الرش الجوي للمبيدات هو أسلوب لرش المحاصيل بمبيدات الآفات من الجو باستخدام طائرة زراعية مصممة خصيصا لهذا الغرض .
استخدم هذا الأسلوب في القرن العشرين، وخاصة في الولايات المتحدة، والتي كان فيها أول عملية رش موثقة سنة 1921، حيث جرى رش زرنيخات الرصاص الهيدروجينية على حقول في ولاية أوهايو لمحاولة القضاء على يساريع بعض أنواع من العث .
إلا أن العديد من الدول وضعت قيوداً على رش المبيدات بهذا الأسلوب نظراً لمخاطره المحتملة على البيئة وعلى الصحة بسبب إمكانية حدوث انجراف لها، ولذلك أصدر الاتحاد الأوروبي توجيهاً بمنعها إلا في حالات استثنائية خاصة .
نظراً الى ان مكافحة ناقلات الأمراض لا تكون ناجعة في كثير من الأحيان إلا لدى تطبيقها على مناطق واسعة، فإن لقبول العام والتنفيذ الفنى الدقيق لهذه التقنية يشكل أمراً بالغ الأهمية.
تقول منظمة الصحة العالمية بانه على الرغم من الاستخدام الناجح والخالي من المشاكل للرش لجوي للمبيد الحشري “ناليد” للقضاء
ّعلى وباء حمى الضنك في العاصمة سان خوان في عام 1987 ، الا انه نجد ام سلطات بورتوريكو رفضت هذا التدخل ابان جائحة حمى الضنك 2015م بفعل الرفض الواسع للمجتمع لهذا التدخل .
طالعت باهتمام خبر الزميل محمد زكريا حول وصول أول طائرة رش جوي للحد من الحميات في شمال دارفور ، حيث كان فى استقبالها بمطار الفاشر السيد الوالى رفقة مديرى وزاراتى الصحة والزراعة وعددا من القادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين.
وقال ”الوالي“ في تصريحات صحفية، إن الطائرة جاءت في إطار الجهود المبذولة من حكومة الولاية والمركز بجانب اللجنة الشعبية لدعم وتطوير الخدمات الصحية للحد من انتشار الأمراض وأعلن عن انطلاقة عمليات الرش اليوم ‘الجمعة“ والتي تمتد لمدة 5 أيام لتشمل محلية الفاشر ومليط ومنطقة ابوزريقة.
تواصل معى بعض الزملاء من اساتذة الجامعات واختصاصيى الحشرات الطبية وضباط الصحة طالبين الراى الفنى حول فاعلية هذا التدخل بحكم تخصصى الدقيق فى مجال الحشرات الطبية ، وبدأ لابد من الاشادة والتقدير للجهود التى تبذلها الجهات الرسمية والشعبية والامنية فى سبيل السيطرة على هذا الوباء المزدوج والمؤلم الذى يجتاح بلادنا فى هذه الظروف القاسية التى نمر بها.
ساحاول فى هذه الحلقات الثلاث ان اعكس ما تيسر حول فعالية وكفاءة ومحاذير إستخدام الرش بالطائرات فى مكافحة ناقلات الأمراض ، وتعلمون بان أى تدخلات يجب ان تخضع بدا لدراسات الجدوى الفنية والاقتصادية بالاضافة للمردود الصحى والبيئى ..
فهذه التدخلات المكلفة اقتصاديا والتى اثبتت الدراسات ضعف جدواها فى حال تنفيذها دون استصحاب المعايير المعقدة لكفاءتها مثل نوع المبيد ومعاييرة فونيات الرش لضمان حجم الذرات المتساقطة وسرعة الرياح والزمان والارتفاع وسرعة الطائرة ودرجة الحرارة واستجابة السكان بفتح الأبواب والشبابيك اثناء الرش وغيرها حتما ستكون النتيجة هدر للموارد الشحيحة التى تحتاجها التدخلات الارضية المشلولة حاليا لعدم وجود الميزانيات والمعينات ..
بعد اخير :
ما هى انواع المبيدات التى تم توفيرها للرش الجوى ؟! فقد سمعنا بالاخبار بان اللجنة الشعبية قد تواصلت ادارة مع وقاية النباتات والتى تكفلت بتوفير جزء من المبيدات !!! فهل هذه الأخبار صحيحة ؟! ان كانت صحيحة فضلا راجعو سلطات مكافحة نواقل الامراض لتاكيد ان المبيدات المزمع استخدامها تتوافق مع المعايير المعتمدة لمبيدات الصحة العامة.
بعد تانى :
اين ضباط الصحة من هذه الحملة ؟! ان ابعاد المختصين سيضعف من كفاءة التدخلات الدقيقة فضباط الصحة العامة وصحة البيئة هم الفئة المهنية الخبيرة المختصة فى تدخلات مكافحة ناقلات الأمراض والرش الصحى ويجب استصحابهم كجزء اساسى فى عمليات التقييم القبلى واثناء وبعد الرش الجوى ان كان ايقافة الان خط أحمر لارجعة فيه ..
ونواصل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
20 نوفمبر 2022م
musapbrear@gmail.com