مصعب بريــر “السواقة بالمكانس” وتحديات نظافة ولاية الخرطوم ..!

» اتابع باهتمام ما تخطه انامل القامة الاعلامية الملهة الأستاذ الطاهر ساتى ، فالرجل ينضح ابداعا فى كل ما يكتب ، الاسبوع الماضى أتحفنا بمقاله القيم “السواقة بالمكانس” ، وكعادته حشد فيه كل ابداعاته اللغوية وخبراته المحترمة ولطافة تسبيك تعابيره التى تشدك الى ابعد الحدود ..

» كتب ساتى : قبل الثورة، في موسم الخريف، عندما تحاصر السيول والأمطار والفيضان القرى والأحياء، كان من نلقبهم بالمسؤولين يهرعون إلى المناطق المنكوبة بمروحياتهم وعرباتهم.. وهناك يرفعون بناطيلهم وجلاليبهم – لحد الرُكبة – ويخوضون في مياه الأمطار والسيول أمام كاميرات الإعلام لبعض الوقت، ثم يعودون إلى منازلهم الآمنة، أو هكذا كانوا يتعاملون مع الخريف ومخاطره، أي بالخوض في المياه ..!!

» وقد تم تطوير الفكرة، بحيث يشمل الخوض فى النفايات أيضاً، وليس مياه الأمطار فقط، وذلك بمظان التعامل معها كما يجب.. فالشاهد، انتشرت بالأمس صور ومقاطع فيديو لرئيس المجلس السيادي ووالي الخرطوم وآخرين وهم يخوضون في نفايات إحدى مناطق الخرطوم، تحت مسمى البرنامج الأسبوعي لنظافة الخرطوم، تحت شعار (نحو عاصمة نظيفة)، وقالت الأخبار إنها حملة راتبة، موعدها الأربعاء من كل أسبوع ..!!

» لو كانت السلطات المسماة بالمسؤولة وراشدة وحريصة على نظافة الخرطوم وغيرها من مدن السودان، لتركت أمر النظافة للشركات، واكتفت هي بتشريع القوانين، ثم الإشراف والرقابة والمحاسبة.. فالعالم يضج بشركات النظافة المتخصصة وذات الخبرة والتجارب المثالية، ولكن لن تفتح السلطات الحكومية فرص العمل للشركات المتخصصة، لأن رسوم النفايات أهم من النظافة .. نكتفى ..!!

» وكمراقب مختص اتفق مع ساتى فى العديد مما جاء فى هذا العمود لا سيما فى جزئية خروج الدولة من الخدمات التشغيلية لصالح الشركات المتخصصة ، فهى تمثل الحل الناجع ان تم تطبيقها بمتطلبات نجاحها التى طبقت لها فى جميع دول العالم ، مع دراسة اسباب فشل التجارب الناجحة التى طبقت سابقا بالخرطوم بما فى ذلك تجربة شركة اوزون المغربية كانجح تدخل تم حتى الان ..

» وليسمح لى استاذى ساتى ان اختلف معه حول جدوى نتائج يوم النظافة الاسبوعى الذى تبنته ولاية الخرطوم ، حيث تم اكمال مطلوبات تشغيل عدد من المحطات الوسيطة الوسيطة وتشغيل مجمع تدوير ومعالجة النفايات ومحرقة النفايات الطبية والخطرة بجهد جهيد كبنية تحتية ظلت معطلة سنين عددا واخرها كان بافتتاح المحطة الوسيطة الاندلس أمس والتى ستضاعف حجم السحب للنفايات 400% بمحلية جبل أولياء ، فضلا عن سحب كميات مهولة من تراكمات نفايات ولاية الخرطوم بمشاركة جهات عديدة ، حتى وإن كان للشو فهو شو مطلوب فى هذا الزمن البئيس ..

بعد اخير :

سيدى الوالى تحدث معى عدد من الخبراء حول مبررات اختيار “الأربعاء” كيوم للنظافة ، باعتباره يوم عمل راتب للخدمة بالمؤسسات وأصبحت حجة يوم النظافة “الساعتين” مبرر لتعطيل دولاب العمل فى اليوم كله ، واقترحوا ان يتم تبنى يوم “السبت” بدلا عنه لا سيما وأن “السبت” كان يسمى بـ”السبت” الأخضر لمزيد من التجويد والانتاج ..

بعد تانى :

و ولاية الخرطوم تتجه لتنفيذ مؤتمر تطوير ولاية الخرطوم ، فارى من اهم القرارات الاستراتيجية التى يجب بحثها بجدية وتبنيها هى “مستقبل نظم تقديم خدمات النظافة” ، مع مراعاة ان كل الدول التى نجحت فى احداث اختراق مستدام بهذا الملف حققت ذلك عبر خروج الدولة لصالح الشركات المتخصصة من تقديم خدمات النظافة ..

2 مارس 2023م
musapbrear@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *