الخرطوم: كواليس
توفي بمدينة أُمدرمان أقدم مُحارب سوداني عن عُمر يُناهِز (106) عام، ووافت المنيّة الجاويش عوض إدريس محمد عمر المولود في العام 1909م والذي كان يتبع لبلوك رئاسة الهجانة حينما التحق بقُوّة دِفاع السُّودان في العام 1934 م بمدينة الأُبيِّض قيادة بارا وتقاعد عن الخِدمة في العام 1952م بعد وفاء المُدّة العسكريّة حيث خدم لمُدّة ثمانية عشر عاما بسلوك عسكري جيد جداً نال خِلالها عدد مِن الأوسِمة والأنواط وهي (نجمة إفريقيا وميدالية الحرب وميدالية الدفاع وميدالية الخدمة العامة السودانية وميدالية الخدمة الطويلة الممتازة وميدالية حسن السير والسلوك ونيشان الصليب الأحمر).
وشارك الجّاويش عوض في الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م) ضمن قوة دفاع السودان التي كان قد اوكلت لها مهام الاستكشاف، وكان ضمن قوة الاستكشاف التي دخلت كسلا إبَّان الحرب ضد الطليان وجزء من القوة هاجم حتى دخول منطقة الحبشة في معركة “كرن” الشّهيرة، وطارد الجُزء الآخر الذي فيه الجاويش عوض القوات الطليانية بمحاذاة البحر الأحمر حتى مصر ومنطقة الاسكندرية ثم بعد ذلك الى ليبيا.
وللجاويش عوض موقِف بُطولي في ليبيا يذكره الأشِّاء في ليبيا حتى اللّحظة يدل على شهامة وإباء وشجاعة الجُّنْدي السُّوداني، فحينما كان الجّاويش عوض يجلس في الثكنات العسكرية بليبيا سمع ان هناك ضابطا انجليزيا برتبة البرقدار قد اعتدى على فتاة ليبية واخذها عنوة الى مكان سكنه، فذهب ووجد الضابط والفتاة وهي تقاوم، فما كان منه إلا وأن أخرج بندقيته وأردى الضابط بثلاث طلقات ليسقط قتيلا في الحال، وبعد ذلك كونت له محكمة عسكرية لمحاكمته، وعندما سُئِل عن السّبب الذي دعاه لقتل القائد الانجليزي قال لهم: (أنا سوداني إفريقي عربي مسلم، وهذه الفتاة ليبية إفريقية عربية مسلمة، إذن هي أُختي، وانا لا يمُكن أن أترك أختي يفعل بها هذا)، فقام الانجليز بتكريمه ومنحه نيشانا.
وكانت وزارة الدِّفاع السُّودانية قد كرّمت الجّاويش عوض ومنحته معاشاً باعتباره من قدامى المحاربين وآخر مقاتل على قيد الحياة من الذين شاركوا فى الحرب العالمية الثانية ضمن قوات دفاع السودان.