ثورة الخداع والدعارة والعمالة والضلال سارت في الإتجاه العكسي لما (قامت) لأجله تماماً:
زعموا أنها قامت لأن حكومة البشير تنوي زيادة أسعار الخبز من أربعة رغيفات بجنيه إلي رغيفة واحدة بجنيه والآن الواحدة بخمسين جنيهاً ((تصوروا))؟!
زعموا أنها قامت لأجل قيام إنتخابات حرة بادعاء أن البشير((طول)) والآن جلهم يرفضون الإنتخابات ماعدا جماعة البشير التي تسعي لإقامتها وتطالب بها ((معقولة))؟!
زعموا كذباً أن المؤتمر الوطني عضويته قليلة مقارنة ببقية أحزاب المعارضة ولذا لايستحق الإنفراد بالسلطة ليتفاجأ الرأي العام أن كل الأحزاب التي تصدرت المشهد وحكمت الفترة الانتقامية لم تفز بدائرة واحدة طيلة حكم السودان منذ الإستقلال وحتي الآن- البعث العربي الإشتراكي والحزب الناصري والمؤتمر السوداني والتجمع الإتحادي-((تخيلوا))؟!
زعموا أنه بمجرد ذهاب البشير فستنهال التدفقات النقدية علي السودان فكانت المفاجأة أن السودان هو الذي دعم أميريكا بمبلغ ٣٦٤ مليون دولار سلمها لهم حمدوك عداً نقداً بعد أن قبض حافزها (فيلا) في أعظم شوارع ((نيوجرسي)).
طالبوهم أن يطبعوا مع إسرائيل مقابل المنح والقروض وحين فعلوا ذلك ضحكوا عليهم وسخروا منهم٠
مرة ثانية أرغموهم علي تنفيذ وصفة صندوق النقد الدولي القاسية مقابل أن يتم منح السودان حظه من الدعم منحاً وقروضاً وحين نفذوا لهم كل طلباتهم رفضوا مجرد أن يجتمعوا معهم في وقت كان الشعب يصرخ ويئن من تلك الإجراءات الإقتصادية القاسية التي حولته لشعب يرزح تحت حزام الفقر ويتلوي من الجوع مما أدي إلي هجرة أكثر من ١٨% منه خارج البلاد بحثاً عن كريم الحياة والمعيشة السهلة٠
ليس هذا هو المدهش٠٠ المدهش حقاً أنهم مازالوا يرضخون لهم وينصتون لتوجيهاتهم ويأتمرون بأمرهم٠
مشكلة من يديرون البلاد لايعلمون أن هذه هي الفترة التي يمكن أن يرضخ العالم كله لهم بمجرد إعلان الإنحياز لروسيا والصين٠
أيها المساكين: أنتم بحاجة لخبير ((شفت)) بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك فقدانكم للياقة لعبة ((التوازنات والمحاور))٠
نصيحتي لكم استعينوا بأحد هؤلاء الرجال:(( عوض الجاز ؛؛ إبراهيم غندور؛؛ الدرديري محمد أحمد؛؛ غازي صلاح الدين؛؛أمين حسن عمر مصطفي عثمان إسماعيل؛؛ محمد عطا؛؛ والله جد))٠