سألت الفريق أول ركن محمد بشير سليمان في برنامج المقهى السياسي بإذاعة المساء بتاريخ ٦ مارس ٢٠٢٣ ، أي قبيل اندلاع الحرب بأربعين يوما ، سألته كيف استقبل تصريحات عبدالرحيم دقلو التي قال فيها (نقل ليبرهان سلمو السلطة دون لف ولا دوران) قال لي محمد بشير إن ذلك مؤشر خطير وأنه يعبر عن اصطفاف قوى الاتفاق الإطاري مع الدعم السريع وإن عبدالرحيم ليس عسكرياً منضبطاً وإن هذا الأمر سيقود إلى حرب ..!!
وكان عبدالرحيم دقلو في ذلك اللقاء يخاطب جمهوراً من فجت المركزية وقد قوبلت تصريحاته تلك بتصفيقات عريضة من الحضور حتى شعر دقلو بالنشوة وزادهم عليها التزام آخر حينما قال (من الليله لن نسمح بقتل المتظاهرين) نعم قال ذلك وهو يتوعد ويهدد..!!
وبعد ذلك اللقاء أتت ورشة الترتيبات الأمنية والعسكرية وقد كانت هذه الورشة هي الطلقة الأولى فقد رفضت قحت تضمين توصيات ورقة القوات المسلحة في التوصيات الأخيرة للورقة وقد حاولت الورشة أيضا القفز على مسألة الدمج وجعلت له سقفاً مفتوحاً مما دعى ممثلوا الشرطة والجيش والأمن للانسحاب فيما بقي ممثل الدعم السريع ومعلوم ما الذي حدث..!!
بعد ذلك انتشرت الخطابات التي تهدد الناس وجميعها تؤكد على خيارين (امًا الإطاري أو الحرب) حتى خرج جعفر سفارات وهو يتحدث عن تواريخ تشكيل الحكومة ويعلن عن حزمة من الإجراءات التي سيقومون بها ، فقد كان يتحدث وكأنه ناطق باسم حكومة منتخبة ومفوضة..!!
بعد ذلك حشد الدعم السريع حوالي مئة ألف مقاتل ضاقت بهم شوارع العاصمة وأرسل قواته إلى مروي ثم من بعد ذلك اندلعت الحرب وفشلت منذ الساعات الأولى في تحقيق غاياتها السياسية وذلك بفعل صمود جنود الحرس الجمهوري الذين تصدّوا ببسالة للمخطط وأكمل الطيران المهمة بنجاح ..!!
وقد مر الأسبوع الأول ولم يستطع الدعم السريع تحقيق ما هو مطلوب منه وبعدها بدأت مجموعة الإطاري في انتاج خطاب جديد أكثر سوء من الخطاب السابق وهو التملص من المسؤولية وتحميلها النظام السابق فقد كانوا يظنون أن هذا هو المنطق الوحيد الذي يقبله الشارع السوداني لكنهم نسوا أن مسارب الضي قد تسللت إلى عقول الشعب السوداني ولم يعد هناك ما يصدق هذا الهراء..!!
صفوة القول
نعم مر العام الأول للحرب وذهب حمدوك وشلته إلى فرنسا اليوم يعرضون عليها بضاعتهم الكاسدة لعل المليشيا تتمكن من فصل دارفور وتسليمها لفرنسا الطريدة من النيجر ومالي وكل غرب أفريقيا فيما ذهب الشعب السوداني روحياً إلى كتائب البراء الجهادية وهم يرددون الآن (براؤون يا رسول الله).