تختلف الظاهره السياسيه تمام الاختلاف عن الظاهرة الطبيعيه حيث تتصف الظاهرة السياسيه بالديناميكيه او الحركه ،كما تتصف الظاهرة الطبيعيه بالسكون والجمود .
وظاهرة عدم الاستقرار السياسى فى السودان منذ ١٩٥٦م حتى ٢٠٢٢م هى ظاهره تتسم بطابع من التعقيد وعدم القدرة على وضوح حيثياتها ولذلك من الطبيعى ان تتعدد وتختلف مفاهيم الاستقرار السياسى وتتلون مضامينها بما ينسجم مع ظروف السودان لدى القوى السياسيه المدنيه والعسكريه وحركات التمرد.
يعتبر الاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى من المرتكزات الاساسيه والضروريه لاذدهار ونمو الشعب السوداني الذى ظل من اكثر الشعوب تخلفا .
بسبب عدم الاستقرار السياسى فى السودان أصبحت هنالك حاله من الفوضى والاضطراب مما أدى لفصل جنوب السودان واندلاع الحرب فى شرق السودان وغرب السودان وفى جنوب كردفان والنيل الازرق وقيام ثورات شعبيه فى أكتوبر ١٩٦٤م وابريل ١٩٨٥م وديسمبر ٢٠١٨م وابريل ٢٠١٩م
من اهم انواع الاستقرار بالنسبه للشعب السوداني هو الاستقرار السياسى الذى يعتبر من أبرز الظواهر السياسيه ذات الأبعاد المتعدده والمتشابكه فى السودان التى تتغير بتغير الفترات الزمنية الانتقاليه والدكتاتوريه والديمقراطيه مع تغير الأشخاص فى الملعب السياسى.
مفهوم الاستقرار السياسى فى السودان اصبح من اكثر المفاهيم السياسيه غموضا وتعقيدا نظرا للجدل الكبير الذى شهده السودان حول وحدة السودان، وهويه السودان، ومدنيه وديمقراطيه السودان، وفدراليه ومركزيه السودان، ومصدر التشريع، وممارسة السلطه، والمواطنه، والحقوق والواجبات، والمساواة، والحريات الدينيه، وحقوق الإنسان، والعدالة، والمحاسبة، والمشاركه، ومهنيه واستقلال مؤسسات الدولة وقوميتها،واستقلاليه القضاء، واستقلالية الخدمه المدنيه، واستقلاليه التعليم العالي، واستقلاليه القوات المسلحة والقوات النظاميه الاخرى ومهنيتها،والعمل السياسى السلمى،ومكافحة الفساد وزاله آثار وتمكين الحكومات العسكريه وغيرها من القضايا من أجل الوصول إلى معنى ومفهوم محدد ودقيق حول مفهوم الاستقرار السياسى فى السودان فهو من اكثر المشاكل التى تواجه الاستقرار و استمرار مكونات الشعب السوداني فى العمل السياسى لانه يضمن صياغه السياسات التى تاخذ بكل أشكال التغيير من أجل التقدم الذى يؤثر على جوهر الاستقرار بشكل عام فى السودان.
اذن يجب أن يكون مفهوم الاستقرار السياسى لدى القوى السياسيه المدنيه فى السودان هدفا يجب ان يسعى اليه الجميع لانه زى أهمية كبرى تكمن فى انه يعد مطلبا شعبيا حيث كان النمط السياسى القائم لمفهوم الاستقرار السياسى هدفا لأى دولة فى العالم بعد الحرب العالميه الثانيه حيث يأمل كل نظام حكم ان يكون حكمه مستقرا لكى يستطيع الاستمرار.
لقد استحوزت قضيه الاستقرار السياسى فى السودان على تفكير كثير من المفكرين والمحللين السياسين منذ الاستقلال فى ١٩٥٦م إلى اليوم ولم نصل إلى اى ثقه توافقيه ربما هذه المرة بعد توقيع الاتفاق السياسى الاطارى بين بعض مكونات القوى السياسيه المدنيه ان يتسع للجميع وان يصبح كتابا مفتوحا للجرح والتعديل حتى نصل إلى ثقه توافقيه تؤدى للاستقرار السياسى فى السودان وليس تكتيكا مرحليا لبعض الطامحين لاعتلا كرسى السلطه
ظل الشعب السوداني محبطا فى قضية الاستقرار السياسى فى السودان لانها من الموضوعات القديمه والمستعصيه لديه اوفى الواقع المحيط به منذ الاستقلال عبر الفترات السياسيه المختلفه فى السودان وتناولها المفكرون والسياسيون السودانين بطرق عديده و منذ الاستقلال وحتى اليوم
أبرز الصعوبات التى يواجهها مفهوم الاستقرار السياسى فى السودان هو عدم وجود مصطلح دقيق متفق عليه من القوى السياسيه المدنيه لمفهوم الاستقرار السياسى لذلك أصبح المفهوم مختلفا لدى السياسين المدنين و المتمردين والقوات النظاميه واثره ذلك على مسيرة الدوله حيث حققه المتمرون والملشيات اهدافهم بقوة السلاح والان هم موجودين في مفاصل الدولة العسكريه والمدنيه وآخرين عن طريق العماله والخيانة الوطنيه وآخرين يهتفون فى الشوارع . نواصل دكتور عصام حامد دكين باحث و اكاديمي واعلامى ومحلل سياسى واقتصادى