بعد أربعة مواكب حاشدة شارك فيها مئات الآلاف من أنصار التيار الوطني والإسلامي تحت مسمى (مواكب الكرامة) أمام مبنى الأمم المتحدة الذي يقبع فيه (الحاكم الفعلي) للسودان فولكر بيريتس.. رفضاً للتدخل الأجنبي في شؤون البلاد والمطالبة بضرورة تحديد سقف زمني لإنهاء الفترة الإنتقالية وإعلان موعد تحتكم فيه الأحزاب للإنتخابات.
أربعة مواكب لأهل السودان غيرت المعادلة السياسية في البلاد بوجود شارع موازي لقحت التي إنفض عنها الثوار عقب إكتشافهم لمتجارتها بدماء الشهداء وإستغلالها للشباب للوصول لكراسي السلطة.
أربعة مواكب كشف فيها قادة أهل السودان مراوغة وكذب البرهان وحميدتي وقادة المكون العسكري الذين يجلسون مع بعض قادة التيار سراً ويطالبونهم بالنزول للشارع لإحداث التوازن السياسي واستغلال ذلك في تخويف اليسار ثم يوقعون مع قحت إتفاقاً إطارياً يضمن وجودهم في السلطة وينجيهم من المحاسبة بتأجيل الحديث عن العدالة الإنتقالية بالصمت عن مذبحة فض الإعتصام وماتلاها من قتل، بالإضافة لإعطاء حميدتي والبرهان فرصة للحكم (سمبلة) كما حكموا لأشهر قبل توقيع الوثيقة وأكثر من عامين مع قحت وعام كامل لوحدهم بعد قرارات ٢٥ اكتوبر.
دعوة نداء أهل السودان للوفاق الوطني لموكب (الغضب) نهار الأحد فيها تغيير للزمان والمكان وإسم الموكب ولهذا دلالات عدة. أولاً تغيير اسم الموكب من (الكرامة) ل(الغضب) تعني أن أهل السودان تيقنوا بأن البلاد في هذا العهد البائس أصبحت بلا كرامة ويستحيل عليها استرداد كرامتها في ظل حكم البرهان وحميدتي وعملاء السفارات.. الذين في عهدهم فيه فولكر والسفراء يتحكمون في كل صغيرة وكبيرة في أمر البلاد، لذا لا بد من تسيير موكب الغضب الذي ستعقبه خطوات تترجم الغضب الفعلي لأهل السودان.
ثانياً المكان: فالانتقال من أمام مكتب فولكر لوسط الخرطوم (ساحة شرق المطار) فيه دلالة على أن الخطوة القادمة ستكون ساحة القصر أو القيادة العامة وأن الرسالة تجاوزت فولكر لآخرين.
ثالثاً الزمان: تغيير المواكب من عطلة السبت ليوم الأحد (يوم عمل) فيه رسالة بتغيير آليات الإحتجاج التي ستتحول للتظاهر وإغلاق الطرق إحتجاجاً على التسوية الثنائية وربما يتواصل هذا الإغلاق لمناطق وطرق أخرى لأن البرهان وحميدتي لا يعرفون سوى منطق القوة الذي سينتهجه أهل السودان خلال الفترة القادمة.