الأحداث الدامية التي تشهدها النيل الأزرق مؤشر خطير لغياب هيبة الدولة وضعف المؤسسات العامة وهشاشة قواعد القانون.
مايحدث في ولاية النيل الازرق كارثة إنسانية وعلامة فارقة ومنقصة في جبين الوطن ووصمة عار في تاريخ السودان الحديث ودلالة علي ضعف الدولة وتفشي القبلية بين النخب السياسية ومحاولة الاحتماء بها بعد سيادة حكم الغاب وغياب سيادة حكم القانون ٠
هذه النزاعات القبلية دليل علي انهيار السودان الأمني وضعف اللحمة الإجتماعية وتكريس مفاهيم أخذ الحق بالقوة لضعف الآليات القانونية وضعف النصوص في حسم النزاعات في زمن وجيز بعدان أصبحت الأجهزة العدلية غير قادرة علي أداء مهامها وضعف ادائها العام حتي اصبح الناس ياخذون حقوقهم عنوة واقتداراً بعد أن يئسوا من نصرة الحق بالقانون ورد الحقوق المدنية والجنائية لأهلها.
علي الموسسة العسكرية فرض هيبة الدولة وحسم كل أشكال الهوان وطرد كل أجهزة المخابرات العالمية والسفراء المتجاوزين لحدود مهامهم وفرض حالة الطوارئ وإعلان حكومة كفاءات وطنية مجردة.
فضلا عن إصلاح الأجهزة العدلية وإصدار مراسيم جمهورية بإنشاء محاكم ميدانية تضبط التفلتات والفوضي الممولة من سفارات تريد حريق السودان ومن ثم فرض وصايتها بالكامل.
قضية النزاعات القبلية حالة موجودة داخل الشعوب سواءً كانت لأسباب موضوعية أو بسبب النعرات القبلية النتنة أو صراع حول أطماع يصبح فيما بعد مهددًا حقيقياً لتماسك الدولة ووحدتها٠
من اخطر أسباب الإنهيار والتصدعات التي تصيب الدولة في سلامتها هو صراع الإدارات الأهلية والتكتلات القبلية.
المسألة الجوهرية هل تتفرج الدولة علي إتساع نطاق التكتلات القبلية وإطلاق التحذيرات القبلية من قبل بعض النظار والعمد دون أن تحرك ساكناً؟٠
الوضع الراهن ينذر بكارثة إنسانية وحروب أهلية في ظل تدخلات خارجية تأجج نيران الصراع وتزكي الفتن القبلية والإصطفاف القبلي حيال القضايا القومية التي تقتضي على وحدة ألشعب السوداني ٠
دور الدولة متعاظم تجاه الحفاظ على النسيج الإجتماعي وإيجاد آليات عمل فعالة ونشطة للقيام بالدور المطلوب حتي يتم إبعاد النعرات القبلية والعنصرية ٠
والله من وراء القصد