الفولة: كواليس
عقد امس بإدارية المنورة بمحلية الدبب اتفاق صلح بين قبيلتي الزبدة والمهادي من بطون قبيلة الزيود من المسيرية، على خلفية النزاع الذي وقع بينهما قبل ثمان سنوات وأدى لمقتل إثنين من أبناء القبيلتين .
وقال والي ولاية غرب كردفان خالد محمد جيليه لدى مخاطبته الجلسة التصالحية بين الطرفين بحضور لجنة أمن الولاية والمدير العام لوزارة المالية المكلف قال الوالي إن الصراعات القبلية من أكبر الهواجس الأمنية التي تؤرق الحكومة وتستنزف الموارد، مطالباً بتحكيم صوت العقل في أحداث القتل والاحتكام للقانون بعيداً عن التعصب للقبيلة، مشدداً على أهمية إلتزام الطرفين بما أقره العرف الأهلي والقانون وإعلاء قيمة العفو والتسامح والعيش في سلام وتقبل الآخر. وقد وصف والي غرب كردفان طي الملف بالإنجاز الكبير للولاية ولقبيلة الزيود. وتعهد سيادته بدعم الخدمات بالمنطقة خاصة تأهيل محطات المياه والمركز الصحي وإنشاء مركز الشرطة وتكملة المدرسة. من جهته وصف الاستاذ الصادق مريدة محمد أبوالقاسم رئيس المجلس الأعلي للسلم الإجتماعي والتصالحات بالولاية ملف القضية بالشائك مبيناً أن عزيمة الرجال قادة الجميع للوصول للصلح والتسامح بين الطرفين. وأشار مريدة للصلات الأزلية بين الطرفين، مؤكداً على أهمية العودة بالصلح لسابق العلاقات وتجاوز فترة المرارات والعمل على تبادل الزيارة والتصافي والتواصل محذراً في الوقت ذاته من إثارة الفتنة أو فتح ملف الصراع مجدداً. من جانبه أعلن العمدة أحمد عزاز نور الضاي عمدة قبيلة الزيود عن طي آخر ملفات الصراع الأهلي داخل قبيلته والقبائل المجاورة، مؤكداً التفكير الجاد في المستقبل بالإستقرار والاهتمام بالتعليم وتجاوز كافة ملفات الصراع. وقال لا تراجع بعد اليوم عن السلام والصلح في هذه القضية، مؤكداً الحرص على حسم كل مثيري الفتن والساعين بالشر بين أفراد القبيلة بتطبيق العرف المتفق عليه والإحتكام للقانون لردع كل من يتلاعب بالأمن المجتمعي ويثير النعرات القبلية. هذا وقد دعا كافة مكونات الولاية إلى نبذ خطاب الكراهية والعنصرية والعيش في سلام وقبول الآخر، مبيناً أنه لا حدود أو فواصل بين القبائل. وأكد كل من الشيخ مهدي الضي شيخ قبيلة المهادي وإبراهيم محمد إبراهيم شيخ قبيلة الزبدة على الرضا بمخرجات مؤتمرات الصلح وقرارات المحاكم معلنين الإلتزام التام بالتعايش السلمي والعمل على إعمار منطقة المنورة جميعاً بعيداً عن الصراعات والفُرقة.