اصدرت قراراً بإجراءات ضوابط حج العام ١٤٤٥ه منذ الآن ماهي الخطوات التي قمت بها في هذا الصدد؟.

*نعم تسلمنا وثيقة موسم الحج 1445ه من وزارة الحج السعودية ولدينا ٣٢ ألف فرصة للحج.. وبدأنا في الترتيبات اللازمة ونسعى للإنتهاء من إبرام عقود وإتفافات الإسكان للموسم القادم قبل أن نغادر المملكة وفقاً لاشتراطات الإسكان مع تجديد بعض العقودات وبذا نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً في أهم حزمة….

*- كلمة أخيرة:

*نتمنى أن يعم الأمن والسلام ربوع البلاد ونحن متفائلون خيراً بإذن الله تعالى وإن هذه الحرب مع قساوتها لكنها ستصحح بعض الأوضاع ومن الطرائف قال لنا بعض الأهل في السودان أن دعوات الحجاج قد (صرفت كاش) …..

*- السيد الوزير ختاماً نشكرك جزيل الشكر على هذه الفرصة؟

*الشكر الجزيل لكن على هذه السانحة ونيابة عن أهل السودان الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولولي عهده محمد بن سلمان ولحكومة المملكة ولشعبها ولوزارة الحج السعودية وللمؤسسات الاهلية.. فقد وجدانا منهم الكرم والتعاون والحفاوة في جميع مناسك الحجوأعظم مايقدم لضيوف الرحمن هو الصحة والأمن وقد كان الحج هذا العام ميسراً نسأل الله ان يديم هذه النعمة على أهل المملكة وأن يجزيهم خيراً عن خدمة ضيوف الرحمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *