القارئ الحصيف لتاريخ السودان منذ الاستقلال يجد ان أهم نقاط ضعف الممارسة السياسية الراشدة كانت هى تشوهات الممارسة الديمقراطية للاحزاب السودانية .. بالطبع هذه التشوهات لم تكن وليدة الصدفة بل كانت نتاج تراكمات وصراع وضعف واضعاف واجندات مختلفة ، منها من تم توثيقة ومنها ما يحتاج لبحث مضنى لسبر اغوار الحقيقة المرتبطة بحيثياته ..فى مقاله القيم سياحة في أدب الحكم والسياسة ، يقول د. أمين محمود ، الديموقراطية على سبيل المثال في العالم الثالث توئد بالقوى الغربية التي ترعى الاستبداد والقهر مقابل فتح أبواب نهب خيرات تلك البلاد المحكومة بالدمى التي تنصبها قوى الاستكبار لحكم شعوب هذه الدول المستذلة. والحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان في ثقافة الغرب هي حقوق لشعوبهم حصرا دون شعوب بقية العالم ، لذلك تراهم سكوتا على ممارساتهم في البلاد التي غزوها بما في ذلك المشهد الفاضح بفلسطين. المشهد السياسى السودانى يمثل الان ابشع مراحل الاستعمار الحديث ، واحد بؤر التنافس الدولى القابلة للانفجار فى أى لحظة ، مع وجود اسوأ أنواع الفساد السياسي ، مدفوعا بروافع الاتكال على الاجانب وشرعنة الاستنصار بالسفارات ، والتعملق بقوة العمالة ..بعد تانى :واقع الممارسة الديمقراطية بجل احزابنا السياسية هو صفر كبير ، بل للمفارقة يتميز المشهد السياسى السودانى بالتوريث فى بعض الأحزاب وهى ظاهرة لا مثيل لها بالعالم ، وبعض رؤساء احزابنا السياسية لا يغيرهم من منصب رئاسة الحزب سوى اجل الله المحتوم ..!بعد اخير :اذن نحن فعلا نحتاج لهيكلة احزابنا السياسية أولا قبل الحديث عن التحول الديمقراطي المستدام ، وسابدا فى الحقلة القادمة بقراءة قوانين تنظيم الأحزاب السياسية السودانية لنصل لموطن الداء الحقيقي ..حسبنا الله ونعم الوكيلاللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
musapbrear@gmail.com10
ديسمبر 2022م