دكتور إبراهيم الصديق يكتب بين يدي الصفقة : أسئلة علمانية والحرية والإجماع ..

(1)
ثلاثة أسئلة مهمة:

إذا رفضت كل القوي اليسارية (الشيوعي والبعث والناصري) الإتفاق الإطاري ، ووقعت عليه قوي معتدلة وإسلامية (حزب الأمة والشعبي وجماعة من الاتحادي الديمقراطي وانصار السنة والتجمع الاتحادي) ، فمن هي الجهة الحريصة علي تعديل اي بند أو فقرة ، ما عدا (علمانية) الدولة وإبعاد الدين عن الحياة العامة ؟
والسؤال الثاني: تم تأجيل حوار الآلية الثلاثية لإن قوي مؤثرة لم تشارك فيه ، كما جاء في بيان فولكر ، وأهمهم الحزب الشيوعي ولجان المقاومة ، والان هؤلاء خارج الاتفاق ، بل زاد عليهم الكتلة الديمقراطية وقوي الحرية مجموعة التوافق وقوي المسار الوطنى ؟ وأضف علي ذلك أحاديث قادة المكون العسكري بأنهم يبحثون عن إجماع وطني والان (أوكوا) إتفاقهم علي مجموعة أقل من يوم 25 أكتوبر 2021م ، فإين الإجماع الوطني وماذا تغير ؟ ..
والسؤال الثالث ، هل تحققت مبادىء العدالة والحرية ، وقد تم إطلاق سراح متهم بقضايا جنائية ضمن مساومات الصفقة بينما البعض يقبع في السجن اربع سنين بإتهامات زائفة ؟ ، وأليس من باب العدالة ان تتضمن هذه المساومات إطلاق سراح د.علي الحاج والشيخ السنوسي مكافأة للأمانة العامة للشعبي وهي توافق علي توقيع الإتفاق الإطاري..
والإجابة علي هذه التساؤلات تكشف عن خبايا الإتفاق ، وهو (تظهير) لضغوط عابرة لقوي السودانية ومنحازة لخيارات العلمانية والإقصاء وسلب موارد البلاد ومقدراتها ، فهو ورقة أجنبية بلا شك.. بل صورة من الإستعمار وسلب الإرادة والقرار
(2)
و لمزيد من الإيضاح ، فإن الإتفاق الإطاري لم يأبه كثيرا لقضايا كثيرة ومهمة في حياة المواطن ومستقبل البلاد والعباد ، ومنها:
قضايا معاش الناس وهموم المواطن وتحديات البناء والإعمار ، وتم تكريس الفترة الإنتقالية لقضايا ليست أولوية المواطن من تعديل قوانين أو وضع تشريعات ، وما يشاع عن تعهدات هي شروط إملاء كرست فوارق إجتماعية وظروف ضنك ومسغبة..
لم تهتم الصفقة بقضية السلام ، سوي صياغة فضفاضة ، بينما رفضوا إستيعاب شركاء السلام ، وتنكروا للقائهم ، وتجافوا عن تطييب خاطرهم تأجيل الإتفاق ساعات معدودات..
قضايا الأطراف ، وخاصة قضية شرق السودان وقضية دارفور والنزوح واللاجئين ، وكل ما يترتب علي وحدة المجتمع وتحقيق الطمأنينة..
أن أولوية الإتفاق هو لحظة التوقيع وتبادل الكلمات وشرعنة الأجندة المريبة..
(3)
وبالتأكيد فإن الغاية من الإتفاق أبعد من المواد والنقاط ، فهي محطة ضمن سياق محطات أخرى ، والهدف الاساسي هو إبعاد العسكر عن (مصدر القوة) والسلطة ثم الإجهاز عليهم من خلال تحالف دولي جديد..
لقد شغلت حرب أوكرانيا القوي الدولية عما يجرى في بقية العالم وابطأت كثيرا من المخططات وتراجعت أهميتها ومنها السودأن وما يجري فيه ، مهما أستدعي تأجيل المعركة الاساسية لوقت آخر ومع حكومة أخرى.. ومن ظن أنه كسب ، فهو أول خاسرين ؟
معارضة هذا الإتفاق ليس خيارا ، بل هو واجب المرحلة للحفاظ علي وحدة البلاد وتماسكها وثرواتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *