ظللنا..
ونظل…وسنظل..
نقول أنه لا رجعة لحكم قحت مرة أخرى..
ونعني – بالطبع – قحت التي سرقت الثورة…باسم الثورة..
وأن الفترة الانتقالية تديرها كفاءات مستقلة ؛ وتنصرف الأحزاب إلى مهامها..
ومهامها – الآن – هي تجهيز نفسها للانتخابات..
وليس أن تتربع على كراسي السلطة…في ظاهرة غريبة على ثوراتنا الشعبية..
فلم يفهم كلامنا رموز قحت..
أو فهموه ولكنه لم يعجبهم ؛ أو ربما ظنوا أننا نحن من لم يفهم..
مثل مريم التي غضبت من كلمة مستقلة..
وقالت بل وطنية ؛ وهي الثغرة ذاتها التي نفذت عبرها من قبل إلى الوزارة..
وبالأمس قالها البرهان صراحة..
قال أن حكومة ما تبقى من الفترة الانتقالية ستكون من كفاءات مستقلة..
وتستعد الأحزاب للانتخابات..
أو كما قال نصاً: العسكر للثكنات ؛ والأحزاب للانتخابات..
وأُسقط في أيدي الجالسين من ممثلي قحت..
وأُسقط في أصبع حسن جعفر ؛ وفي كف الفكي الذي كان يصفق… فكف..
وأُسقط في يد مريم التي كانت تمسك بها حقيبتها..
بمثلما كانت تمسك بها وهي تسافر من عاصمة…إلى جزيرة…إلى حديقة..
ونعني الحديقة النباتية بأسوان..
بل وقال – البرهان – أن التسوية هذه ما هي إلا بداية لتراضٍ عريض..
بداية لتفاهمات واسعة ؛ ولا اتفاقيات ثنائية..
ويوم الأول من أمس كتبنا كلمة بعنوان الفخاخ ؛ فلم تفهم قحت مغازيها..
وأعقبناها بكلمة – أمس – تحت عنوان المولد..
فلم تفهم أيضاً ؛ تماماً كما لم يفهم نظام البشير ما كنا نكتبه قبيل سقوطه..
ومنها ما جاء بعنواني ثم أمطرت ؛ وفات الأوان..
وهذا قدرنا ؛ ألا يفهم من يعنيهم الأمر ما نكتب إلا بعد فوات الأوان..
أو بعد أن تمطر عليهم مطرا..
والمطر لا يُذكر في كتاب الله إلا مقروناً بالعذاب ؛ بعكس كلمة غيث..
وتعذب أهل قحت البارحة من بعد فرحة..
فقد ظنوا – وبعض الظن غفلة – أنهم سيعيدون سلطتهم سيرتها الأولى..
ويعيدون تسلطهم سيرته الأولى..
وعجزت وجوههم عن إخفاء تعابير خيبة أملهم ؛ أثناء خطاب البرهان..
وبذا فقد ضرب البرهان عدة عصافير بحجرٍ واحد..
فمن جهة أرضى المجتمع الدولي ؛ ومن جهة ثانية الاتحاد الأفريقي..
ومن جهة ثالثة رافضي التسوية بالداخل..
ومن جهة رابعة جماعة قحت نفسها ؛ إذ قال لهم أتريدون اتفاقاً؟… هاكموه..
وبذا تحرر من ضغوطٍ عديدة..
وأثبت أن جيل السودان الحالي من السياسيين يحتاج إلى سنة أولى سياسة..
فيا مريم…ويا فكي…ويا جعفر…ويا جميع أهل قحت:
نختم بما بدأنا به كلمتنا هذه..
فمن أقدارنا – أيضاً – أن نعيد…ونقول..ونكرر..
ظللنا….ونظل….وسنظل..
نقول أنه لا رجعة لحكمكم مرة أخرى..
مفهوم ؟!.