رغم إعلان هدنة العيد.. احتدام المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بالخرطوم

وكالات: كواليس

احتدام المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش، في حين قالت قوات الدعم السريع التي تخوض قتالا ضد الجيش السوداني إنها مستعدة للسماح بإعادة فتح المطارات لإجلاء الرعايا الأجانب.

كما أفاد بتوالي الانفجارات في حِلة حَمَد وخوجَلي شمال القصر الرئاسي وتحليق للطائرات الحربية في سماء الخرطوم على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار.

وأفادت مصادر محلية للجزيرة بسماع دوي انفجارات في كرري شمال أم درمان، وتحليق للطائرات الحربية في المنطقة.

وقال مراسل الجزيرة إن الاشتباكات تجددت بصورة مكثفة في وسط الخرطوم، على محيط القصر الرئاسي ومنطقة القيادة العامة للجيش، وهي المنطقة التي قال الجيش أمس إنه سيطر عليها، مشيرا إلى أنه عمليا لا توجد هدنة.

كما أفاد مراسل آخر للجزيرة بعودة الاشتباكات المتقطعة في الأحياء الجنوبية للعاصمة السودانية الخرطوم، وكان دوي قصف متقطع قد تردد في العاصمة السودانية الخرطوم منذ مساء أمس الجمعة رغم الهدنة التي أعلن عنها الجانبان المتحاربان.

وناشدت نقابة الأطباء السودانية المجتمع الدولي بوقف الصراع الدموي للتمكن من حماية المدنيين وتقديم الدعم الضروري، وطالبت بالضغط على طرفي النزاع لفتح ممرات آمنة لنقل الجرحى والجثث.
وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقا أمس على هدنة مؤقتة مدتها ثلاثة أيام لتوفير ممرات آمنة.

وقد اتهم الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بخرق الهدنة، وقال إن قوات الدعم هاجمت قيادة الجيش والقصر الرئاسي.

وأضاف أن العناصر المتمردة هاجمت مقرا لقوات الدفاع الجوي واحتلت مراكز للشرطة.

وجدد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني التزام الجيش بالهدنة حرصا على النواحي الإنسانية وتخفيف المعاناة عن المواطنين بالعاصمة والولايات.

من جهته، نفى موسى خدام مستشار قائد قوات الدعم السريع في اتصال مع الجزيرة، الاتهامات بخرق الهدنة ووقوع أي هجوم على قيادة الجيش والقصر الرئاسي.

وأظهرت لقطات بطائرات مسيرة بضعة أعمدة دخان في أنحاء الخرطوم والمدن القريبة الأخرى التي تمثل معا واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا.على صعيد آخر، قالت قوات الدعم السريع في وقت متأخر أمس الجمعة إنها مستعدة لفتح جميع مطارات السودان بشكل جزئي حتى تتمكن الحكومات الأجنبية من إجلاء رعاياها.

وأضافت في بيان أنها “ستتعاون وتنسق وتوفر جميع التسهيلات التي تمكن المغتربين والبعثات من مغادرة البلاد بسلام”.

ولم يتضح إلى أي مدى تسيطر قوات الدعم السريع على المطارات في السودان. وتضرر مطار الخرطوم جراء القتال بين الجانبين وشوهدت طائرات تحترق على مدرج المطار كما أوقفت شركات طيران تجارية رحلاتها قبل عدة أيام.من ناحية أخرى، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للجزيرة إن رئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي أجرى مباحثات هاتفية مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.

وأضاف المسؤول الأميركي أن ميلي تناول -في اتصاله مع البرهان- سلامة الرعايا الأميركيين في البلاد.

كما ذكرت السفارة الأميركية بالخرطوم أن العنف بين الجيش وقوات الدعم السريع يلحق الضرر بالمدنيين.

وشددت السفارة الأميركية على ضرورة أن يحترم طرفا الصراع وقف إطلاق النار خلال عيد الفطر، والسماح بوصول المساعدات.

وفي تغريدة على موقع تويتر، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي إنه تلقى اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ناقشا خلاله القضايا المتعلقة بالأزمة وأهمية فتح ممرات آمنة للمواطنين والمقيمين.

وذكر حميدتي أنه أبلغ غوتيريش بأهمية الالتزام بالوقف الكامل لإطلاق النار وتوفير الحماية للعاملين في الحقل الإنساني والطبي، لا سيما موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية.وفي تطور آخر، قالت جمعية الهلال الأحمر السوداني إن مخازنها بالخرطوم بحري تعرضت لعملية سطو نفذها أفراد مسلحين -لم تتحدد هويتهم- وقاموا بنهب 8 سيارات دفع رباعي وشاحنة تتبع للجمعية.

وحذرت الجمعية من أن استخدام سياراتها -التي تحمل شعارات الهلال- بواسطة هذه المجموعة لأغراض تجارية أو إجرامية سيؤدي لعواقب وخيمة وتفاقم المعاناة الإنسانية وحرمان المجتمعات المستفيدة من خدماته.

على صعيد متصل، حذر الصليب الأحمر الدولي من نفاد الماء والغذاء لدى المدنيين المحاصرين في بيوتهم، بينما وصفت نقابة الأطباء وضع القطاع الصحي بالكارثي بعد تعرض عشرات المستشفيات للقصف.

وقد أودت المواجهات بحياة المئات في العاصمة وغرب البلاد أساسا، كما أنها تدفع ثالث أكبر دولة في قارة أفريقيا إلى كارثة إنسانية في بلد يعتمد ربع سكانه بالفعل على المساعدات الغذائية.

وقالت منظمة الصحة العالمية أمس إن 413 شخصا لقوا حتفهم كما أصيب 3551 منذ اندلاع القتال في السودان قبل 6 أيام، ومن بين القتلى خمسة على الأقل من موظفي الإغاثة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *